Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن أن تفلس "سبيس إكس" كما هدد ماسك؟

مشروع الإنترنت الفضائي قد يتأخر بسبب مشكلات الصاروخ "رابتور"

هدد إيلون ماسك العاملين في شركته للصناعات الفضائية "سبيس إكس" باحتمال إفلاسها (أ ف ب)

هدد إيلون ماسك، رئيس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية وأغنى أثرياء العالم، العاملين في شركته للصناعات الفضائية "سبيس إكس" باحتمال إفلاس الشركة إذا لم تتمكن من إصلاح العيوب في الصاروخ الفضائي الجديد "رابتور"، الذي ستستخدمه في إطلاق سفينتها الفضائية "ستار شيب".

وأرسل ماسك رسالة بالبريد الإلكتروني لكل العاملين في "سبيس إكس"، عشية عطلة نهاية الأسبوع الطويلة قبل عيد الشكر الخميس الماضي، طالبهم فيها بالعمل ليل نهار لإصلاح مشاكل الصاروخ التي "بدت أكبر وأعمق مما ذكر عنها من قبل".

وحذر ماسك من أن عدم إصلاح عيوب الصاروخ الفضائي بسرعة سيعني تعطل مشروع "ستار لينك" للإنترنت الفضائي الواسع النطاق، الذي تعمل عليه الشركة، وتستهدف ملايين الاشتراكات فيه لتحقيق عائد مالي مجز.

وبعد تسرب الرسالة، التي نشرها في البداية موقع "سبيس إكسبلورد"، ثم تلقفتها وسائل الإعلام الاقتصادية مثل شبكة "سي أن بي سي" وغيرها، اتسعت التغطية الإعلامية لاحتمال إفلاس "سبيس إكس" كما قال رئيسها. ما اضطر إيلون إلى كتابة تعليق في حسابه على موقع التواصل "تويتر" يحاول فيه التقليل من شأن احتمال الإفلاس من دون أن ينفيه.

وكتب ماسك، "إذا أدى ركود اقتصادي عالمي شديد إلى عدم توافر رأس المال والسيولة، بينما تخسر (سبيس إكس) المليارات على ستار شيب وستار لينك، فإن الإفلاس وإن كان ما زال بعيد الاحتمال لن يكون أمراً غير وارد". ثم استشهد بمقولة إن "البقاء للمصاب بالبارانويا".

ولم تبد الأسواق رد فعل قوياً على التحذير من احتمال إفلاس "سبيس إكس"، التي تقدر قيمتها السوقية حالياً بنحو 100 مليار دولار. وذلك أخذاً في الاعتبار أن إيلون غالباً ما يلجأ إلى تلك التهديدات للعاملين لديه، كي يجعلهم يعملون ساعات أطول وللحصول على أعلى إنتاجية ممكنة.

نص رسالة ماسك

وفيما يلي نص رسالة إيلون ماسك لكل العاملين في "سبيس إكس" بالبريد الإلكترون: "للأسف، إن أزمة إنتاج رابتور أسوأ بكثير مما بدت عليه قبل أسابيع قليلة. وبتعميق بحوثنا في تلك المشاكل، بعد رحيل الإدارة العليا السابقة، اكتشفنا أن تلك المشاكل أكبر مما ذكر عنها من قبل. وليس هناك سبيل للمداراة أو تهوين الأمر.

كنت على وشك أن آخذ عطلة نهاية الأسبوع هذا، كأول عطلة نهاية أسبوع لي منذ فترة طويلة، لكن الآن سأظل مع خط إنتاج رابتور طوال الليل والنهار خلال عطلة نهاية الأسبوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فما إن لم تكن لديكم مسائل عائلية حرجة أو يتعذر عودتكم إلى هاوثورن، فإننا نحتاج إلى كل الأيدي العاملة حتى يمكننا التعافي مما يمكن القول بصراحة إنها كارثة.

إذا لم نتمكن من إنتاج تصنيع ما يكفي من محركات رابتور التي يمكن الاعتماد عليها فإن التبعات على سبيس إكس تعني أنه لا يمكننا إطلاق ستارشيب، وهو ما يعني أننا لن نستطيع وضع الأقمار الاصطناعية V 2 لمشروع ستارلينك في الفضاء (صواريخ فالكون ليس لديها السعة ولا الحجم لدخول الفضاء بأقمار V 2). والأقمار الاصطناعية V 1 ضعيفة من ناحية العائد المالي، بينما أقمار V 2 قوية مالياً.

إضافة إلى ذلك، فنحن نوسع إنتاج الأطباق اللاقطة للوصول إلى عدة ملايين سنوياً، وهو ما سيستنفد قدراً كبيراً من رأس المال، وذلك على افتراض أن أقمار V 2 ستكون في الفضاء بالفعل، لتلبية الطلب على الإنترنت واسع النطاق. ولن يكون لتلك الأطباق أي فائدة إذا لم تكن الأقمار الجديدة في الفضاء.

في النهاية، فإن ما نواجهه هو احتمال خطر الإفلاس حقاً إن لم نتمكن من تحقيق معدل إطلاق لستارشيب العام المقبل بوتيرة مرة كل أسبوعين. شكراً. إيلون".

حرق رأسمال

وكما هو معروف، فإن لإيلون ماسك سوابق مماثلة بالتحذير من الإفلاس، ليحث العاملين في شركاته على تجاوز ساعات العمل وإلا تشردوا. ففي عام 2018، حين تعرض موديل 3 من السيارة الكهربائية "تيسلا" لمشاكل، أبلغ ماسك العاملين في شركة تيسلا بأنها "على بعد بضعة أسابيع من الإفلاس" إذا لم يتم إصلاح تلك الأعطال. وبعدها ظلت الشركة تتقدم حتى تجاوزت قيمتها السوقية حاجز تريليون دولار أخيراً.

لكن شركة سبيس إكس تبدو مختلفة، كما خلص تقرير لصحيفة ديلي تليغراف البريطانية، على الرغم من أنها تمكنت من تدبير ما يزيد على سبعة مليارات دولار من التمويل أخيراً. كما حظيت الشركة بعقد من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بقيمة نحو ثلاثة مليارات دولار لاستخدام مركباتها ستارشيب، التي تطلق بصواريخ بمحرك "رابتور" القوي، لإيصال بعثات فضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2025. وهكذا يبلغ ما حصلت عليه من رأسمال أخيراً أكثر من عشرة مليارات دولار.

وفشلت أكثر من محاولة لشركة سبيس إكس لإطلاق الصاروخ، الذي يستخدم منصة هائلة تبلغ نحو نصف كيلومتر ارتفاعاً في موقع الإطلاق للشركة في ولاية تكساس (مقر الشركة في مدينة هاوثورن في كاليفورنيا). وقدرت "مورغان ستانلي" تكلفة منصة الإطلاق بنحو ثمانية مليارات دولار.

ونقلت "التليغراف" عن مدير الأبحاث في "يوروسبيس" بيير ليونيت، قوله عن مشاكل "سبيس إكس" "تحرق الشركة قدراً هائلاً من المال عاماً بعد عام، فهي تزيد من الاستثمارات فيها باستمرار، ولكل هذا تبعات على توافر النقد والسيولة لها. أي تأخير في إطلاق الصاروخ سيعني حرق مزيد من رأس المال من دون أي عائد مالي".

وقال المسؤول الفضائي الأوروبي "إن ستار شيب محطة فشل رئيسة. فمن دونه لن يكون بالإمكان إطلاق الأقمار الاصطناعية بالسرعة الكافية، لتوفير العائد المالي وتغطية التكاليف".

لكن في النهاية، لا تتوقع الأسواق أن تكون هناك مشاكل مصيرية لشركة سبيس إكس، في الأقل حتى الآن. وبانتظار تجارب إطلاق النموذج الأولي من الصاروخ باستخدام محرك "رابتور"، لن تتأثر أسهم الشركة كثيراً.

اقرأ المزيد