Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شابة كردية أرادت اللحاق بخطيبها في بريطانيا فغرقت

أحد أقارب الضحية قال عنها إنها كانت تتحلى بشخصية "رومانسية" ووصفها بأنها "ملاك جميل"

الغريقة برفقة خطيبها حين الاحتفال بخطوبتهما في يناير 2021 و(إلى اليمين) بقايا المركب الذي استقله المهاجرون (أ ب)

خطف الموت امرأةً شابة كانت تحاول الانضمام إلى خطيبها في المملكة المتّحدة، لتصبح أولى ضحايا الغرق الجماعي في القنال الإنجليزي التي تمّ التعرف إليها.

إنها مريم نوري حمدامين المعروفة بلقب باران، وهي طالبةٌ كردية من شمال العراق، في مطلع العشرينات من عمرها. وقد أكّد قريبها كرمانج عزّت درغالي هويتها لشبكة "بي بي سي" وصحيفة "تايمز". ونشر في تكريم لذكراها على "فيسبوك" صورةً لها في ما بدا أنه حفل خطوبتها، واصفاً إياها في قصيدة بأنها "ملاكٌ جميل"، وبأنها كانت "تتّسم بالرومانسية".

وتظهر إحدى الصور التي نشرتها "بي بي سي"، أن مريم كانت في ألمانيا قبل أن تغادر إلى فرنسا في وقتٍ سابق من هذا الشهر. وقال خطيبها الذي لم يكشف عن اسمه، إنه لا يعرف أنها كانت في طريقها إلى المملكة المتّحدة مع نسيبة لها، وإنها خطّطت لمفاجأته بوصولها.

ويضيف أن مريم بعثت إليه برسالةٍ نصّية عندما بدأ القارب المطاط الهش الذي كانت على متنه مع عشراتٍ من الأشخاص الآخرين، يفرغ من الهواء. وكانت الفتاة ضمن مجموعةٍ من 27 شخصاً على الأقل، لقوا حتفهم يوم الأربعاء الماضي، بعد انقلاب الزورق الصغير. وقضى فيه ما لا يقل عن 17 رجلاً و6 نساء و3 أطفال. ولم ينجُ من المجموعة سوى شخصين فقط. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد خطيب مريم لـ "بي بي سي" بأنها حاولت طمأنته إلى أنه سيتمّ إنقاذهم - لكن بعد ذلك فقد إشارة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" الذي استخدمه لتتبّعها، عندما كانت وفق تقديره، في "عرض البحر". وعندما علم بأن الزورق انقلب في مياه القنال، قال إنه اتّصل بالمهرّبين الذين أبلغوه بأنهم لا يستطيعون الوصول إلى أيّ فردٍ من المهاجرين الذين قاموا بإرسالهم على متن الزورق.

وأضاف خطيب الشابة الضحية أن الأسرة سمعت بخبر وفاتها من شخصين كانا معها، وأنهما ينتظران إعادة جثمانها إلى كردستان. وقال: "إنني أعيش وضعاً سيئاً للغاية [في وضع يرثى له]".

أما كرمانج الذي ذكر في منشورٍ له على "فيسبوك" أن مريم هي قريبة له من الدرجة الأولى، فقال لشبكة "سكاي نيوز" إن "والدها ووالدتها منهاران نفسياً، وأن الوضع مروّع جدّاً. فهذه المرأة كانت في ريعان شبابها، وتشكّل وفاتها مأساةً حقيقية بالنسبة إلى العائلة التي تعيش بأكملها حالاً من الصدمة".

وأضاف قائلاً: "إنني أقدّر الأسباب التي تدفع بالناس إلى الرحيل من أجل حياة أفضل، لكن هذا ليس المسار الصحيح. إنه طريق نحو الموت". وأعرب كرمانج عن الأمل في أن "تتقبّلنا [تعاملنا] الحكومتان البريطانية والفرنسية بطريقة أفضل".

سانغر أحمد ابن الثلاثة وثلاثين عاماً، الموجود في مخيم "غران سانت" للاجئين في مدينة كاليه الفرنسية، تحدّث لوسائل الإعلام قائلاً إن صديقين له لم يردّا على رسائله منذ آخر اتصال معهما، عندما قالا له إنهما خائفان من الرحلة على متن زورق مطاط.

وأبلغ شكر علي (25 سنة) وحارم بيروت (23 سنة) من العراق صديقهما أحمد، بأن المهرّبين المسلّحين أجبروهما على الصعود إلى القارب "الواهي وشديد الاكتظاظ". وقال أحمد: "لقد سمعتُ أخباراً عن قيام مهرّبين مسلّحين بإرغام الناس على الصعود على متن الزورق، إذا ما حاولوا التراجع في اللحظة الأخيرة. إنهم أناس متوحشون".

وذكر أنه يشعر بالقلق من وجود أصدقاء له على متن الزورق واحتمال وفاتهم، لكن - بما أنه لم يتم التعرّف إلى معظم الضحايا - فإن مخاوفه لم تتأكّد بعد، كما لم يتمّ دحضها في المقابل.

وكان من بين الأفراد الذين حاولوا عبور القنال الإنجليزي في اليوم نفسه الذي انقلب فيه الزورق، أربعة أشخاص من اليافعين في السن، وهم: رياض محمد (12 سنة)، وقريبه شير محمد (17 سنة)، وفتيان آخران هما: بالوان (16 سنة)، وشيناي (15 سنة). ويخشى أصدقاؤهم، الذين لا يستطيعون الاتصال بهم، أن يكونوا قد لقوا حتفهم في عرض البحر.

وكانت السلطات الفرنسية قد قبضت على خمسة أفراد يُشتبه في أنهم مهرّبو بشر، وبأن لهم صلة بحوادث الغرق.

هذه الوفيات المأسَوية جعلت العلاقات بين المملكة المتّحدة وفرنسا تزداد تأزماً وتوتراً. فقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية سحب دعوةٍ وجّهتها إلى وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، لحضور اجتماع لوزراء دول أوروبيةٍ رئيسية في كاليه يوم الأحد، لمناقشة الأزمة.

واتّسم ردّ فعل المتحدّث باسم حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالغضب، بعدما دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باريس علناً إلى استعادة الأشخاص الذين يعبرون القنال الإنجليزي. واتّهمه باعتماد "خطاب مراوغ"، وقال إن الرسالة - التي تتضمّن خمسة مقترحات - "لا تنسجم على الإطلاق" مع المناقشات التي أجراها الزعيمان عندما تحادثا يوم الأربعاء الفائت.

أما الرئيس ماكرون فانتقد في مؤتمر صحافي، قرار جونسون نشر رسالته على حسابه على "تويتر"، قائلاً إن ذلك يشير إلى "عدم جدّية موقفه". وأضاف أن "التواصل بين زعيم وآخر في شأن هذه القضايا لا يكون بالتغريدات والرسائل التي نظهرها إلى العلن. فدورنا يقتضي ألا نكون مجرّد مخبرين".

لكن وزير النقل البريطاني غرانت شابس، حرص على القول إن مقترحات رئيس الوزراء قُدّمت "بحسن نية"، مناشداً الجانب الفرنسي إعادة النظر في قرار سحب الدعوة التي كانت قد وُجّهت إلى الوزيرة باتيل. وحاولت دوائر رئاسة الحكومة في "داوننينغ ستريت" التخفيف من حدّة التوتر، مؤكّدة أن الرسالة كُتبت "على أساس روح الشراكة والتعاون".

© The Independent

المزيد من متابعات