Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نهاية عهد أنغيلا ميركل مع تشكيل حكومة ألمانية جديدة

في مطلع ديسمبر يتسلم الحكم تحالف جديد أكثر ليبرالية أبدى موافقته على تشريع الحشيشة

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتجه مع وزراء وأعضاء آخرين في حكومتها لالتقاط صورة جماعية في مقر المستشارية يوم الأربعاء الماضي (غيتي)

باتت الآن أيام أنغيلا ميركل كمستشارة ألمانية معدودة، وستكون أقل من 15 يوماً، بعدما أعلنت الأحزاب الثلاثة الفائزة في انتخابات سبتمبر (أيلول) 2021 أنها اتفقت على تأليف حكومة تنتمي إلى يسار الوسط، من المقرر أن تباشر مهامها في 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل أو تاريخ آخر قريب منه، بحسب تصريح قادة تلك الأحزاب يوم الأربعاء الماضي.

وسيخلف ميركل أولاف شولتز الذي يرأس ائتلافاً ثلاثياً غير مسبوق جرى تشكيله على المستوى الوطني. وحاضراً، يشغل شولتز منصب وزير المالية، وقد خاض الانتخابات مرشحاً عن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" الذي احتل المركز الأول في انتخابات الـ"بوندستاغ" الأخيرة في 27 سبتمبر، وفاز بما يزيد على 25 في المئة من الأصوات في هذا الاقتراع الذي يُجرى كل أربع سنوات. ويضم الاتئلاف الجديد أحزاب "الاشتراكي الديمقراطي" و"الخضر" المؤيد للبيئة، و"الديمقراطيين الأحرار" الذي يدعم الأعمال التجارية.

واستكمالاً، لن يكون بوسع شولتز وأعضاء حكومته الجديدة أن يتمتعوا بشهر عسل، ولا سيما أنهم استغرقوا شهرين كاملين في العمل على إنشاء هذه الإدارة. إذ يواجهون مجموعة من المتاعب في مقدمتها الأزمة الصحية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد في الوقت الذي أخذت معدلات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" تحلق إلى مستويات قياسية، وأزمة اللاجئين في الخارج مع وجود آلاف عدة من العراقيين العالقين في بيلاروسيا بسبب مساعيهم المحفوفة بالمخاطر في الوصول إلى ألمانيا، فضلاً عن أزمة مناخية تعيث خراباً في أنحاء العالم.

وبالمقارنة مع إدارة ميركل المنتهية ولايتها، من المنتظر أن تكون الحكومة المقبلة أكثر ليبرالية على الصعيد الاجتماعي، وقد وافقت على السماح للألمان بحمل جنسيات متعددة وإضفاء الصفة القانونية على بيع الحشيشة (القنب الهندي) للاستخدام الترفيهي.

يُذكر أن التحالف الحاكم من هذا النوع يُعرف في ألمانيا باسم "ائتلاف إشارة المرور" نظراً إلى الألوان التي تتميز بها الأحزاب المشاركة تقليدياً، وهي "الاشتراكي الديمقراطي" (أحمر)، و"الخضر" (أخضر) و"الديمقراطيين الأحرار" (أصفر).

وخلال مؤتمر صحافي عقده في برلين، ذكر شولتز أن "الرسالة الرئيسة تتمثل في أن (إشارة المرور) باتت تعمل على قدم وساق"، في إشارة إلى تشكيل الائتلاف الذي يعتبر أعضاؤه رفاقاً غرباء بعضهم عن بعض، نظراً إلى العداء المستمر منذ عقود بين "الخضر" و"الأحرار الديمقراطيين". وأضاف، "لقد شكلنا ائتلافاً من [أعضاء] متساوين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهكذا، سيصبح شولتز مستشار ألمانيا العاشر في مرحلة ما بعد الحرب [العالمية الثانية]، والرابع من "الاشتراكي الديمقراطي" الذي مثله قبل ذلك المستشارون السابقون ويلي برانت، وهيلموت شميت، وغيرهارد شرودر. وقد هيمن حزب ميركل "الديمقراطي المسيحي" على البلاد في السنوات التي تلت الحرب، إذ حكم ألمانيا على امتداد الـ16 سنة الأخيرة، إضافة إلى 32 سنة من أصل السنوات الـ39 الماضية.

واستطراداً، لقد اتفقت الأحزاب الثلاثة عبر مفاوضات بدأت رسمياً قبل شهر واحد وتناولت التفاصيل كلها، على جعل مكافحة التغير المناخي حجر الزاوية في الحكومة الجديدة، خصوصاً أن هذا الموضوع قد طغى خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، على أزمة فيروس كورونا وغيرها من القضايا.

ستكون أنالينا بريوك، الزعيمة المشاركة من "الخضر"، وزيرة خارجية ألمانيا المقبلة، بينما سيحل كريستيان ليندنر زعيم "الأحرار الديمقراطيين" محل شولتز في منصبه على رأس وزارة المالية المحورية، كذلك سيصبح روبرت هابيك زعيم "الخضر" المشارك، وزيراً للبيئة.

وقد أُحيطت المباحثات بين أطراف الائتلاف بالسرية خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، ولم يجرِ تسريب أي تفاصيل عنها تقريباً، خلافاً للمفاوضات التي سبقت تشكيل ائتلافات سابقة، الأمر الذي قد يبشر بأن ائتلاف الأحزاب الثلاثة الجديد قد لا يتبع تقاليد أخرى لا حصر لها.

وبالتالي، شكل غياب أي تسريبات حتى يوم الأربعاء الفائت إنجازاً كبيراً، مع الأخذ في الاعتبار أن المفاوضات شملت مجموعات عاملة بلغ عددها الإجمالي 22 مجموعة ضمت 300 من قياديي الأحزاب ذات العلاقة بذلك الائتلاف.

في المقابل، أوردت محطة التلفزيون "أرد" الألمانية، في أعقاب الإعلان صباح الأربعاء الماضي عن التوصل إلى الصفقة الكاملة ليلاً، أن أعضاء الائتلاف اتفقوا على رفع نسبة الطاقة المتجددة في البلاد من 40 في المئة حالياً إلى 80 في المئة في موعد أقصاه 2030، وإغلاق كل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري مع حلول 2030، وذلك قبل ثماني سنوات من الموعد المخطط له سابقاً.

© The Independent

المزيد من دوليات