Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطات الجزائرية تسعى لنسبة مشاركة عالية في الانتخابات المحلية

الاستحقاق الثالث الذي ينظمه الرئيس عبد المجيد تبون

تشهد الجزائر، السبت 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، انتخابات محلية لاختيار أعضاء المجالس البلدية والولائية (المحافظات)، وسط سعي السلطة لتحقيق نسبة مشاركة كبيرة، بعد نسب المشاركة الضعيفة التي شهدها الاستفتاء على الدستور (23,7 في المئة) والانتخابات التشريعية التي عرفت أدنى نسبة مشاركة (23 في المئة) في تاريخ البلاد، في يونيو (حزيران) 2021.

والاستحقاق الحالي هو الثالث الذي ينظمه الرئيس عبد المجيد تبون، منذ وصوله إلى السلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2019، بعد استفتاء على الدستور وانتخابات تشريعية شهدت مقاطعة كثيفة.

كان يُفترض أن تنتهي ولاية المجالس المحلية في آخر عام 2022، لكن الرئيس تبون قرر إجراءها بشكل مبكر لتغيير المجالس البلدية والولائية "كي تتكيف مع الدستور الجديد" الذي تم الاستفتاء عليه قبل سنة. وقال في خطابه لمناسبة ذكرى اندلاع حرب التحرير في الأول من نوفمبر، إن الهدف هو "بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة بعيدة عن الشبهات والشوائب"، بعد الاتهامات بالتزوير في الاستحقاقات المنظمة خلال 20 سنة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

والمجالس المحلية أساسية في انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) الذين ينتخب ثلثيهم (96) أعضاء المجالس البلدية والولائية، بينما يعين الرئيس الثلث الباقي  (48).

فرصة أخرى

وترى أستاذة العلوم السياسية في جامعة الجزائر، نبيلة بن يحيى، أن "الانتخابات المحلية فرصة أخرى في عملية البناء الديمقراطي (...) ومحطة سياسية لتجديد الفعل السياسي (...) وتوضح خريطة الوجود الحزبي في الحياة السياسية".

لكن الأمر بالنسبة إلى أستاذ الإعلام في جامعة الجزائر، رضوان بوجمعة، ليس سوى "محاولة تجديد واجهات المجالس المحلية من حيث التركيبة البشرية لزبانية السلطة". وما عدا ذلك، "فإن الرهانات السياسية الحالية لا تخرج عن الشعارات التي تسعى للقول، إن البلد دخل في عهد جديد، على الرغم من أن المؤشرات تقول غير ذلك".

ويعتبر بوجمعة أن "السلطة ترى أن الانتخابات هي أقرب إلى الإجراء الذي يحولها إلى آلية قهر ضد كل من يطالب بمسار سياسي غير المنطق المفروض".

ويقلل المتخصص في الشأن السياسي، محمد هنّاد، من أهمية هذه الانتخابات على اعتبار أن "رهاناتها السياسية لا تهم إلا منظومة الحكم الحالية التي تراها آخر محطة في مسار التغيير حسب تصورها، لكنه مجرد وهم لأن ما بُني على أساس هش لا يمكن أن يدوم".

صدقية

وعلى الرغم من أن الرئيس تبون نفسه صرح خلال الانتخابات التشريعية أن "نسبة المشاركة لا تهم"، والمهم هو "صدقية" الانتخابات، إلا أن السلطة والأحزاب المشاركة تتوقع تحسن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال التجمعات التي نظمها المرشحون، دعوا أولاً إلى التصويت بقوة في الانتخابات قبل الدعوة إلى اختيارهم.

وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، "إننا نعمل على ضمان جميع الظروف لإنجاح الانتخابات المحلية المقبلة وتحقيق نسبة مشاركة معتبرة".

غير أن رضوان بوجمعة يؤكد أن ذلك لن يحدث "لأن المجتمع يعتقد أن الانتخابات لم تعد آلية (...) لبناء أي عقد سياسي. وهو جوهر النقاش (...)، لأن المشاركين كالمقاطعين، لا يملكون مشروعاً سياسياً لإعادة الاعتبار للسياسة بعيداً من اختصارها في ولايات انتخابية من دون أي مضمون سياسي".

ويقول محمد هنّاد "بالنظر إلى التجارب الانتخابية السابقة، لا يبدو أن المشاركة في الانتخابات ستكون هذه المرة قوية".

ويسأل "هل السلطة تبحث، أصلاً، عن هذه الشرعية الشعبية؟ لا يبدو ذلك، ولا أدل على ذلك من مقاطعة الاستفتاء على الدستور أساس الصرح السياسي الذي لم يصوت عليه سوى خُمس الناخبين حسب النتائج الرسمية".

منطقة القبائل

وأسهم الامتناع شبه الكامل عن التصويت في منطقة القبائل، حيث لم تصل نسبة المشاركة إلى 1 في المئة في ولايتي بجاية وتيزي وزو خلال الانتخابات التشريعية، في تسجيل أدنى نسبة مشاركة في الاقتراع في تاريخ الجزائر خلال الانتخابات التشريعية الماضية.

وعلى الرغم من مقاطعة "حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المتجذر في المنطقة، الذي سيؤثر في نسبة المشاركة، إلا أن بعض مناضليه خالفوا التعليمات وشاركوا كمرشحين مستقلين. وشكل القيادي السابق في الحزب ياسين أسيوان قائمة أيضاً، وهو سيتنافس على منصب رئيس المجلس الولائي.

ويشارك حزب "جبهة القوى الاشتراكية" الفائز الأكبر في منطقة القبائل في الانتخابات المحلية لسنة 2017، في انتخابات السبت. ما قد يضع حداً لمقاطعة المنطقة للانتخابات منذ بداية الحراك في فبراير (شباط) 2019.

ويرى رضوان بوجمعة، أن الحديث عن مشاركة منطقة القبائل "ينطلق من مسلمة أن باقي مناطق الجزائر شاركت في الانتخابات السابقة، على الرغم من أن الأرقام تقول إن مقاطعة الانتخابات هي الواقع الذي ميز كل الاقتراعات السابقة".

ويخلص هناد إلى القول "لا ندري المستوى الذي ستبلغه مشاركة منطقة القبائل في هذه الانتخابات. فمشاركة جبهة القوى الاشتراكية ليست ضمانة لتوافد الناخبين عن بكرة أبيهم، لا سيما أن هذا الحزب، على الرغم من أهميته، لا ينفرد بتمثيل المنطقة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي