أكدت شركة "أرامكو" السعودية، الاثنين، استمرارها في البحث عن فرص استثمارية في الهند، لما توفره البلاد من فرص واعدة على المدى الطويل. وأشارت وفق بيان، إلى أنها ستواصل تقييم فرص الأعمال الجديدة أو الحالية مع الشركاء المحتملين بما فيها شركة "ريلاينس إندستريز" التي تمتلك معها علاقة طويلة المدى، وذلك وفقاً لما أوردت وكالة "بلومبيرغ".
يأتي تأكيد "أرامكو" في أعقاب إعلان شركة "ريلاينس"، الجمعة، أنها اتفقت مع عملاق النفط السعودي على إلغاء الاتفاقية غير الملزمة بينهما، الموقعة في أغسطس (آب) 2019، والتي كانت تقضي باستحواذ "أرامكو" على 20 في المئة من عمليات شركتها التابعة لتحويل النفط إلى كيماويات في صفقة قيمتها 15 مليار دولار.
إعادة تقييم الاستثمار
وشمل إعلان الشركة الهندية أيضاً إعادة تقييم الاستثمار المحتملة التي كانت ستجريها "أرامكو" لوحدة تحويل النفط إلى مواد كيماوية في الصفقة الكبري التي تأخرت بسبب جائحة كورونا.وعلى الرغم من التغير في الاستراتيجية أكدت شركة "ريلاينس"، العملاقة التي تعمل في مجالات عديدة من النفط إلى التجزئة، أنها ستستمر في كونها الشريك المفضل لـ"أرامكو" للاستثمارات في القطاع الخاص في الهند، مؤكدة أنها ستعمل معها ومع "سابك" بهدف الاستثمار في السعودية.
خيبة أمل
يرى محللون لدى شركة الاستثمارات "جيفريز"، أن إلغاء الصفقة ليس له أي تأثير على الميزانية العمومية لـ"ريلاينس"، لكنه بمثابة خيبة أمل، لأنه يضيع عليها فرصة الوصول بتقييم وحدة "أو 2 سي" إلى علامة 75 مليار دولار، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".وقال سوميت بوخارنا، نائب رئيس الأبحاث في "كوتاك سيكيوريتيز": "السوق تتفاعل، حيث كان يتوقع أن تساعد الصفقة في تقليل الانكشاف على الأنشطة الهيدروكربونية، لكن ذلك تأجل".وأضاف بوخارنا وفقاً لوكالة "رويترز": "ومع ذلك، فإن (ريلاينس) لديها عوامل في صالحها، بينها الانتعاش الحاد في هوامش التكرير والارتفاع المحتمل في أسعار الاتصالات وزيادة المشتركين وتجارة التجزئة القوية".
أسهم "ريلاينس" تهوي
وفي أعقاب تعليق بيع حصة في وحدتها "أو 2 سي" المتخصصة في تحويل النفط إلى كيماويات لشركة "أرامكو"، هبطت أسهم "ريلاينس إندستريز"، في التعاملات المبكرة من جلسة اليوم الاثنين، بأكثر من 4 في المئة. وقبل أكثر من عامين وقعت "ريلاينس إندستريز" و"أرامكو" خطاب نوايا غير ملزم، مقابل استحواذ محتمل من قبل الشركة السعودية على 20 في المئة في أعمال التكرير والكيماويات لديها.كانت شركة "ريلاينس" المملوكة للملياردير موكيش أمباني، أغنى رجل في آسيا، قد قامت أخيراً بتعزيز خططها لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء الضخمة في مجمع "جامناغار" للتكرير والبتروكيماويات، والذي سيصبح أحد أكبر مرافق تصنيع الطاقة المتجددة المتكاملة في العالم. ولا تزال أكبر شركة في الهند، بلا ديون منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي.كانت "أرامكو" تتفاوض لشراء حصة تقارب 20 في المئة في وحدة التكرير مقابل ما قيمته 20 إلى 25 مليار دولار من أسهم الشركة السعودية، بحسب تقرير لـ"بلومبيرغ" في أواخر أغسطس (آب).واستناداً إلى القيمة السوقية لشركة "أرامكو" البالغة، آنذاك، 1.9 تريليون دولار، فإن الصفقة كانت ستمنح "ريلاينس" نحو 1 في المئة من أسهم أكبر شركة للطاقة في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت "ريلاينس" قد استبقت ذلك مبكراً في فبراير (شباط) بخطة لفصل عمليتها الجديدة الخاصة بتحويل النفط إلى مواد كيماوية لتصبح شركة مستقلة بقرض قيمته 25 مليار دولار من الشركة الأم، كما كانت "ريلاينس" قد عينت رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي لشركة "أرامكو"، ياسر الرميان، عضواً مستقلاً في مجلس إدارتها اعتباراً من 19 يوليو (تموز) لمدة ثلاث سنوات وسط معارضة من صندوق تقاعد المعلمين بولاية كاليفورنيا. وجرى التصويت على تعيينه في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي حصل على موافقة الأغلبية المطلوبة من مساهميها بأكثر من 98 في المئة من إجمالي من شملهم التصويت على القرار.وتمتلك عائلة رئيس مجلس إدارة "ريلاينس" موكيش أمباني، الذي أعلن القرار في الجمعية العمومية السنوية للشركة، أكثر من 50 في المئة من أسهم المجموعة.
تراجع أسهم "أرامكو"
وتراجع سهم "أرامكو" قبيل نهاية التعاملات في السوق السعودية بنحو 2 في المئة إلى 35.45 ريال (9.45 دولار).وبدأت "أرامكو" اليوم توزيع أرباح نقدية على المساهمين عن الربع الثالث من عام 2021 بقيمة 70.33 مليار ريال سعودي (18.76 مليار دولار)، بواقع 0.3518 ريال للسهم (0.093 دولار).
