Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطر الحرب مع روسيا مرجح أكثر من أي وقت مضى منذ "الحرب الباردة"

الجنرال السير نيك كارتر يعتبر أن التطورات الحاصلة على الحدود ما بين بيلاروس وبولندا تشبه "قواعد اللعب الروسية"

مهاجرون يتجهون إلى نقطة حدودية بيلاروسية - بولندية على أمل دخول الاراضي الاوروبية (أ ب)

خطر الحرب مع روسيا الآن أكثر احتمالا من أي وقت مضى منذ مرحلة "الحرب الباردة"

أعرب رئيس أركان الدفاع البريطاني المنقضية ولايته، عن قلقه من الوضع القائم على الحدود بين بيلاروس وبولندا، منبهاً إلى أن احتمال اندلاع نزاع عرضي مع روسيا، بات وارداً أكثر من أي وقت مضى، منذ مرحلة "الحرب الباردة".

الجنرال السير نيك كارتر الذي يتخلى عن مهام منصبه في نهاية الشهر الحالي، اتهم بيلاروس بالدفع بأعداد المهاجرين "إلى حدود الاتحاد الأوروبي"، في محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ورأى كارتر أن هذا التصرف من جانب مينسك، يشبه كثيراً "قواعد اللعب الروسية" [تكتيكات النهج الروسي ] ويأتي في وقت تعاظم التوترات إثر زعم الاتحاد الأوروبي أن بيلاروس بدأت تنقل المهاجرين إليها جواً لإفتعال أزمة إنسانية على حدودها مع بولندا.

ومعلوم أنه يوجد عدد كبير من المهاجرين، كثير منهم من منطقة الشرق الأوسط، في مخيم مؤقت أقيم على الجانب البيلاروسي من الحدود مع بولندا، حيث تبلغ سلطات وارسو يومياً عن محاولات جديدة من قبل المهاجرين لانتهاك الخط الحدودي الفاصل.

وزارة الدفاع في بيلاروس اتهمت من جهتها بولندا بالقيام بحشد عسكري "غير مسبوق" على حدودها، قائلةً إن السيطرة على المهاجرين لا تبرر تركيز 15 ألف جندي في المنطقة، مدعومين بدبابات وبوسائل دفاع جوي وبأسلحة أخرى.

وعندما سئل السير نيك في برنامج "أندرو مار شو" Andrew Marr Show الذي تبثه شبكة "بي بي سي" عما إذا كان يشعر بقلق من إمكان انفلات الأمور من عقالها بسرعة بحيث تصل إلى "وضع خطير للغاية"، أجاب: "نعم، إنني أعتقد ذلك. وأرى أن هذه حالة كلاسيكية من ذلك النوع من قواعد اللعب المختلط، التي يتم فيها ربط المعلومات المضللة بزعزعة الاستقرار، كما أن فكرة الدفع بالمهاجرين نحو حدود الاتحاد الأوروبي هي مثل كلاسيكي معهود على هذا النوع من السلوك".

وكانت وزارة الدفاع في المملكة المتحدة قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها ستبعث بفريق صغير من عناصر القوات المسلحة البريطانية إلى بولندا لتقديم "دعم هندسي" لوحداتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحرص السير نيك على تأكيد أن العناصر الذين يتم إرسالهم إلى بولندا، سيكونون هناك للمساعدة في بناء أسوار على طول الخط الحدودي، وليس للقتال. وأضاف: "إن الهدف هو إظهار اتحادنا مع بولندا، وحقيقة أننا نقف إلى جانبها في وجه هذه الأنواع من التهديدات".

في غضون ذلك، اتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي المستبد ألكسندر لوكاشينكو، بتشجيع العبور غير القانوني لحدود بلاده، كرد انتقامي على العقوبات التي كانت الكتلة الأوروبية قد فرضتها على حكومته، بسبب قمعها حركة الاحتجاج الداخلية التي نشأت في بيلاروس على أثر إعادة انتخابه المثيرة للخلاف في عام 2020.

مينسك نفت المزاعم الأوروبية من جهة، لكنها أكدت من جهة ثانية أنها لن تمنع اللاجئين والمهاجرين من محاولة دخول الاتحاد الأوروبي، في خطوة شهدت انتقال مهاجرين من سوريا وليبيا وغيرهما من الدول إلى المنطقة الحدودية، أملاً في التسلل من خلالها إلى الأراضي الأوروبية.

وفيما قال رئيس القوات المسلحة البريطانية المنتهية ولايته، إنه لا يستطيع توقع ما إذا كان الوضع سيخرج عن السيطرة ويتحول إلى "حرب يتم فيها تبادل النار"، أكد أن المملكة المتحدة و"حلف شمال الأطلسي" (ناتو) "يجب أن يكونا على أهبة الاستعداد". ووصف السير نيك التوترات الراهنة والاضطرابات البيلاروسية حول أوكرانيا، بأنها "مثال كلاسيكي على إحداث بعض من الإلهاء".

وأضاف موضحاً في حديثه مع "بي بي سي": "إذا نظرت إلى قواعد اللعب الروسية على مر الأعوام، فإن الفكرة التي يسمونها "ماشكيروفا" Maskirovka (استخدام روسيا أو الاتحاد السوفيايتي السابق الخداع العسكري بهدف إرباك الاستخبارات الغربية) - هذا النوع من المسرح الذي يعتمدونه هناك - هي شبيهة للغاية ببعض التطورات التي كانت مستمرة لأعوام وأعوام طويلة جداً".

ورأى أنه منذ نهاية مرحلة "الحرب الباردة"، يواجه الدبلوماسيون الآن عالماً متعدد الأقطاب، وبات أكثر تعقيداً، معتبراً أن "الأدوات والآليات الدبلوماسية التقليدية" لم تعد متوافرة.

وخلص رئيس أركان الدفاع البريطاني إلى القول إنه "في غياب هذه الأدوات والآليات، يصبح الخطر أكبر لجهة أن تؤدي هذه التصعيدات، أو هذا التصعيد، إلى حدوث سوء في التقدير. من هنا، أرى أن هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن نواجهه".

ساهمت وكالة "برس أسوسيشن" في إعداد محتوى هذا التقرير

© The Independent

المزيد من دوليات