Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضبابية "وول ستريت" بين مكاسب هائلة ونهاية صعود متوقع

تقييمات مضاعفة لأسهم مدرجة حديثاً وسط زيادة بالتضخم وترقب مقلق لموعد رفع الفائدة

بلغت المكاسب منذ بداية العام 24 في المئة (أ ف ب)

تعيش "وول ستريت" مرحلة ضبابية بين المكاسب الكبيرة التي تحققها الاستثمارات في الأسهم والأسئلة الكثيرة التي بدأت تطرح عن نهاية هذا "الرالي" الذي أوصل المؤشرات الرئيسة في البورصات الأميركية إلى مستويات تاريخية، وأصبحت المكاسب هي الأطول منذ التسعينيات.

إذا أخذنا في الاعتبار أكبر 500 شركة أميركية الموجودة في مؤشر "ستاندرد أند بورز"، أحد أكثر المؤشرات المعبرة عن الاقتصاد الأميركي، فإن المكاسب منذ بداية العام بلغت 24 في المئة، وشهد هذا الأسبوع سلسلة من ثمانية ارتفاعات متتالية هي الأطول منذ عام 1997 بحسب بيانات "رويترز". وقد تضاعف المؤشر منذ مارس (آذار) 2020، أي منذ بداية جائحة كورونا، وسجل 65 مرة مستويات قياسية خلال عام 2021، بحسب بيانات شركة "آل بي آل فايننشال".

متى ينتهي "الرالي"؟

وهذه الارتفاعات القياسية دفعت إلى التساؤل إلى متى سيستمر هذا الرالي؟ وهل من نهاية قريبة؟ خصوصاً عند ملاحظة الارتفاعات القياسية التي سجلها التضخم هذا الأسبوع، التي يعتبرها المستثمرون مصدر قلق، لأنها تنذر بأن "الاحتياطي الفيدرالي" سيتخذ قراراً برفع الفائدة للجم التضخم، بالتالي سيضغط ذلك على نمو أرباح الشركات وعلى أسواق المال.

والمشكلة التي تواجه المستثمرين أن هناك إجماعاً أن ذلك سيحدث عاجلاً أم آجلاً، حينها سيتدخل "الفيدرالي" للجم الأسعار المتضخمة، لكن توقيت هذا القرار غير واضح، وحجم الزيادة في الفائدة أيضاً غير واضح. وعلى الرغم من أن السوق تتوقع أن يبدأ "الفيدرالي" في رفع الفائدة في السنة المقبلة، فإن الاستثمارات تريد الاستفادة بأقصى حد من الارتفاعات التاريخية الحالية وليس سهلاً التخارج في توقيت مبكر.

أسبوع مليء بالأحداث

وهذا الأسبوع شهد تطورات زادت من قلق الأسواق وأظهر حجم السخونة الموجودة في عالم المال، إذا بدأ التذبذب على سهم شركة "نفيديا"، وهي شركة تكنولوجيا متخصصة في صناعة رقائق الكمبيوتر. فبعد أن قفز سهم الشركة في شهر واحد 45 في المئة، على خلفية معلومات عن مستقبل واعد للشركة في تقنيات "ميتافيرس"، بدأت التراجعات هذا الأسبوع بعد تقارير فنية تحدثت عن تقييم مبالغ فيه للسهم، وانتهى الأسبوع باستقرار لسعر السهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثم جاءت أخبار شركة "تسلا"، شركة السيارات الكهربائية التي قفزت قيمتها السوقية فوق التريليون دولار قبل أسبوعين، على خلفية عقد مع شركة "هيرتز" لبيعها 100 ألف سيارة، حين نظم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك تصويتاً في "تويتر" سأل من خلاله المتابعين رأيهم في نيته بيع حصة عشرة في المئة من أسهمه أو نحو 17 مليون سهم، وجاءت نتيجة التصويت بالموافقة على البيع. وفعلاً بدأ هذا الأسبوع في عملية البيع، إذا تكشف لجنة الأوراق المالية بحسب ما نقلته "رويترز" عن بيعه نحو 6.36 مليون سهم، أي 37 في المئة من الأسهم المراد بيعها، وأدى ذلك إلى هبوط سهم "تسلا" هذا الأسبوع 15.4 في المئة وخسارة 190 مليار دولار من قيمة الشركة السوقية.

وأحدث هذا الأمر هزة في السوق، نظراً إلى حجم "تسلا" الضخم والشراء الذي حصل على السهم قبل بداية سيناريو عملية البيع، إذ كان السهم قد حقق قفزات سعرية وقمماً تاريخية، خصوصاً عند بلوغه في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1229 دولاراً، قبل أن يتراجع الآن لمستويات 1033 دولاراً.

إدراج بالمليارات

أما القصة الثالثة التي لفتت أنظار المستثمرين، وأظهرت أن هناك شراءً محموماً في السوق، فهي إدراج شركة "ريفيان" يوم الأربعاء 10 نوفمبر الماضي، وهي شركة سيارات كهربائية أيضاً، إذ بدأ التسعير عند الإدراج عند 108 دولارات، وهو أعلى بنسبة 50 في المئة من سعر الاكتتاب الأولي، ثم قفز السهم 20 في المئة مع نهاية الأسبوع، ليصبح نحو 130 دولاراً، واضعاً تقييماً للشركة عند 110 مليارات دولار على الرغم من أنها حديثة النشأة وإيراداتها قليلة.

وبحسب بيانات "رويترز" فقد بلغ مضاعف الربحية في مؤشر "ستاندرد أند بورز" أعلى مستوى في 17 عاماً، وسجل مؤشر تقلب السوق أو ما يعرف باسم مقياس الخوف في "وول ستريت" أعلى مستوى له في شهر، في وقت بلغت فيه أسعار المستهلكين أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاثة عقود. كلها مؤشرات تضع الأسواق في مرحلة حساسة من التقلبات والترقب والضبابية.

اقرأ المزيد