Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزّة ممنوعة من الصلاة... في الأقصى

تسهيلات إسرائيلية للضفة و229 ألفاً تمكنوا من دخول المسجد في القدس منذ بداية الشهر

يقدّم الجانب الإسرائيلي، منذ سنوات خلال شهر رمضان، بعض التسهيلات للفلسطينيين، منها السماح بدخول القسم الشرقي من مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وفق ضوابط معينة، وبإشراف إسرائيلي.

وعادة ما تشمل التسهيلات سكان الضفة الغربية وقطاع غزّة، لكنَّ هذا العام لم تسمح السلطات الإسرائيلية لسكان غزّة بالتقدم لطلب تصاريح زيارة الأقصى. والتبرير الإسرائيلي هو أن "موضوعهم قيد الدراسة".

منع غزّة

تحلم الغزّية السبعينية سميرة حجاج بزيارة الأقصى والصلاة هناك. وكانت قد سجّلت اسمها لدى دائرة الشؤون المدنية أكثر من مرّة، لكن الجانب الإسرائيلي لم يسمح لها بمغادرة القطاع إلى القدس.

كثيرون في غزّة، حالهم كسميرة، لكن الضوابط الإسرائيلية المتشدّدة تحول دون ذلك، وهم ينتظرون فرصتهم الوحيدة في هذا الشهر، إلا أنّ هذا العام حرموا منها.

أسباب وذرائع

يُرجع مراقبون أسباب منع سكان القطاع من الصلاة في الأقصى، إلى توتّر الأوضاع السياسيّة والأمنيّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصاً أنّ المنطقة شهدت خلال الفترة الماضية جولات عسكريّة عدة، وثمة مؤشرات للتصعيد وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، فضلاً عن أنّ هذا الإجراء جاء كإحدى أدوات عقاب سكان غزّة، الذين يحتشدون كلّ جمعة في القرب من السياج الحدوديّ مع إسرائيل، ضمن فعاليات مسيرة العودة التي انطلقت في 30 مارس (آذار) 2018.

رئيس الشؤون المدنية في قطاع غزّة صالح الزق يقول لـ"اندبندنت عربية" إنّ الجانب الإسرائيلي أبلغهم برفض طلب الارتباط المدني الفلسطيني بالسماح لأبناء قطاع غزّة بالصلاة في الأقصى، مشيراً إلى أنّ هذا الرفض يأتي للعام الثالث على التوالي.

وبيّن الزق أنّ السلطات الإسرائيلية سمحت عام 2014 حتى 2016 لمواطنين في قطاع غزّة بالسفر لأداء صلاة الجمعة في القدس خلال شهر رمضان، لكن منذ العام 2017 ترفض السماح لهم بذلك.

يضيف الزق أنّ الجانب الإسرائيلي يتذرع بحجّة أنّ عدداً من المصلين المسموح لهم بالوصول إلى الأقصى لم يعودوا إلى القطاع، وبقوا في إسرائيل أو الضفة. ويذكّر الزق أنَّ إسرائيل كانت تسمح لنحو 300 مصل عادة.

ضوابط وتسهيلات

وعادة ما تفرض إسرائيل ضوابط صعبة لدخول المدينة المقدّسة للفلسطينيين، ولا تسمح بذلك إلا بعد الحصول على إذن زيارة (تصريح) ويجب أن يكون المتقدم سليماً أمنياً، وفق شروط إسرائيلية غير معروفة.

لكن، في رمضان، عادة ما تكون هناك تسهيلات من بينها ما أعلنه منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية كميل أبو ركن، أنّه سيسمح للفلسطينيين فوق سن الـ 40 والأطفال دون الـ12، وجميع النساء، بأداء صلاة الجمعة خلال رمضان، من دون الحاجة إلى تصاريح عبور.

ومن بين التسهيلات أنّ إسرائيل ستمنح لنحو ألفين الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً ومن سكان الضفة، تصاريح لأداء الصلاة في خلال هذا الشهر الكريم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تناقضات

لكن ذلك لم يحدث، وفق المواطن علاء من سكان مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، الذي لم يسمح له جندي إسرائيلي يقوم بالتدقيق بالهويات الشخصية بمواصلة طريقه نحو القدس، وأجبره على العودة إلى مدينته.

وعلاء ليس وحده، بل تعرض لتلك الحالة العديد من الفلسطينيين، على الرغم من أعمارهم التي تجاوز بعضها الـ 60. وهو ما يكشف زيف إعلان إسرائيل بما تدّعيه من تسهيلات.

يظهر ذلك واضحاً في ما نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية على حسابها الرسمي على تويتر أنّه بعد انتهاء الجمعة الثالثة من شهر رمضان 2019 عبر نحو 229.529 مصلياً، مقابل 248.835 مصلياً تقدّموا للدخول إلى المدينة المقدسة.

الفارق بين من حاول دخول القدس، ومن سمحت لهم إسرائيل بذلك، هو نحو 19 ألف فلسطيني. وهو مؤشر يدعم ما قاله علاء الذي مُنع من الوصول إلى المسجد الأقصى.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط