Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سخرية تحولت مسألة إنسانية بين لاجئين سوريين وأتراك

حملة "أكل الموز" بدأت على مواقع التواصل وربما تنتهي بترحيل 7 شبان

صورتان تبادلهما ناشطون في حملة "أكل الموز" (مواقع التواصل)

أربعة ملايين من اللاجئين السوريين يقطنون في الداخل التركي يتابعون باهتمام تفاصيل ما ستفضي إليه قضية "أكل الموز".

فقد نقلت وكالة أنباء تركيا عن بيان لوزارة الداخلية التركية، الأربعاء 27 أكتوبر (تشرين الأول)، أنه جرى اعتقال سبعة سوريين شاركوا فيديوهات "أكل الموز" على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكلٍ "تحريضي استفزازي".

وأعلنت الإدارة العامة للهجرة عن نيّتها ترحيلهم.

فما الذي جرى، وما هي قصة "أكل الموز" التي بدأت سخرية على مواقع التواصل وتحولت إلى مسألة إنسانية؟

سخرية

بدات القصة مع بث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يصوّر مواطنين أتراكاً ينتقدون اللاجئين السوريين، مقابل فتاة سورية تدافع عن اللاجئين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفاقم الأمر حدّة، مع حديث رجل تركي مسن يروي حالته المادية الصعبة، ويعزو ارتفاع بدل إيجار منزله إلى قدوم اللاجئين إلى وطنه. وختم كلامه بعبارة أحدثت ضجيجاً ما زال يتردد في الأوساط الشعبية وتحولت إلى "تراند" على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي "لا أستطيع الحصول على الموز والسوريون يشترونه بالكيلو غرامات".

تبعت هذه العبارة، التي تكررت في أشرطة فيديو عديدة، تداعيات كبيرة. فخلال 24 ساعة، انتشرت على وسائل التواصل منشورات مكتوبة ومصوّرة وصفها كثيرون من الأتراك بـ "الاستفزازية". ويستبدل أحد تلك المنشورات الهلال في العلم التركي بموزة.

وفي المقابل، تصدّر وسم (هاشتاغ) "سوريلي"، الذي أطلقه ناشطون أتراك على موقع "تويتر"، وتطرّقت التغريدات إلى قضية الموز والفيديوهات التي نُشرت.

الوضع المعيشي والمساعدات

وقد تغذّى هذا التوتر من الوضع المعيشي الصعب لكثير من المواطنين الأتراك، الذين يعتقد بعضهم أنّ مستوى معيشة اللاجئين السوريين أفضل منهم، بفضل المساعدات التي يتلقونها من الحكومة التركية. على الرغم من نفي المسؤولين الأتراك تقديم الحكومة التركية مساعدات للاجئين، وتأكيدهم أنّ المساعدات الأوروبية والأجنبية هي مصدر تلك المساعدات التي تصل إلى بعض اللاجئين.

ووسط تصاعد التوتر، تقدّم "حزب النصر الجديد"، الذي يعد من الأحزاب المعارضة للاجئين، بشكوى رسمية في حق من يصنعون ذلك المحتوى الذي اعتبر أنه يحمل إهانة للعلم والشعب التركيين.

وفي المقابل، انتقد "حزب الشعوب" التركي، قرار الترحيل.

الترحيل

ويتوقع المحامي عامر مسالمة أن تركيا لن تتراجع عن قرار الترحيل. ويعتبر أن الطعن بالقرار يواجه كثيراً من الصعوبة، إذ إن القضاء لا يتساهل بمسألة علم الدولة الذي يحمل هلالاً ونجمتين بلون أبيض وسط خلفية حمراء.

ويستغرب الناشط الحقوقي، رضوان العلي، تعاطي السلطات التركية، قائلاً "بلا شك، أخطأ السوريون الساخرون عبر إطلالاتهم التي لم تتوقف بالاستهزاء وهم يأكلون الموز، وبلا شك قد يعتبر فريق ثان أنها حرية شخصية يجب ألا تدفع إلى الترحيل، ولكن مهما اتفقنا أو اختلفنا بشأن هذا الأمر فإن قرار الترحيل مبالغ فيه".

ويضيف العلي، "لا يمكن تخيل أن يعود هؤلاء إلى بلدهم المشتعل بالحرب لهذا السبب، لا بد من تقدير أنهم شباب طائش، وينبغي التفكير جدياً في قرار ترحيلهم حفاظاً عليهم من العودة في التوقيت الصعب".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار