Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقعات قاتمة لأداء الاقتصاد الأميركي في الربع الثالث من 2021

النمو قد لا يتجاوز 2.8 في المئة فقط وسيكون الأبطأ منذ انتعاش أبريل الماضي

هذا النمو المتواضع كان سيبدو جيداً تماماً في أوقات ما قبل جائحة كوفيد (أ ف ب)

تباطأ الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة بشكل حاد في الأشهر الثلاثة الماضية، إذ ظلت المنتجات عالقة في الموانئ التي عادة ما تكون مزدحمة، وكافح أرباب العمل للعثور على العمال، والمستهلكون يكافحون مع ارتفاع الأسعار. وعندما تصدر وزارة التجارة الأميركية الخميس 28 أكتوبر (تشرين الأول) تقديرها الأول لنمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للربع الثالث، فمن المحتمل أن تظهر زيادة بنسبة 2.8 في المئة فقط، وفقاً لتقديرات "داو جونز".

وتقول "سي أن بي سي" إن هذا النمو المتواضع كان سيبدو جيداً تماماً في أوقات ما قبل جائحة كوفيد، إلا أنه سيكون في الواقع أبطأ وتيرة منذ بدء الانتعاش في أبريل (نيسان) 2020، بعد الركود الأقصر والأكثر حدة في تاريخ الولايات المتحدة.

اختناقات سلسلة التوريد

علاوة على ذلك، هناك احتمال ألا ينمو الاقتصاد على الإطلاق في هذا الربع، فقد خفض متتبع الناتج المحلي الإجمالي التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تقديراته إلى 0.2 في المئة، وكان التخفيض الأخير نتيجة لتوقعات منخفضة للإنفاق الحكومي وصافي الصادرات الحقيقي.

ومع ذلك، لا يشعر الاقتصاديون بالقلق. ويقولون إن التباطؤ إلى حد كبير هو نتيجة عوامل، تتعلق بشكل أساسي باختناقات سلسلة التوريد، والتي ستتراجع في الأشهر المقبلة وتسمح باستمرار الانتعاش.

 وقال كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس للأميركيتين جوزيف لافورجنا: "الضعف ناتج من تشوهات العرض أكثر من أي شيء آخر". وأضاف: "الاقتصاد لا يزال قوياً بشكل أساسي، ولن أنظر إلى هذا الربع الذي يعكس ما نتجه إليه".

ولفت إلى أنه في الواقع لدى "ناتيكسيس" نظرة أكثر تفاؤلاً قليلاً بشأن رقم الناتج المحلي الإجمالي، وهو مجموع السلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد. وتتوقع الشركة أن يأتي النمو بوتيرة 3.3 في المئة. ومع ذلك، سيكون هذا انخفاضاً حاداً عن الزيادة البالغة 6.7 في المئة في الربع الثاني. وسيكون هذا أيضاً أدنى رقم منذ الانخفاض المذهل بنسبة 31.2 في المئة في الربع الثاني من عام 2020 الذي يعاني من الجائحة.

وقال لافورجنا "في ما يتعلق بأنشطة السفر والترفيه، تكون الأمور أكثر صحة مما تبدو عليه. أنا لا أنظر إلى هذا على أنه علامة على أشياء مقبلة".

ويشير استطلاع التحديث السريع الذي أجرته "سي أن بي سي" للمتنبئين، إلى أن متوسط توقعات النمو يبلغ 2.3 في المئة للربع الثالث.

لا يزال الاقتصاد يواجه تحديات متعددة

ولا تزال عشرات السفن عالقة في موانئ ساحل كاليفورنيا المزدحمة، في انتظار تسليم حوالى 24 مليار دولار من البضائع، وفقاً لتقدير حديث لـ "غولدمان ساكس". الاختناقات هي نتيجة الطلب الضخم على السلع في وقت تواجه الشركات صعوبة في ملء الوظائف الشاغرة. في حين تُرك 4.3 مليون عامل وظائفهم في أغسطس (آب)، وهو رقم قياسي، تاركاً الاقتصاد مع 10.4 مليون فرصة عمل، وفقاً لوزارة العمل الأميركية.

وأظهر استطلاع حديث لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن 41.3 في المئة من المستجيبين يعتقدون أن الأمر سيستغرق 10 أشهر على الأقل حتى تعود سلاسل التوريد إلى وضعها الطبيعي، وقالت 64.5 في المئة من شركات تكساس إنها شهدت اضطرابات أو تأخيرات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تباطؤ النمو وارتفاع التضخم 

وتؤدي هذه المشكلات بدورها إلى اندفاع التضخم الذي يقترب من أعلى نقطة له في 30 عاماً، إذ أصبحت السلع أكثر ندرة مع استمرار ارتفاع تكاليف المواد.

وقال لافورجنا إنه قلق بشأن احتمال أن يؤدي تضخم تكاليف الطاقة إلى إحباط النمو في المستقبل. وأضاف: "لا يزال الإنتاج أقل بنحو 15 إلى 20 في المئة مما كان عليه قبل انتشار الوباء". وتابع: "وصفة ارتفاع تكاليف الطاقة حاضرة للغاية، وهذا ما سيضر بالاقتصاد أكثر من مشكلات سلسلة التوريد".

في غضون ذلك، تمت إعادة معايرة توقعات النمو، إذ خفض بنك "غولدمان ساكس" توقعاته للناتج المحلي الإجمالي مرات عدة، وخفضها الأربعاء للربع الثالث إلى 2.75 في المئة. وخفضت الشركة توقعاتها للعام بأكمله لعامي 2021 و2022 إلى 5.6 في المئة و4 في المئة على التوالي من التقديرات المنخفضة بالفعل عند 5.7 في المئة و4.4 في المئة.

ويتنافس صانعو السياسة في الاحتياطي الفيدرالي مع القوى المتزامنة المتمثلة في تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، ما يزيد من المقارنات مع الركود التضخمي في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. ورفع التجار رهاناتهم إلى الوقت الذي سيبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، مع توقع سوق العقود الآجلة للأموال الفيدرالية الآن الارتفاع الأولي في يونيو (حزيران) 2022 ومرة أخرى على الأقل قبل نهاية العام.

ومع ذلك، فإن معظم الاقتصاديين يرفضون احتمالية حدوث ركود تضخمي، وبدلاً من ذلك يتوقعون أن تسود مجموعة أكثر طبيعية من الظروف.

"آفاق الاقتصاد"

وقد يعني ذلك تسارعاً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع يليه عام 2022، الذي سيبدأ في تشابه الاقتصاد الأميركي في فترة ما قبل الوباء. على سبيل المثال، يرى الاقتصاديون في جيفريز أن الربع الثالث يأتي بمعدل نمو 3.8 في المئة، قبل أن يفسح المجال لنسبة 8 في المئة حتى نهاية عام 2021.

 في حين يبحث بنك "سيتي غروب" عن 2.4 في المئة فقط في النمو في الربع الثالث، لكن الخبيرة الاقتصادية فيرونيكا كلارك أشارت إلى أنه "يمكن تلخيص الوتيرة الأبطأ على نطاق واسع كنتيجة لقيود جانب العرض بدلاً من انعكاس ضعف الطلب".

وكان صندوق النقد الدولي قد توقع في أحدث إصداراته "آفاق الاقتصاد العالمي" لعدد أكتوبر، والذي صدر قبل نحو أسبوعين، تراجع النمو الاقتصادي للولايات المتحدة إلى 6 في المئة، من 7 في المئة كانت متوقعة في يوليو (تموز) بحسب الصندوق، بسبب تراجع الاستهلاك والانخفاض الكبير في المخزون الناجم عن اختناقات سلسلة التوريد. وتوقع التقرير مزيداً من التراجع في نمو أكبر اقتصاد في العالم إلى 5.2 في المئة في عام 2022.

اقرأ المزيد