Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلسلة الإمداد الأميركية: كيف تعمل وما الخلل الذي وقع؟

سلسلة البضائع الأميركية تشهد حجما قياسيا وسط نقص تاريخي في العمالة

أبرز العوائق موجودة في ولاية كاليفورنيا، حيث تنتظر عشرات من سفن الحاويات الرسو وتفريغ الحمولات (رويترز)

تحول الاهتمام في واشنطن إلى سلسلة الإمداد الأميركية هذا الأسبوع مع تزايد عدد الأميركيين الذين يبلغون عن مواجهتهم مشاكل في العثور على بعض البضائع الأساسية، إلى جانب بنود ترتبط بموسم التسوق من أجل العطل.

وفي مشهد غير مرئي بخلاف ذلك لكثر من الأميركيين، باستثناء حين تمر بهم شاحنة على الطريق السريعة، يحظى تدفق البضائع في الولايات المتحدة بانتباه نادر على صعيد البلاد مع عرض وكالات الأنباء صوراً مذهلة لعشرات سفن الشحن العالقة أمام السواحل قبالة بعض من أكبر الموانئ الأميركية.

والمشاكل مستمرة منذ أشهر، إذ يمكن ربط بعضها بالتفشي الجاري لـ"كوفيد-19"، لكن الخبراء يتفقون على ما يلي: المسائل تسوء، تماماً في حين تتجه الولايات المتحدة إلى أكبر قفزة للبيع في التجزئة يشهدها العام.

ما المشاكل التي تعاني منها سلسلة الإمداد؟

بكلمات بسيطة، ثمة مسائل تعاني منها كل مرحلة من مراحل السلسلة، من التصنيع إلى قطاع البيع بالتجزئة. ومن أبرز المشاكل، النقص في العمالة، التي تصيب كلاً من متاجر البيع بالتجزئة، مثل محلات البقالة، وكذلك الشركات المؤلفة لنظام الشحن البحري التي سرع بعضها عمليات التدريب للتعويض عن النقص.

وأبرز العوائق موجودة في ولاية كاليفورنيا، حيث تنتظر عشرات من سفن الحاويات الرسو وتفريغ الحمولات أمام الساحل بالقرب من ميناءي لوس أنجليس ولونغ بيتش. لكن مركزي الشحن ليسا وحيدين في ذلك، فقد أبلغت شركة "سي أتش روبنسون" لإدارة النقل "سي أن أن بزنس" أن التأخيرات من شأنها أن تنتشر إلى "كل ميناء تقريباً" في البلاد.

ويضيف السعر المتصاعد للنفط مسألة أخرى؛ فمع مواجهة السفن أوقاتاً أطول للعبور، تتزايد تكاليف الرحلات وتفاقمها أسعار النفط التي يبدو أنها تقترب من 100 دولار أميركي للبرميل. وهذا يعني أن البضائع لا تستغرق وقتاً أطول للوصول إلى رفوف المحلات أو مداخل المنازل فحسب بل كذلك يكلف وصولها هذا أكثر؛ فأسعار الأغذية في شكل خاص ترتفع منذ أشهر كثيرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مع مواجهة القطاع المشكلة شبه الفريدة المتمثلة في التعامل مع أوقات أطول لنقل البضائع القابلة للتلف.

ولا يعود السبب في التأخيرات الجارية في الموانئ فقط إلى نقص في العاملين الطوعيين في الشحن والتفريغ. فكثير من البنود يقبع لأيام أو أكثر على الأحواض إذ تؤخر نقص مماثلة في العمالة في المستودعات، وشركات الشحن البري، والسكة الحديدية لوقت أطول وصول البضائع إلى المتاجر.

ونتيجة لذلك، يتعرض كل جانب من جوانب السلسلة إلى ضغط تماماً في حين تتجه الولايات المتحدة إلى أحد مواسم الشراء الرئيسة. وواجه البيت الأبيض أسئلة عن الموضوع هذا الأسبوع، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إنها لا تستطيع أن تضمن للأميركيين وصول البنود في الوقت المناسب قبل العطل.

وأضافت: "نحن لسنا خدمة البريد أو ’يو بي أس’ أو ’فيديكس’. ما نفعله هو أننا نستخدم كل أداة متوفرة للحكومة الفيدرالية لتقليص التأخيرات".

كيف يؤثر "كوفيد-19" في سلسلة الإمداد؟

الجائحة الفيروسية، التي تقترب الآن من السنة الثانية على وصولها إلى الشواطئ الأميركية، غيرت إلى حد كبير عادات التسوق لدى المستهلكين الأميركيين. فكثر لا يزالون يترددون في تناول وجبات في المطاعم أو القيام بتسوق شخصي آخر، في حين قفز التسوق عبر الإنترنت وكذلك قفزت الواردات الإجمالية.

وإضافة إلى تغيير عادات الشراء والتسبب ببعض النقص في العمالة في الولايات المتحدة، تؤثر الجائحة في أشكال أكثر مباشرة في سلسلة الإمداد. فقد أغلقت مؤقتاً محطة في ثالث أكثر الموانئ نشاطاً في العالم، وهو ميناء نينغبو تشوشان في الصين، بعدما جاء فحص أحد العاملين الخاص بـ"كوفيد-19" إيجابياً، ما تسبب في عرقلة رئيسة للبضائع المغادرة للميناء الذي يرسل شحنات تساوي عشرات مليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة كل عام.

وذكر البيت الأبيض التوقف في نينغبو تشوشان تحديداً في بيان حقائق صدر هذا الأسبوع، واعتبره السبب في جعل "سلسلة الإمداد الخاصة بالنقل أقل استقراراً وأصعب توقعاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسببت الإغلاقات والإغلاقات الاقتصادية في مختلف البلدان، بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة، في مسائل تتعلق بالإمدادات والخدمات اللوجيستية على حد سواء؛ وبين أحد تحليلات "ماكينزي" العام الماضي، الصادر مع بدء أول المسائل المتعلقة بسلسلة الإمداد وسط موجة من الشراء المذعور في أميركا، أن 48 في المئة من الشركات العاملة في سلسلة الإمداد والتي شملها استطلاع أشارت إلى مسائل لوجيستية تسبب فيها العاملون الذين بقوا في المنازل خلال الجائحة. وأشار 73 في المئة من الشركات إلى مشاكل في "انتشار الموردين" الذين تتعامل معهم.

ما الذي تفعله الحكومة رداً على ذلك؟

أثارت المخاوف المتزايدة رداً هذا الأسبوع من الرئيس جو بايدن، الذي تناول المخاوف من التأخيرات في الشحن وتعهد باتخاذ إجراءات في شأن عامل رئيس من عوامل التأخيرات في حين لم يجب على أسئلة من الصحافيين حول مدى عمق تأثر موسم العطل.

وخلال خطابه الأربعاء، أعلن السيد بايدن أن العديد من الموانئ الأميركية بما في ذلك ميناء لوس أنجليس ستنتقل إلى العمل على مدار الساعة، ما يزيد في شكل كبير من قدراتها على عمليات التفريغ اليومية.

وقال: "من خلال زيادة عدد ساعات العمل في وقت متأخر من الليل والعمل خلال الساعات الأقل ازدحاماً عندما يمكن للبضائع التحرك في شكل أسرع، من شأن إعلان اليوم أن يشكل تغييراً".

وشكل البيت الأبيض فريق عمل لمعالجة مسائل سلسلة الإمداد في وقت سابق من هذا العام؛ وإلى جانب الأنباء عن زيادة عمليات الموانئ في كاليفورنيا، أعلن، الأربعاء، أن شركات البيع بالتجزئة والشحن تعمل لتوسيع جهودها لنقل البضائع من الأحواض وإرسالها عبر سلسلة الإمداد الأميركية.

ما الإجراءات الأخرى اللازمة؟

في حين تحركت إدارة بايدن لمعالجة الاختناقات في الموانئ، اعترف البيت الأبيض نفسه بالحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات في قطاعات الشحن كلها في الولايات المتحدة. وفي خطاب الأربعاء، دعا السيد بايدن الشركات، بما في ذلك شركات البيع بالتجزئة وشركات الشحن، إلى "التصعيد أيضاً"، ما يعني نقل بضائعها إلى وجهاتها النهائية في أسرع وقت ممكن.

وتابع قائلاً: "شركات القطاع الخاص هذه هي الشركات التي تؤجر الشاحنات والمقطورات وتنقل البضائع"، وامتدح "والمارت" لزيادتها ساعات الشحن.

لن تحل بعض المشاكل من خلال ساعات إضافية. فقطاع الشحن البري يواجه نقصاً في العاملين منذ سنوات، وهو نقص تفاقم الآن بسبب جائحة "كوفيد-19" واتجاهات العمالة التي جعلت كثراً يبحثون عن آفاق اقتصادية أفضل. ولم تقدم إدارة بايدن سوى القليل في مجال خطط التعامل مع نقص العمالة في مختلف القطاعات الأميركية بما يتجاوز الإشارة إلى أن الوضع يختلف في شكل ملحوظ عن عمليات التسريح الجماعي وفقدان الوظائف التي حدثت العام الماضي مع وصول "كوفيد-19" إلى الشواطئ الأميركية.

ووصف وزير النقل بيت بوتيجيج والبيت الأبيض خططاً "لدفع بقية سلسلة الإمداد نحو عمليات على مدار الساعة"، بما يتماشى مع العمليات في البلدان الصناعية الأخرى، مع تشجيع إنتاج مزيد من البضائع التي تعاني ندرة، مثل أشباه الموصلات، في الولايات المتحدة.

وقال السيد بايدن الأربعاء: "نحتاج إلى الاستثمار في صنع منتجاتنا هنا في الولايات المتحدة"، وأعلن: "لا ينبغي مجدداً ألا يتمكن بلدنا واقتصادنا من صنع منتجات مهمة نحتاجها لأننا لا نملك إمكانية الوصول إلى المواد اللازمة لصنع هذا المنتج".

© The Independent