Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبتكرة لقاح "أكسفورد" المضاد لكورونا تلوم الغرب على "تخمة الموسرين"

البروفيسورة سارة غيلبرت تقول إن "أحدا ليس في أمان حتى نصبح جميعا آمنين"

انتقدت عالمة من فريق مطوري لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" المضاد لفيروس "كوفيد"، ما سمته "إفراطاً أكثر في الحاجة" من جانب الغرب، في ما يتعلق بإمدادات اللقاحات لبلدانه، داعية قادة العالم في المقابل إلى بذل مزيد من الجهد لضمان قدرة الدول النامية على تحصين سكانها خلال المرحلة الآتية من الوباء.

البروفيسورة سارة غيلبرت من "جامعة أكسفورد" التي تحمل وسام ولقب "فارس" Dame، كررت في رسالة نشرتها لها مجلة "طب تطبيق الاكتشافات العلمية" Science Translational Medicine، الأربعاء الفائت، الشعار القائل بأن "أحداً ليس في أمان إلى حين أن نصبح جميعاً آمنين"، وحضت الدول الغنية على الاضطلاع بدورها في توزيع اللقاحات على نحو عادل.

يشار إلى أن الدول الأقل تقدماً من الناحية الاقتصادية، تلقت عدداً أقل من الجرعات من تلك التي توافرت لدول غنية كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ومع حلول مطلع سبتمبر (أيلول) من السنة الجارية 2021، تلقى نحو 41.5 في المئة من سكان العالم جرعة أولى على الأقل من اللقاح، لكن في البلدان ذات الدخل المنخفض، فلم يتطعم سوى 1.9 في المئة فقط من الأفراد باللقاح، كما كتبت البروفيسورة غيلبرت في رسالتها التي شارك في تأليفها الدكتور ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي لـ"التحالف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة" Coalition for Epidemic Preparedness Innovations.

وبحسب الموقع الإلكتروني "عالمنا في البيانات" Our World in Data، فقد تم تلقيح قرابة 66 في المئة من السكان في المملكة المتحدة بجرعتين كاملتين، فيما تلقى أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة (55 في المئة) تطعيماً كاملاً. أما في الجهة المقابلة (الدول النامية)، فقد حاز أقل من 3 في المئة من الناس تطعيماً باللقاح المضاد لـ"كوفيد" كما في إثيوبيا ونيجيريا وتنزانيا.

وتوضح رسالة الدكتورة غيلبرت أن عدد جرعات اللقاح الذي يطرح كل شهر "سيوجد بشكل متزايد فرصاً لتحقيق ذلك (التوزيع العادل)، ما دامت جميع الدول مستعدة لتلقي هذه المنتجات الطبية المنقذة للحياة وإعطائها لمواطنيها".

وتضيف أن "ضمان قدرة تلك الدول على القيام بذلك، سيكون أحد أكثر التحديات إلحاحاً في المرحلة التالية من وباء "كوفيد – 19". ففي عدد من البلدان ذات الدخل المرتفع، تلقى أكثر من 50 في المئة من الناس جرعتي اللقاح. أما الأسئلة التالية بالنسبة إلى الدول ذات الدخل المرتفع، فتتمحور حول ما إذا كان ينبغي إعطاء الجرعات المعزرة، ومتى، وما إذا كان يجب توسيع نطاق التطعيم ليشمل الأطفال، سعياً وراء ما يعرف بـ"مناعة القطيع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وترى الرسالة أن "مثل هذا التوسع من جانب الدول ذات الدخل المرتفع في استخدام اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد – 19"، سيفرض ضغطاً إضافياً على إمدادات العالم من اللقاحات، وربما يزيد من فجوة التفاوت بين الدول ذات الاقتصادات القوية وبقية بلدان العالم، لجهة إمكان الحصول على اللقاحات".

وتضيف الرسالة أن "هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لعدم إهمال الأرواح التي يمكن إنقاذها من خلال إعطاء الجرعتين الأولى والثانية للفئات السكانية الأكثر ضعفاً في مختلف أنحاء العالم، ولعدم تفويت الفرصة التي يقدمها التوزيع العالمي للقاحات لحمايتنا جميعاً من خلال تقليل نشوء متغيرات أخرى للفيروس".

في المقابل، أشار محررا الرسالة إلى أن عدد اللقاحات التي يتم إنتاجها قد زاد "بشكل ملحوظ" لحسن الحظ، لكنهما حذرا من تسبب ذلك "بإفراط أكثر في الحاجة" إلى الإمدادات للدول الغنية، ما لم يتم بذل المزيد لمساعدة البلدان منخفضة الدخل على إرساء البنية التحتية اللازمة لتوفير تطعيم أوسع نطاقاً.

ولفتت البروفيسورة غيلبرت والدكتور هاتشيت إلى أن "انتشار لقاحات "كوفيد – 19" المصرح لها، والنمو السريع المتوقع في إجمالي إمداداتها يمكن أن يحدثا طفرة في الإمدادات".

وأضافا: "في حين أن القيود المفروضة على توريد عدد محدود من المنتجات في المراحل الأولى من طرح اللقاحات قد أسفرت عن منافسة شديدة على هذه الجرعات، وعن أوجه خطيرة من عدم الإنصاف في توزيعها، يمكننا الآن توقع مواجهة مشكلة مختلفة للغاية في الأشهر المقبلة- يتجاوز فيها حجم الإمداد القدرة على استيعاب كميات اللقاح وتوزيعها في دول لديها احتياجات كبرى ما زالت عالقة".

وأوضحا أن "أكثر الأمور إلحاحاً التي يتعين على منصة ’كوفاكس’ وجهود الإغاثة الدولية التعامل معها بشكل عام، تتمثل في دعم تسليم اللقاحات على نطاق واسع، لضمان قدرة البلدان المتلقية على تحقيق أهداف التطعيم الخاصة بها بسرعة".

وقالت البروفيسورة غيلبرت، إن "من المشجع أن نرى أن إمدادات اللقاح لم تعد تشكل مسألة شائكة، لكن لن يكون هناك من فاعلية للقاح إلا عندما يتم تطعيم الناس به. ولا تزال توجد تحديات كبيرة في هذا الإطار، بدءاً من عملية نقل الجرعات في بلد ما- لا سيما ما يتعلق باللقاحات التي يتعين حفظها في بيئة شديدة البرودة- وصولاً إلى أمور غير ملموسة كالتردد العام عند الناس في أخذ اللقاح.

وتابعت قائلةً إن "في الدول التي ينتشر فيه وباء كورونا، تكون فوائد التطعيم أكبر بكثير من المخاطر المرتبطة بأي آثار جانبية نادرة. ويشكل ضمان وصول مثل هذه الجرعات المنقذة للحياة إلى الأشخاص المعرضين للخطر، أحد التحديات الأكثر إلحاحاً في المرحلة المقبلة من هذا الوباء العالمي".

أما الدكتور هاتشيت فأشار، أخيراً، إلى أنه "في حين أن أكثر من 6 مليارات و300 مليون جرعة من هذه اللقاحات قد أعطيت حتى الآن، فإن إتاحة هذه الأدوات المنقذة للحياة بشكل منصف تظل غير كافية، على نحو مثير للألم، وتتحتم معالجتها بشكل عاجل".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة