Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تتفق مع روسيا والصين وإيران على تعزيز التعاون الأمني

قمة لـ "الأطلسي" بظل مخاوف من تسبب الخلافات بشأن الانسحاب من أفغانستان بانقسامات في صفوفه

وفد حركة "طالبان" المشارك في محادثات موسكو، الأربعاء 20 أكتوبر الحالي (رويترز)

توصّلت روسيا والصين وإيران الأربعاء 20 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، إلى توافق مع حركة "طالبان" بشأن تعزيز التعاون الأمني مع أفغانستان، حيث تثير أنشطة جماعات إرهابية وخطر وقوع أزمة إنسانية المخاوف من زعزعة استقرار المنطقة.
وشارك وفد من "طالبان" في محادثات عُقدت في موسكو، هي الأولى الدولية التي تُجرى على الأراضي الروسية منذ استيلاء الحركة على الحكم في أفغانستان، وتسعى روسيا من خلالها إلى ترسيخ نفوذها في آسيا الوسطى والدفع باتجاه التصدي لما يشكّله تنظيم "داعش" من تهديد متنامٍ.
وشاركت في المحادثات عشر دول إقليمية هي روسيا والصين وإيران وباكستان والهند، إضافة إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى.
وجاء في البيان المشترك أن المشاركين أكدوا الأربعاء، رغبتهم بـ "مواصلة الدفع باتجاه تعزيز الأمن في البلاد بما يسهم في الاستقرار الإقليمي".
وشدد البيان على أن "أي التزام مستقبلي مع أفغانستان يتطلّب أخذ واقع جديد في الاعتبار، ألا وهو وصول طالبان إلى السلطة".

أزمة إنسانية وتهديد أمني

وتواجه أفغانستان حالياً أزمة إنسانية خطيرة وتهديداً أمنياً يتمثّل بأنشطة جماعات متشددة، خصوصاً الهجمات الدامية التي يشنّها تنظيم "داعش - ولاية خراسان".
وطالبت الدول المشاركة في المحادثات "طالبان" بانتهاج "سياسات معتدلة" في شؤون أفغانستان الداخلية والخارجية، وفق إعلان مشترك نُشر في ختام المحادثات.
كذلك دعا المجتمعون حركة "طالبان" إلى تبني "سياسات ودية تجاه الدول المجاورة لأفغانستان، وإلى تحقيق الأهداف المشتركة بإرساء سلام مستدام وأمن وازدهار على المدى الطويل".
وحضّت الدول العشر "طالبان" على "احترام حقوق المجموعات الإتنية والنساء والأطفال".
وطالبت بـ"مبادرة جماعية" لتنظيم مؤتمر دولي للدول المانحة لأفغانستان بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وجاء في البيان المشترك أن "عبء" إنعاش الاقتصاد والنمو في أفغانستان يجب أن يتحمّله "الأطراف (في النزاع) الذين كانوا حاضرين في البلاد في السنوات العشرين الماضية".

شح السيولة

وتعاني حركة "طالبان" الخاضعة لعقوبات دولية شحاً في السيولة النقدية ما يعطّل عمل المصارف ويحول دون تسديد الرواتب، خصوصاً أن واشنطن تجمّد أصولاً للمصرف المركزي الأفغاني لديها.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الفرنسي قال وزير الخارجية جان إيف لودريان الأربعاء، إن شح السيولة النقدية في أفغانستان يمكن أن يؤدي إلى انهيار الدولة.

الإرهاب والمخدرات

وفي بيان منفصل، جددت الخارجية الروسية الدعوة إلى تشكيل حكومة في أفغانستان "تشمل كل الأطراف" وتضمن إشراك كل الفرقاء المحليين السياسيين في السلطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مبعوث الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف الأربعاء، إن "على حركة طالبان أن تفي بتعهّداتها على صعيد احترام حقوق الإنسان والتعددية السياسية لنيل اعتراف المجموعة الدولية بشرعيتها".
من جهته، قال رئيس وفد "طالبان"، نائب رئيس الوزراء الأفغاني عبد السلام حنفي في افتتاح المحادثات إن "عزل أفغانستان لا يصب في مصلحة أي طرف"، مضيفاً "هذا ما أثبتت تجارب الماضي صحّته".
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال إن "هناك جماعات إرهابية عديدة" بما في ذلك تنظيما "داعش" و"القاعدة"، تسعى إلى استغلال انعدام الاستقرار في أفغانستان.
وحذر لافروف أيضاً من أن تهريب المخدرات من أفغانستان وصل إلى مستويات "غير مسبوقة"، وهو قلق عبر عنه الكرملين أيضاً خلال لقاءات مع الصين ودول من آسيا الوسطى.
وأثنى لافروف على "الجهود المبذولة لإرساء الاستقرار على الصعيدين العسكري والسياسي والتهيئة لقيام أجهزة الدولة".
وعبّر مسؤولون روس كبار في طليعتهم الرئيس فلاديمير بوتين عن قلق بشأن الأمن منذ تولي "طالبان" السلطة في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية بعد تواجد استمر حوالى 20 سنة.
وبعد تولي "طالبان" السلطة، أجرت روسيا مناورات عسكرية إلى جانب جمهوريات سوفياتية سابقة قريبة من أفغانستان.
وكان الرئيس الروسي حذّر الأسبوع الماضي من أن حوالى ألفي مقاتل موالين لـ"داعش" تدفقوا إلى شمال أفغانستان، مشيراً إلى أن قادتهم يخططون لإرسالهم إلى دول آسيا الوسطى المجاورة كلاجئين.

انقسامات "الأطلسي"

في سياق متصل، حض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء، على عدم السماح للخلافات بشأن الانسحاب من أفغانستان أن تتسبب بانقسامات داخل صفوف الحلف، وذلك عشية اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء لتقييم الأخطاء.
وكان قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء أطول حروب واشنطن والانسحاب من أفغانستان، أثار انتقادات دول حليفة للولايات المتحدة.
كما هزّ الحلف أيضاً نزاع منفصل بين باريس وواشنطن بشأن اتفاقية "أوكوس" الدفاعية الجديدة التي تجمع بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، وأدت إلى حرمان باريس من عقد ضخم لبيع غواصات لأستراليا.
وقال ستولتنبرغ للصحافيين إن "الخلافات أو الاختلافات في الآراء بشأن أوكوس وأفغانستان داخل الحلف لن تبدل من الحاجة الأساسية والرسالة بأنه على أوروبا وأميركا الشمالية أن تقفا معاً". وأضاف "إننا نواجه عالماً أكثر تنافسية ونواجه المزيد من التخاصم بين الدول، لذا من الأهم أن تتكاتف الدول الثلاثين داخل الحلف".
ويجتمع وزراء دفاع دول الحلف في بروكسل الخميس (21 أكتوبر) في أول محادثات مباشرة منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان وعمليات الإجلاء الجوية.
ويعتزم الحلف إجراء مراجعة و"استخلاص للدروس" من مشاركته العسكرية في أفغانستان التي استمرت نحو عقدين وانتهت بطريقة كارثية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قبل الاجتماع "سنناقش دور حلف شمال الأطلسي ما بعد أفغانستان".
وشدد ستولتنبرغ على أنه لا يزال من السابق لأوانه استخلاص النتائج النهائية. وأضاف "لكن يجب ألا نتوصل إلى نتيجة خاطئة بشأن أفغانستان، ونعتقد أنه لا يجب على الحلف أن ينخرط مجدداً في عمليات عسكرية مشتركة مع حلفائه لمحاربة التطرف أو الإرهاب".
وأشار ستولتنبرغ الى أنه جرت مشاورات واسعة بين الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن قرار الانسحاب.
وأضاف "كانت الرؤية واضحة بالنسبة إلينا حول خطر عودة طالبان، لكننا كنا على دراية أيضاً بأن بديل البقاء ينطوي على المزيد من العنف والقتال، وأيضاً على الأرجح حاجتنا لزيادة عديد قوات حلف شمال الأطلسي".

المزيد من دوليات