Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصر الله يتهم "القوات اللبنانية" بالسعي إلى حرب أهلية

أمين عام "حزب الله" كشف عن امتلاكه 100 ألف مسلح وانتقد القضاء في قضية انفجار مرفأ بيروت

تظاهرة لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في 29 سبتمبر دعماً للقاضي طارق البيطار واستقلالية التحقيق (أ ف ب)

بعد مرور ثلاثة أيام على أحداث 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حمل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، خلال كلمة ألقاها اليوم الاثنين 18 أكتوبر، على حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه سمير جعجع، محملاً إياه المسؤولية عن الاشتباكات التي حصلت وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص وعدد من الجرحى. وقال إن "القوات اللبنانية" تسعى إلى عودة الحرب الأهلية، واعتبر أن "أكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه".

وقال إن "حزب الله" ليس عدواً للمسيحيين في لبنان، مؤكداً أن "حزب الله لم يكن في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن".

ولوح نصرالله، الذي يقود حملة مطالبة بعزل قاضي التحقيق في انفجار المرفأ طارق البيطار، بامتلاك الحزب "100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين في لبنان". 

وجدد نصرالله، الذي اتهم البيطار قبل أسبوع بـ"تسييس" التحقيق، الإشارة إلى "استنسابية" و"استهداف سياسي لفرقاء، لحلفائنا وأصدقائنا" من خلال الادعاء على مسؤولين دون سواهم، في وقت رفضت محكمة الاستئناف طلبات عدة تقدم بها المدعى عليهم لكف يد البيطار عن القضية.

وندد حزب "القوات اللبنانية" بأحداث يوم الخميس وألقى بالمسؤولية عن العنف على "تحريض حزب الله" ضد البيطار.

وسبق لحزب "القوات اللبنانية" أن نفى اتهامات "حزب الله"، مؤكداً أن الاشتباكات اندلعت إثر مرور متظاهرين في حي ذي غالبية مسيحية وقيامهم بتكسير سيارات والاعتداء على ممتلكات خاصة. 

 وكانت "حركة أمل" اللبنانية حليفة "حزب الله" اعتبرت في وقت سابق، اليوم الاثنين، أن أحداث العنف التي وقعت في بيروت الأسبوع الماضي تهدف إلى إحياء الفتنة الداخلية وتهديد السلم الأهلي.

أسبوع ساخن

وعلى وقع المساعي السياسية لإنقاذ الحكومة من تداعيات انقسام السياسيين حول التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، بدأ لبنان أسبوعاً ساخناً بالمواقف إذ يجتمع مجلس القضاء الأعلى، الثلاثاء 19 أكتوبر، مع المحقق العدلي في القضية القاضي طارق البيطار، للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق.

ويأتي اجتماع مجلس القضاء الأعلى في وقت يعمل فيه رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، مع بعض القوى السياسية، على إيجاد مخرج للأزمة السياسية، يحفظ من جهة استقلالية القضاء ويخفض من حدة التوتر وتبادل الاتهامات بين القوى السياسية.

وفي ضوء الضغوط المحلية والدولية لإجراء تحقيق شفاف ومستقل في قضية انفجار مرفأ بيروت، أكد ميقاتي مراراً حرص الحكومة على عدم التدخل في أي ملف يخص القضاء، وأن على السلطة القضائية أن تتخذ بنفسها ما تراه مناسباً من إجراءات. ولكن مسألة انعقاد جلسة للحكومة ما زال تحت شروط "حزب الله" بكف يد البيطار.

التحقيقات مستمرة في اشتباكات بيروت

ويتعرض البيطار منذ أسابيع لحملة ضغوط يقودها "حزب الله" الذي يطالب بعزله عن الملف، اعتراضاً على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات.

وعلى هذا الصعيد، يواصل الجيش اللبناني والقوى الأمنية التحقيقات في ملابسات الاشتباكات، وأفادت معلومات صحافية بتوقيف أكثر من 20 شخصاً حتى الآن من المشاركين فيها.

وعقب انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر محاولة مناصري "حزب الله" و"أمل" اقتحام شارع في منطقة عين الرمانة قبل أن يطلق عسكري النار على شخص حاول تخطي الحاجز الأمني، قال الجيش اللبناني، السبت، إن الجندي الذي يشتبه في أنه أطلق النار يخضع للتحقيق بإشراف القضاء المختص.

الشيخ دريان يحذر

وحذر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من أخطار التسييس والتطييف للمسائل الوطنية الكبرى، قائلاً إن "ما جرى في الطيونة كان مشيناً ومهيناً ومعيباً أن يحصل بين أبناء الوطن الواحد، فالخلاف في الرأي مشروع، أما الاقتتال في الشارع فمرفوص وممنوع أياً كان السبب، والحل يكون بالطرق السلمية، لا باستعمال السلاح المتفلت في الشوارع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعبّر الشيخ دريان عن خشيته "على العيش المشترك، وعلى وثيقة الوفاق الوطني والدستور"، مضيفاً "من قال إننا لا نأبه للعدالة في جريمة العصر هذه (انفجار المرفأ). إنما لذلك مسار واضح، ينبغي التزامه، لكي لا ينقسم الناس من حول العدالة، كما من حول المسار السياسي".

السعودية تدعو لعدم السفر إلى لبنان

وفي ضوء التوترات السياسية والأمنية، دعت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، مواطنيها، إلى عدم السفر إلى لبنان "نظراً للأحداث الأمنية الراهنة" فيه.

ولا يزال لبنان مدرجاً على قائمة السعودية للدول الممنوع السفر إليها من دون الحصول على إذن مسبق.

كما دعت وزارة الخارجية السعودية "كل المواطنين الموجودين في الجمهورية اللبنانية لأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات".

والخميس الماضي، تحول اعتصام لمؤيدي "حزب الله" و"حركة أمل" ضد البيطار في بيروت، إلى ساحة معركة أعادت إلى اللبنانيين مشاهد الحرب الأهلية، إذ سقط فيها سبعة قتلى وعدد من الجرحى، بعد اشتباكات وإطلاق نار في منطقة الطيونة.

ويشهد لبنان أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة، بات معها نحو 80 في المئة من السكان يعيشون في الفقر على خلفية تضخم متسارع وشح في الأدوية والمحروقات وتقنين حاد للتغذية بالتيار الكهربائي. كما يخضع اللبنانيون لقيود مصرفية صارمة تحول دون تمكنهم من سحب أموالهم المودعة في المصارف، فيما فقدت العملة الوطنية أكثر من 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق الموازية.

وفي تظاهرة "رمزية" شارك فيها المئات في وسط بيروت، أحيا اللبنانيون الأحد الذكرى السنوية الثانية لاحتجاجات 17 أكتوبر 2019، التي انطلقت رفضاً للفساد وتردي الأوضاع المعيشية في البلاد.  

المزيد من العالم العربي