Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشرعية" تتوحد مع الحوثي في دوري كرة القدم اليمني

عودة المسابقة فتحت نافذة أمل بتجاوز محنة الحرب والوصول إلى حل

بعد توقف دام ست سنوات، عادت مسابقة الدوري العام اليمني لكرة القدم الدرجة الأولى مجدداً، لتفتح صفحة أمل وتفاؤل بتجاوز البلد محنة الحرب وتداعياتها الكارثية.

وعلى الرغم من استمرار حالة العقم في حلحلة الصراع بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانياً، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلا أن عودة دوران الكرة اليمنية فتح مساحة أمل للفرقاء للوصول إلى حل.

نظام الضرورة

انطلقت المسابقة الأولى منذ اندلاع الحرب، بنظام المجموعتين تلعبان في محافظتي حضرموت وشبوة ذهاباً وإياباً، وتضم المجموعة الأولى أندية شعب حضرموت والعروبة وفحمان ووحدة صنعاء وشباب الجيل واتحاد إب، فيما تضم المجموعة الثانية أندية صقر تعز وأهلي صنعاء وشعب إب واليرموك والهلال الساحلي.

 نافذة أمل

عبر النائب الأول لرئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم حسن باشنفر، عن "ارتياحه وارتياح الجماهير اليمنية، لعودة دوران الكرة في الملاعب اليمنية عبر مسابقة دوري الدرجة الأولى، وذلك ما شعرنا به من تفاعل من الأندية ومحبي كرة القدم عموماً".

وأعرب باشنفر في حديث إلى "اندبندنت عربية" عن أمله في أن تعيد هذه الانطلاقة الجديدة بعد سنوات التوقف الست، الحياة والديمومة لكرة القدم اليمنية، حتى تستفيد منها المنتخبات الوطنية والأندية واللاعبين والجمهور الرياضي.

 

آلية جديدة

يبدو أن ظروف الحرب التي مازالت مستمرة في عدة محافظات، وآثارها على حياة الناس، جعلت الاتحاد والأندية تفضل إطلاق آلية جديدة للمسابقة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وفي هذا الصدد نبه باشنفر إلى أن "الاتحاد كان يرغب بإقامة الدوري بطريقة أن تلعب الفرق مع بعضها بشكل كامل كما كان سابقاً، ولكن الأندية فضلت اللعب بطريقة توزيع الفرق على مجموعتين، تقديراً للظروف التي تعيشها البلاد، بخاصة صعوبة المواصلات بين المحافظات، لا سيما أنها الانطلاقة الأولى للمسابقة بعد الحرب".  

ويأمل نائب رئيس الاتحاد في أن يؤدي انطلاق الدوري بمختلف درجاته، إلى رفع المستوى الفني للأندية واللاعبين من جميع النواحي، بالتالي انعكاس ذلك على مشاركة المنتخبات الوطنية (الأول والأولمبي والشباب والناشئين)، وتقديم صورة أفضل في المسابقات العربية والقارية والدولية، وتمثيل اليمن بصورة أفضل مما مضى، إضافة إلى ذلك إعادة الجماهير الرياضية إلى الملاعب بعد غياب سنوات عدة، وفتح نافذة أمل جديدة لتجاوز مشكلة الحرب ونتائجها الكارثية على الوطن.   

ولفت إلى وجود كثير من الصعاب في عودة المسابقة الرسمية الأولى لاتحاد الكرة، ومن ضمنها الإمكانات المالية للأندية، ما جعل الاتحاد يتدخل لحل الجزء الأكبر من المشكلة، معرباً عن أمله في تفاعل الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والقطاع التجاري الاستثماري، في دعم الأندية والبطولات من خلال التسويق الرياضي، وتذليل الصعوبات المالية التي تعاني منها الأندية.

مقاطعة أندية عدن

انطلقت مسابقة الدرجة الأولى بغياب ثلاثة من أندية محافظة عدن وهي التلال والوحدة والشعلة، ما شكل حالة من الجدل وتبادل الاتهامات بين الاتحاد والأندية العدنية.

يستدرك باشنفر، "تفاعل الأندية كان رائعاً، ولكن للأسف البعض منها انسحب من مباريات الدوري بعد إرسال موافقته الخطية وتسجيل لاعبيه، وهناك بعض المشكلات، بخاصة المادية، ولكن إصرار الاتحاد على إقامة الدوري جعل الاتحاد يتحمل تكاليف الدوري في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها بلادنا".

وفي إشارة إلى مقاطعة أندية عدن أضاف، "من الأندية المنسحبة إدارات خضعت للضغوط السياسية التي جعلتها تنسحب من الدوري، وتجاهل رغبة ومطالب جماهيرها ومشجعيها في المشاركة، بخاصة أن لها مسيرة رياضية وإنجازات كبيرة".

وكان الاتحاد العام لكرة القدم قد منع مسؤول الملف الشبابي والرياضي في المجلس الانتقالي الجنوبي المقيم في عدن مؤمن السقاف، من دخول الملاعب، ما أثار الأندية العدنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويدافع المسؤول الإعلامي في مكتب الشباب والرياضة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وائل بن بريك، عن موقف أندية عدن الثلاثة  التلال والوحدة والشعلة بمقاطعة الدوري العام، بالقول "إن تلك المقاطعة لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة تراكمات سابقة وقرارات تعسفية بحق أندية عدن، وإيقاف تعامل مع إدارتها من قبل الاتحاد العام لكرة القدم، في قرارات لا تمت للواقع بأي صلة، بل تعد تدخلاً سافراً في شؤون وزارة الشباب والرياضة ومكتبها في عدن".

وأبدى بن بريك أسفه على ما اسماه "استهداف الاتحاد العام لكرة القدم طيلة الفترة السابقة لأندية عدن بشكل مستمر، ولم يكتف بذلك فحسب، بل استهدف بقرارته أحد أبرز الشخصيات الرياضية الداعمة لأندية عدن (يقصد السقاف)، الأمر الذي اعتبرته أندية عدن استفزازاً وتجاوزاً للحد والمساس بها وبرياضة عدن ككل".   

خطوة في الاتجاه الصحيح

من جهته اعتبر عضو اللجنة الفنية لاتحاد الكرة اليمني الكابتن عمر البارك، عودة الدوري اليمني بعد قرابة ست سنوات من الحرب "خطوة في الاتجاه الصحيح، ودفعة معنوية لتجاوز مآسي الحرب والظروف الصعبة التي أنتجتها"، مبدياً تفاؤله "في أن يعود  الدوري  بالنفع على اللاعبين الذين تأثر مستواهم ومستوى المنتخبات الوطنية خلال سنوات توقف الدوري، حتى أن المشاركات في المنتخبات الوطنية خلال سنوات الحرب كانت تعتمد على اختيار اللاعبين، بعيداً من أي مسابقات لاتحاد كرة القدم، وبمعنى آخر ليس من الملعب وإنما من خارجه".

وتابع البارك "نتمنى استمرار هذا التصحيح الجديد الذي أقره الاتحاد بعودة دوران كرة القدم اليمنية في المسابقات الرسمية من الدوري والكأس، ويكون اختيار تشكيلة اللاعبين في المنتخبات الوطنية من خلال هذه المسابقات، كما أنها فرصة جيدة لأندية كل المحافظات لإبراز مواهبها، بالتالي إشراكها ضمن المنتخبات الوطنية".

وتطرق إلى الجوانب الفنية للدوري بالقول "البطولة الحالية ستكون متوسطة المستوى من الناحية الفنية، لا سيما وأنها أتت بعد سنوات من الانقطاع، والفرق غير مستعدة تكتيكياً حتى من ناحية اللياقة البدنية، ومتوقفة عن المسابقات الكروية منذ فترة طويلة، بالتالي من المهم استمرار الدوري العام في الفترة المقبلة، لأن ذلك سيرفد المنتخبات بمواهب كروية قادرة أكثر على العطاء والإبداع، وتمثيل اليمن بشكل أفضل مما مضى".

الرياضة السلام

على ملعب الخليفي في محافظة شبوة وسط اليمن، يشارك اللاعب علي العنسي مع فريقه أهلي صنعاء في أول مسابقة بعد اندلاع الحرب، وجدناه سعيداً جداً بعودة دوري الدرجة الأولى، معتبراً ذلك فرحة كبيرة لجماهير الكرة ونقطة التقاء لليمنيين.  

يؤكد العنسي "أن الرياضة هي السلام في أجمل صورة، وهذا ما شعرنا به كلاعبين ونحن نعود إلى منافسات الدوري، والأمور تسير بشكل جيد والجماهير متفاعلة، وهذه بوادر إيجابية تشجع استمرار الدوري هذا الموسم والمواسم المقبلة".

يتفق العنسي مع رؤية اتحاد الكرة في شأن الآلية الجديدة للدوري، لافتاً إلى أن آلية المجموعتين تتناسب مع  الظروف الحالية التي تمر بها البلاد في ظل استمرار الحرب، فهناك مناطق آمنة ومناطق غير آمنة، ومن الصعوبة اللعب بالنظام، كل الفرق تلعب مع الكل، وكبداية الأمر مناسب ومقبول لنظام المجموعتين".

تجاوز الحسابات

علق وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبد الباسط القاعدي بأن "عودة الدوري اليمني لا تعد فعالية رياضية فحسب، بل نشاط وطني من طراز فريد في ظل حالة التشظي والانقسام التي تعيشها البلاد، وهو بصيص الأمل ونقطة الضوء الوحيدة في هذا النفق المظلم الذي حشرت فيه بلادنا بما يمثله من حالة إجماع نحن في حاجة ملحة إليه".

ونوه "بأن الرياضة نجحت في ما فشلت فيه السياسة، فهي قادرة على توحيد القلوب ولفت الانتباه وجمع الفرقاء وتفريغ الطاقات من دون دماء ولا ضحايا، ويتجاوز الرياضيون حسابات السياسيين بل وينسفونها، فيلتقي المتنافسون في الملاعب على المدرجات وأمام الشاشات، توحدهم المنتخبات والأندية على الرغم من مشاربهم السياسية المختلفة وربما المتحاربة".

واختتم القاعدي" تمكنت الحرب طيلة السنوات الماضية من تقسيم المقسم، ونالت من كل شيء جميل في حياتنا، وفي ظل هذا الواقع الذي يسوده الانقسام والخلاف نجح الاتحاد اليمني لكرة القدم في الحفاظ على كينونته موحدة ومتماسكة، وأبعد النشاط الكروي عن حالة التجاذبات السياسية".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة