Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أهلا بكم في "روما أفريقيا"... موقع لبدة الليبي

مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويعود للحقبة الفينيقية

شيّد الفينيقيون "لبتيس ماغنا" المعروفة بـ"لبدة الكبرى" ثم احتلها الرومان (أ ف ب)

لا يستقطب موقع لبدة الأثري المشرف على البحر في مدينة الخُمس (غرب ليبيا) سوى قلة من الزوار، على الرغم من أنه مدرج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ويوصف بأنه "روما أفريقيا"، ويتمتع بمقومات يمكن أن تجعله وجهة سياحية من الدرجة الأولى.

ويقول الليبي عبد السلام ويبة، خلال زيارته المكان، "عندما تدخله، كأنك تعود قروناً إلى الوراء".

فقد شيّد الفينيقيون "لبتيس ماغنا" المعروفة بـ"لبدة الكبرى"، ثم احتلها الرومان، وفيها ولد الإمبراطور سيبتموس سيفيروس الذي حكمها بين عامي 193 و211، وجعل منها إحدى أجمل مدن الإمبراطورية الرومانية آنذاك، بحسب منظمة اليونيسكو.

وشيّد فيها الإمبراطور بازيليكا وميداناً لسباقات الخيل ومسرحاً يستوعب 15 ألف متفرج ويوفر إطلالة خلّابة على البحر الأبيض المتوسط.

ويرى أحمد العميم، وهو ليبي كمعظم زوار المعلم الأثري، أمام نصب يشبه قوس النصر الباريسي، أن السياح الذين يزورون ليبيا "من الضروري أن يمروا" بموقع لبدة الذي تبلغ مساحته نحو 50 هكتاراً.

أما إيهاب، فجاء مع أسرته من العاصمة طرابلس التي تبعد 120 كيلومتراً عن المكان، ويتذكر أنه زار لبدة صغيراً، ويقول "كنت تلميذاً واليوم أعود مع أبنائي".

ويلاحظ الطبيب البالغ الرابعة والثلاثين أنها "مدينة جميلة، وهي أجمل موقع روماني خارج إيطاليا"، مشيراً إلى أنها "تقريباً غير مستكشَفة".

نقص الموارد

أثار تدهور الوضع الأمني والفوضى في البلاد منذ عشر سنوات مخاوف حول مصير هذا التراث المهم، الذي صنفته منظمة اليونيسكو عام 2016 مع ثلاثة مواقع أخرى من بين أهم الأماكن التراثية العالمية المعرّضة للخطر.

ونجا موقع "لبتيس ماغنا" بآثاره الأخاذة من الصراع المسلح الذي شهدته ليبيا منذ سقوط نظام الرئيس السابق الراحل معمر القذافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويؤكد رئيس مصلحة الآثار في الموقع، عز الدين الفقيه، لوكالة الصحافة الفرنسية أن "المدينة لم تتعرض على الرغم من الحروب لأي هجوم أو تهديد مباشر بعد الثورة".

غير أن الموقع مهمّش ويشكو "نقصاً في الموارد، والدعم الحكومي منعدم"، بحسب الفقيه.

ويتابع "في عام 2020، تمكنّا مع ذلك من إطلاق مشاريع كان من المفترض تنفيذها قبل خمسين عاماً، كغلق المنطقة الشرقية، وتركيب مرافق حيوية وهي حمّامات عامة ومكاتب إدارية، لكن الحفريات توقفت، وأعمال الصيانة تبقى سريعة ومستعجلة".

ويوضح المسؤول أن "ثمة مشاكل أكبر" ينبغي حلها، بالنسبة إلى الحكومة الحالية.

وتوقف عمل بعثات الحفريات الأوروبية خصوصاً الإيطالية والفرنسية بسبب انعدام الاستقرار في البلاد.

وشهد القطاع السياحي في ليبيا طفرة خجولة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه يبقى مغيّباً في هذا البلد الذي لا يزال سلامه هشّاً ويعتمد اقتصاده أساساً على النفط.

طي صفحة الفوضى

وكان أصبح في الإمكان في تلك المرحلة زيارة ليبيا بعد عزلة طويلة عن المجتمع الدولي. فعلى أثر رفع الحظر الأممي عنها عام 2003، تم منح تأشيرات سياحية للمرة الأولى، واستُحدثَت وزارة خاصة بهذا القطاع الاستراتيجي بهدف دفعه وتطويره.

وتوقف كل شيء في عام 2011 مع سقوط نظام القذافي ومقتله. إلا أن أمام "روما أفريقيا" فرصة في ظل استعداد ليبيا لطيّ صفحة عقد من الفوضى. ويرى الفقيه أن هذا الموقع يمكن أن يشكّل للبلد الذي يبلغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة "مصدر دخل" وأن "يوفّر آلاف الوظائف، إذا تم استغلاله بالطريقة الصحيحة".

ويضيف أنه قادر على استقطاب "ملايين السيّاح"، ما يسهم في ضخ "مليارات الدولارات في رصيد الدولة".

ويعتبر أن "مدينة لبدة تزداد أهمية بمرور الزمن وسيأتي يوم يختفي فيه النفط لكن لبدة باقية".

ويدعم عمر حديدان (49 سنة) هذا التوجه، ملاحظاً أن المدينة "أهملت من قبل الدولة ولا توجد حفريات ولا اكتشافات جديدة ولا حملة سياحية".

ويخلص حديدان إلى أن "لبدة أفضل من عشر آبار نفطية".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات