Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الرئاسي الليبي" يحاول رأب التصدعات الداخلية باستنفار المجتمع الدولي

صراعات فرقاء الداخل تهدد بنسف العملية السياسية وعدم إمكان إجراء الانتخابات في موعدها

الدبيبة محيياً أنصاره خلال تجمع شعبي في طرابلس الجمعة 24 سبتمبر الحالي (أ ب)

حمل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أوراق الملف الليبي المتأزم وتوجه بها مجدداً إلى طاولة الأمم المتحدة، بعد تجدد الخلافات القديمة بين أطراف المجلس بشكل يمثل تهديداً حقيقياً لكل التفاهمات التي تمت برعاية دولية، ووضعت البلاد على بعد خطوات قليلة من الانتخابات العامة.
ففي الداخل الليبي تواصلت عملية حرق الجسور بين الفرقاء السياسيين من خلال استمرار رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في مناكفة الجيش والبرلمان في الشرق رداً على سحب الثقة من حكومته، في حين أعلن رئيس مجلس الدولة خالد المشري رفضه التام لترشح قائد الجيش خليفة حفتر للانتخابات الرئاسية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل .

محادثات مهمة

وخاض محمد المنفي جولة محادثات مهمة مع مسؤولين دوليين بارزين يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما ترأس اجتماعاً لدول الجوار الليبي على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان المنفي افتتح زيارته إلى الولايات المتحدة باجتماع أعلن فيه "مبادرة السلام الليبية" بحضور وزراء خارجية دول بارزة عدة من بينها أميركا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا. وكشف خلال الاجتماع أيضاً عن استضافة ليبيا لمؤتمر دولي كبير في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لدعم العملية السياسية والانتخابية.
وطلب المنفي الجمعة 24 سبتمبر (أيلول) الحالي دعم المجتمع الدولي لإخراج "المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا"، قائلاً في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "مشكلة إخراج المرتزقة من البلاد تشكل تحدياً كبيراً للسلطات الليبية، وندعو المجتمع الدولي إلى دعم جهود إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من بلادنا"، مشيراً إلى أن" أبرز إنجاز تحقق إلى الآن هو النجاح في تثبيت وقف إطلاق النار واحتواء التوتر بين الأطراف العسكرية".
كما التقى المنفي بعد الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة لبحث آخر تطورات الأوضاع في ليبيا، مؤكداً "أهمية جهود الأمم المتحدة في دعم الحوار السياسي الليبي لإعادة الاستقرار وبناء الدولة الديمقراطية التي ينشدها الليبيون".
وشدد رئيس المجلس الرئاسي كذلك على "أهمية دور بعثة الأمم المتحدة للدعم في نجاح العملية السياسية للوصول بالبلاد إلى إجراء الانتخابات في أفضل الظروف السياسية والأمنية".
من جانبه، شدد غوتيريش على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها نهاية العام الحالي، مرحباً بـ" مسارات الحوار التي يقودها المجلس الرئاسي بين جميع الأطراف".
وتناول اللقاء بحسب المكتب الإعلامي الليبي "ملف المقاتلين الأجانب وضرورة العمل على خروجهم لضمان استقرار ليبيا ودول الجوار".

اجتماع دول الجوار

كذلك واصل المنفي مداولاته مع كل الأطراف الدولية والإقليمية لحشد الدعم لجهود التسوية السياسية في ليبيا والوصول بالبلاد إلى بر الانتخابات بسلام، فترأس اجتماعاً لدول جوار ليبيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الأوضاع الراهنة في البلاد، ودور هذه الدول في إعادة الأمن والاستقرار إليها.

وأكد المنفي خلال الاجتماع أهمية الدور الأفريقي في حل الأزمة الليبية عبر الاتحاد الأفريقي مجتمعاً أو من خلال الجهود التي تبذلها بعض بلدان القارة منفردة، بخاصة في الجانب الأمني ودفع العملية السياسية من خلال دعم الحوار السياسي ومخرجاته.

أهمية الدعم الدولي

في السياق، أكدت المتحدثة الرسمية باسم المجلس الرئاسي نجوى أوهيبة أن "طرد المرتزقة والمقاتلين الأجانب يتطلب تعاونا دولياً" مشيرة إلى أن ليبيا ترتبط بـ "اتفاق أمني مع دول الجوار، بخاصة تشاد والنيجر والسودان، يتم العمل على تفعيلها حالياً".
وأوضحت أوهيبة أن "خروج المرتزقة يجب أن يكون بإشراف دولي، لافتة إلى "إحراز تقدم كبير في هذا الملف خلال الأشهر الماضية"، وأشارت إلى "وجود آليات وطرق يتم درسها حالياً لسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، والعمل جار حالياً على تفعيل اتفاق التعاون الأمني مع دول الجوار لتبادل المسلحين".
وكشفت المتحدثة الليبية عن "مقترحات عدة تدرس حالياً لسحب القوات الأجنبية من ليبيا بالتشاور مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، منها أن يتم السحب بنسب مئوية وليس بأعداد متماثلة، وبطريقة متزامنة من الجانبين".

استغلال الزخم

ورأى الصحافي الليبي يوسف الزواوي أن "رئيس المجلس الرئاسي يحاول الآن التركيز على جمع الموقف الدولي في اتجاه واحد هو دعم خريطة الطريق السياسية للوصول إلى الانتخابات، متجاهلاً انقسامات الأطراف في الداخل بعدما وصلت إلى طريق مسدود، وإجماع الشارع الليبي على أن الحل يكمن في انتخاب وجوه جديدة تقود ليبيا إلى مرحلة الاستقرار". وأضاف الزواوي أن "المنفي يعرف حجم التأثير الدولي في أطراف المشهد الليبي الذي اتسعت خلافاته أخيراً، لذا يحاول التركيز على استغلال هذا التأثير لدفع الخصوم السياسيين إلى القبول بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع لحل خلافاتهم التي لا تنتهي".
ولا يتوقع الزواوي أن "تنجح الجهود الدولية لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد بسبب الإشكالات الكثيرة على المسارين السياسي والعسكري التي لم تُحل، ولا تكفي الأشهر الثلاثة الباقية على الموعد المحدد لإجراء الانتخابات لحسمها كلها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


استمرار النزاعات المحلية

في المقابل، وتزامناً مع محاولة المجلس الرئاسي جمع الدعم الدولي لمساعدة ليبيا في عبور المرحلة الانتقالية بسلاسة، واصل الخصوم السياسيون في الداخل التصعيد في معاركهم ضد بعضهم بعضاً والتي اشتدت أخيراً بشكل لافت ومثير للقلق.

ومن غريان، جنوب طرابلس، استمر رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة في مهاجمة واستفزاز البرلمان و"الجيش الوطني" في الشرق بتصريحات جديدة، اعتبر فيها أن العملية العسكرية التي شنها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس "اعتداء على العاصمة"، في أول تصريح له من نوعه منذ تولى رئاسة الحكومة.

وقال الدبيبة في كلمة ألقاها السبت (25 سبتمبر) أمام أعيان وحكماء غريان وعميد وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين والمعلمين والطلاب وممثلين عن الشباب، إن" الحكومة لن تنسى فضل غريان التاريخي في الدفاع عن عاصمتنا وسكانها، وستُسجل هذه المواقف في التاريخ الليبي بحروف من ذهب".

وكان الدبيبة رفض قرار مجلس النواب في طبرق سحب الثقة من حكومته وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال، وخرج على رأس تظاهرة كبيرة في طرابلس الجمعة تندد بالقرار وتدعو إلى حل البرلمان وتجميد عمله.

وأثارت الخلافات الحادة بين البرلمان والحكومة الموحدة مخاوف فئات واسعة في ليبيا من العودة لمربع الانقسام ونسف خريطة الطريق السياسية لحل الأزمة والتوجه إلى الانتخابات العامة .
وحذر وزير الإعلام الليبي السابق محمود شمام من نتائج الأزمة السياسية الحالية في البلاد قائلاً إنه "خلال أسبوع من العبث السياسي أصبح لدينا برلمان فاقد للثقة وحكومة شقاق وطني، ولذلك اذهبوا إلى الانتخابات قبل أن نفقد ما تبقى لنا من عقل وما تبقى لنا من مال".

المزيد من العالم العربي