Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشرطة البريطانية تجيز اتهام دينيس سيرجييف بالتورط في هجوم سالزبوري

بوريس جونسون يحث روسيا على "تسليم" المشتبه فيهم لكن الكرملين يواصل نفي تورطه في الهجوم

استقل سيرجييف الطائرة من مطار هيثرو عائداً إلى موسكو بعد أقل من ساعتين على وضع غاز الأعصاب على باب سيرجي سكريبال (رويترز)

حثّ رئيس الوزراء البريطاني روسيا على تسليم الجواسيس المسؤولين عن الهجوم بغاز الأعصاب المعروف باسم "نوفيتشوك" الذي وقع في مدينة سالزبوري عام 2018، وذلك في أعقاب توجيه الاتهام لعميل ثالث تابع لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (جي آر يو) بالتورط في ذلك الاعتداء.

ومن المعتقد أن دينيس سيرجييف، الذي جاء إلى المملكة المتحدة باسم مستعار هو سيرجي فيديوتوف، قد قاد من فندق في لندن محاولة التسميم التي نفذها اثنان آخران من عملاء جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية.

وقال بوريس جونسون في تصريحات لتلفزيون "سكاي نيوز"، إن بريطانيا أرادت "تسليم جميع المشتبه فيهم للعدالة".

واعتبر رئيس الوزراء أن روسيا قد دفعت سلفاً "ثمناً باهظاً" بسبب محاولة التسميم، بعد الطرد الجماعي لدبلوماسييها. إلا أنه أضاف "عليهم أن يدركوا أن إحساسنا بالعدالة لم تخف حدته. داون ستورغس، هي إنسانة بريئة من عامة الشعب البريطاني، لقيت حتفها في إطار ذلك الحادث، ونريد أن نرى هؤلاء المشتبه فيهم وقد تم تسليمهم [للعدالة]".

وكان سيرجييف قد وصل قبل زميليه بحوالى أربع ساعات، إلى مطار هيثرو في 2 مارس (آذار) 2018، قادماً على متن طائرة من موسكو. وأقام في فندق بمنطقة بادينغتون في لندن ليلتين.

وذكرت شرطة مكافحة الإرهاب أن سيرجييف قد التقى العميلين اللذين سافرا بعد ذلك إلى سالزبوري "في أكثر من مناسبة" خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أنه لم يُعثر على آثار لغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في غرفته بالفندق.

وقد استقل سيرجييف، الذي يقدر عمره بخمسين سنة، الطائرة من مطار هيثرو في الساعة 1.45 من ظهر يوم 4 مارس (آذار) عائداً إلى موسكو بعد أقل من ساعتين على وضع غاز الأعصاب على باب سيرجي سكريبال.

وقد أذنت دائرة الادعاء الملكية بأن توجه إليه التهم نفسها التي وجهت للعميلين الآخرين، بما في ذلك محاولة قتل سكريبال وابنته يوليا، وإلحاق أذى جسدي بالغ بعنصر الشرطة نك بايلي، علاوة على استعمال غاز الأعصاب "نوفيتشوك"، كسلاح كيماوي.

وأشار كبير المنسقين الوطنيين لشرطة مكافحة الإرهاب أن سيرجييف قد "عمل كفريق" مع ألكساندر ميشكين، واسمه المستعار ألكساندر بيتروف، وأناتولي شيبيغا، واسمه المستعار رسلان بوشيروف.

وقال دين هايدون، وهو نائب مساعد مفوض شرطة ميتروبوليتان اللندنية، في مؤتمر صحافي إنهم "قد جاؤوا إلى هنا بشكل منفصل في مجموعتين، بيتروف وبوشيروف معاً، فيما أتى فيدوتوف بمفرده [و] التقوا، ومن دون أدنى شك عملوا معاً كفريق صغير بغرض نشر نوفيتشوك لقتل الناس في هذه البلاد".

وتابع هايدون "هناك معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأنهم قد كانوا هنا من قبل، وأيضاً في دول أخرى، يعملون كفريق ثلاثي، وإلى جانب آخرين على الارجح... بما يتعلق بهجمات مشابهة".

ويتعاون عناصر الشرطة البريطانية مع نظرائهم في بلغاريا وجمهورية التشيك بشأن الهجمات التي تم الربط بينها وبين المشبوهين أنفسهم. وأوضح المحققون عدم وجود أدلة على تورط هؤلاء الأشخاص في هجمات سابقة في المملكة المتحدة.

ووصفت وزيرة الداخلية في بيان ألقته في مجلس العموم يوم الثلاثاء الماضي الهجوم بأنه "حدث مروع مثّل صدمة هزت البلاد بأسرها ووحّد حلفاءنا جميعاً في شجبه".

ولم تعلن بريتي باتيل عن أي عقوبات ضد روسيا أو عن طرد بعض دبلوماسييها، إلا أنها أوضحت أن "مناقشات تجرى" مع الحلفاء.

وأضافت وزيرة الداخلية "نحن ندرس ما هي أدوات الضغط الأخرى المتاحة لنا والخطوات التالية التي يجدر اتخاذها". وزادت "إذا سافر أي من هؤلاء الأشخاص إلى خارج روسيا، سنعمل مع شركائنا الدوليين على القيام بكل إجراء ممكن لاحتجازهم وتقديمهم للعدالة".

إلا أن ديفيد ديفيز، وهو من كبار نواب حزب المحافظين، قد حذّر من أن المملكة المتحدة ستبقى عرضة لخطر هجمات مماثلة من قبل عملاء روس إذا لم تبادر الحكومة تطبيق خطوات عملية حاسمة.

ورأى أنه "إذا لم نتصرف بحزم شديد، فإنهم سيفعلونها مرة أخرى... ولهذا ينبغي أن نتخذ إجراءات عملية ليس فقط ضد عناصر الاستخبارات الخارجية الروسية الذين سلطت وزيرة الداخلية الضوء عليهم، بل أيضاً ضد كل مظاهر دولة المافيا الروسية".

وتابع ديفيز "إذا لم تتصرف الحكومة الآن على نحو أكثر حزماً من الطريقة التي تصرفنا بها في أعقاب جريمة قتل ليتفينيكو، فإن هذا سيحدث مرة أخرى".

يُشار إلى أن الاتهامات التي أعلن عنها الثلاثاء الماضي لا تشمل وفاة السيدة ستورجيس، 44 سنة، وهي أم قتلت في يوليو (تموز) 2018 بعدما عثر صديقها على زجاجة عطر زائفة تحتوي على غاز الأعصاب "نوفيتشوك".

وذكرت الشرطة أن تشارلي رولي أعطى في بلدة أمسبوري القريبة من سالزبوري السيدة ستورجيس الزجاجة التي ظن أنها هدية، وذلك من دون أن يعرف أن فيها من الـ"نوفيتشوك" ما يكفي من أجل قتل "آلاف الأشخاص".

وإذ نجا رولي من التسمم بعدما غسل المادة بسرعة عن المناطق التي لامسه فيها، فقد توفيت السيدة ستورجيس بعد أيام نظراً إلى أنها استعملتها على جلدها معتقدة أنها كانت عطراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من ناحيته، أشار هايدون إلى أن التحقيق لا يزال جارياً بشأن كيفية عثور رولي على الزجاجة القاتلة في يونيو (حزيران) 2018، وأين كانت خلال فترة من الزمن تُقدر بحوالى أربعة أشهر بعد الهجوم على سكريبال.

وذكر أنه "لاتزال هناك بعض عناصر المشهد التي لم نستطع بعد أن نجمع بينها وبين العناصر الأخرى كي تظهر الصورة الكاملة... ونبقى مصممين كما كنا دائماً لتقديم أولئك المسؤولين عن جريمة قتل داون وتسميم تشارلي إلى العدالة".

لقد نفت الحكومة الروسية أي تورط لها في هجوم عام 2018. واتهمت ماريا زاخاروفا، وهي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، يوم الثلاثاء المملكة المتحدة "بالتسبب عمداً في تدهور العلاقات" واستخدام التسمم "لتعزيز المشاعر المعادية لروسيا في المجتمع البريطاني".

وأضافت زاخاروفا "إننا ندين المحاولات الرامية إلى إلقاء اللوم على روسيا... ونحن نحاول التأكد من الحقائق ونريد معلومات وافية من المملكة المتحدة [ونريد من المملكة المتحدة] أن تفي بالتزاماتها [التي تقضي] بالسماح لنا بإجراء مقابلة قنصلية مع مواطنينا ]سيرجي ويوليا سكريبال[".

في هذه الأثناء، لم تتقدم دائرة الادعاء الملكية بطلب رسمي إلى روسيا لإصدار أي مذكرة تسليم لأن دستورها لا يسمح بتسليم مواطنيها إلى دولة أخرى.

وبدلاً من ذلك، تم إصدار إشعارات الإنتربول الحمراء، ما يعني أن من الممكن اعتقال المشتبه فيهم إذا غادروا روسيا، التي يعتقد أن الثلاثة لا يزالون فيها.

وأوضح هايدون أن السلطات البريطانية قد لقيت "قدراً ضئيلاً من التعاون من جانب روسيا" منذ 2018، أو بشأن قضايا سابقة مثل تلك المتعلقة بجريمة قتل ألكساندر ليتفينيكو.

وقد أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الثلاثاء حكماً نصّ على أن روسيا كانت مسؤولة عن قتل ليتفينيكو، الذي كان عنصراً سابقاً في الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) وتوفي في عام 2006 بعد معاناة مريرة جرّاء تسميمه بمادة بولونيوم 210 في لندن.

وأضاف هايدون أن "وزارة الخارجية ستتحدث عبر القنوات الدبلوماسية إلى روسيا، لكن بالنسبة لتحقيق الشرطة فإن الإجراءات القانونية المتبعة عندنا تقضي بالسعي لإصدار مذكرات توقيف ونشرها عبر الانتربول".

وتابع: "إذا كانت هناك فرصة لاعتقال هؤلاء الأفراد وجعلهم يمثلون أمام محكمة بريطانية وذلك طلباً لتحقيق العدالة لأولئك الأشخاص في سالزبوري، فنحن سنفعل ذلك".

وكان موقع "بيلينغكات" الإلكتروني الاستقصائي قد كشف مسبقاً عن هوية سيرجييف وتفاصيل أخرى تتعلق بالهجوم. غير أن هايدون أوضح أن جمع الأدلة استغرق بعض الوقت حتى وصل إلى بداية مرحلة توجيه اتهامات جنائية.

ولا يزال التحقيق مفتوحاً وتتحرى الشرطة عن أشخاص آخرين مشتبه في تورطهم بالمشاركة في عملية التسميم التي استهدفت سكريبال، وهو عميل مزدوج سابق قدم معلومات لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (أم آي 6).

وأردف هايدون قائلاً "علينا أن نقوم بالإجراءات القانونية وأن نتبع الأدلة... نحن نحقق مع عدد من الأشخاص. لا يمكننا أن نثبت ]تورط[ الأشخاص الثلاثة الذين أعلنا عنهم إلا على أساس الأدلة، غير أننا نواصل التحقيق مع آخرين أيضاً، وإذا توصلنا إلى أدلة تستوفي المعايير المطلوبة لتوجيه التهمة لهم فإننا سنفعل ذلك".

وتناشد الشرطة أي شخص رأى سيرجييف في المملكة المتحدة، أو تتوافر لديه معلومات عن مكان وجود قارورة عطر نيناريتشي الزائفة بين شهري مارس ويونيو 2018، أن يتصل بالشرطة على الرقم الخاص بمكافحة الإرهاب وهو 0800789321 أو أن يوجه رسالة بالبريد الإلكتروني لها على العنوان التالي [email protected]

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات