تلقت الأسواق الدولية دعماً من مؤشرات التعافي مع عودة الإقبال على الأصول المحفوفة بالمخاطر، وتراجع المخاوف من عدم قدرة شركة التطوير العقاري الصينية العملاقة "إيفرغراند" عن سداد التزاماتها وآثار ذلك على الاقتصاد الصيني، وبحسب إفصاح الشركة الصينية لبورصة "هونغ كونغ"، يبلغ إجمالي ديون الشركة واجبة السداد نحو 302 مليار دولار أميركي، ما يفوق الدين العام المستحق على دول حول العالم.
في الوقت ذاته قفزت أسهم مجموعة "إيفرغراند" محققة مكاسب قوية في بورصة "هونغ كونغ" على الرغم من استمرار المخاوف من التخلف عن سداد التزاماتها، وارتفعت أسهم المجموعة أكثر من 30 في المئة في بداية التداولات إلا أنها قلصت المكاسب إلى ما يزيد على 10 في المئة بحلول منتصف النهار.
وكانت المجموعة أعلنت أنها توصلت إلى اتفاق مع دائنين بشأن مدفوعات فائدة لسندات متداولة في "شنتشن" جنوب الصين والتي كان من المقرر أن تستحق اليوم الخميس، 23 سبتمبر (أيلول)، وكانت بورصة "هونغ كونغ" مغلقة الخميس بسبب عطلة رسمية.
أسهم أوروبا تصعد لليوم الثالث
إلى ذلك صعدت الأسهم الأوروبية لليوم الثالث على التوالي، ارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6 في المئة، في طريقه لتحقيق مكاسب قوية في نهاية الأسبوع، وصعدت الأسهم الآسيوية بعدما قفز سهم "إيفرغراند" 30 في المئة في بورصة "هونغ كونغ"، إذ سعى رئيس الشركة لطمأنة المستثمرين، ومع ذلك تراجعت أسهم الشركة المدرجة في فرانكفورت 20.4 في المئة، ومن المقرر أن تصدر قراءة أولية لمؤشر "آي أتش أس" ماركت لمديري المشتريات في سبتمبر، وقرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا في وقت لاحق اليوم، في وقت يترقب المستثمرون أي مؤشرات على النمو ومسار السياسات النقدية.
وزاد سهم مجموعة البريد الملكي البريطاني 1.5 في المئة بعد أن توقعت زيادة في أرباح التشغيل في النصف الأول من العام مع استفادتها من ارتفاع إيرادات الطرود في المملكة المتحدة.
وارتفعت شركة قطع غيار السيارات الفرنسية "فوريسيا" 3.2 في المئة، على الرغم من أنها خفضت أهدافها المالية الرئيسة لعام 2021 بسبب التراجع الحاد في إنتاج السيارات في جميع أنحاء العالم.
تباطؤ نمو أنشطة الأعمال في منطقة اليورو
على صعيد متصل، أظهر مسح أن أنشطة الأعمال في منطقة اليورو نمت بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر في سبتمبر مع تضرر الطلب من التدابير المفروضة لمكافحة انتشار سلالة "دلتا" من فيروس كورونا في وقت رفعت القيود على سلاسل الإمداد تكلفة الإنتاج لما يزيد على أعلى مستوى في عقدين.
وعلى الرغم من انخفاض كبير في معدلات العدوى يتجلى في تناقص أعداد الإصابات اليومية على مدى الأشهر الماضية، من غير المرجح رفع معظم القيود الباقية قريباً في اقتصادات كبرى منها ألمانيا وفرنسا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهبط مؤشر "آي أتش أس" ماركت المجمع لمديري المشتريات، الذي يُعتبر مقياساً جيداً لمتانة الاقتصاد، إلى أقل مستوى في خمسة أشهر مسجلاً 56.1 في سبتمبر من 59.0 في أغسطس (آب).
وعلى الرغم من أن قراءة المؤشر فوق مستوى الـ 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش للشهر السابع على التوالي، فقد جاءت أقل بكثير من استطلاع لوكالة "رويترز" توقع قراءة عند 58.5، وقال كريس وليامسون لدى "آي أتش أس" ماركت في بيان، "قراءة مؤشر مديري المشتريات في سبتمبر هي مزيج غير مرحب به من نمو اقتصادي متباطئ بشكل حاد وأسعار ترتفع بقوة". وأضاف، "يبدو أن النمو سيضعف أكثر في الأشهر المقبلة إذا لم تظهر الرياح المعاكسة للأسعار والإمدادات أي مؤشر على الهدوء، بخاصة إذا ترافق ذلك مع أي ارتفاع في عدد حالات الإصابة بالفيروس في فصل الخريف".
وبلغ مؤشر فرعي يتتبع تكلفة عناصر الإنتاج 70.5، وهو أعلى مستوى سجله منذ أكثر من عقدين، ويشير ذلك إلى أن الاضطرابات في الإمدادات، وهي من الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع الأسعار حول العالم على مدى الأشهر الماضية، أبعد ما تكون عن الحل، وأن ارتفاع التضخم سيبقى على الأقل لبضعة أشهر مقبلة.
وتراجع مؤشر يقيس توقعات قطاع الخدمات المهيمن على التكتل إلى 56.3 في سبتمبر من 59.0 في أغسطس في أدنى مستوى منذ مايو (أيار)، وأيضاً يقل كثيراً عن متوسط التوقعات، في استطلاع لوكالة "رويترز"، الذي يبلغ 58.5.
الدولار يتراجع عن أعلى مستوياته في شهر
وفي العملات، تراجع الدولار عن أعلى مستوياته، منذ شهر، التي بلغها بعد أن مهد مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" الطريق أمام رفع أسعار الفائدة، العام المقبل، وشجع تحسن المعنويات في الأسواق العالمية المتعاملين على بيع الدولار.
وأبدى الاحتياطي الاتحادي كذلك ميلاً لتشديد السياسة النقدية ممهداً الطريق للبدء في الحد من شراء السندات في نوفمبر (تشرين الثاني) وبوتيرة أسرع من توقعات المحللين، وتوقع تسعة من صناع القرار بالبنك المركزي الأميركي وعددهم 18، رفع تكاليف الاقتراض العام المقبل ما دفع الأسواق لتوقع تقديم موعد أول رفع لسعر الفائدة إلى يناير (كانون الثاني) 2023.
عوائد الدولار
وانخفضت عوائد الدولار والسندات مع توقع كثيرين أن يكون الاحتياطي الاتحادي قد ترك مجالاً للتراجع إذا تطلب الأمر، وساد الهدوء أسواق الصين نسبياً على الرغم من توقعات بألا تتمكن شركة التطوير العقاري "إيفرغراند" من الوفاء بقسيمة فائدة مستحقة على سندات اليوم الخميس، وبلغ مؤشر الدولار 93.277 بانخفاض ربع نقطة مئوية خلال اليوم بعد أن ارتفع إلى 93.526.
وارتفع اليورو إلى 1.1716 دولار وهو أعلى مستوى خلال شهر، كما صعد الاسترليني قبيل اجتماع بنك إنجلترا المتوقع أن يبدي ميلاً لتشديد السياسة النقدية.
واستقر سعر الكرونة النرويجية أمام الدولار في حين ارتفع 0.2 في المئة أمام اليورو قبيل اجتماع البنك المركزي المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة. وفي وقت سابق في آسيا، كانت تحركات الأسواق هادئة بسبب عطلة في اليابان، واقترب اليوان من أدنى مستوياته خلال شهر أمام الدولار، لكن الدولار الأسترالي ارتفع 0.3 في المئة أمام الدولار إلى 0.7261 دولار.