Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تصبح "بيتكوين" كبش فداء لإخفاقات اقتصاد العملات الورقية؟

توقعات بعدم صعود الأسعار في ظل محدودية عقود الخيارات وضعف التداول اليومي

يؤكد محللون أن سوق العملات المشفرة لم تصل إلى مرحلة النضج بين المتداولين (أ ف ب)

تغلق المنصات الرئيسية للعملات المشفرة صفقات بقيمة 3.14 مليار دولار لأكثر من 73 ألفاً من عقود الخيارات على الـ"بيتكوين" الربع السنوية التي تنتهي يوم الجمعة، 50 ألفاً منها عقود شراء، والبقية بيع، وتستحوذ منصة "دريبيت" على نحو 85 في المئة من مجموع هذه الصفقات.

وعلى رغم ضخامة حجم الصفقات إلا أنه لا يتوقع أن يرتفع سعر قيمة العملة الأشهر في العالم، التي تعرضت لضغوط بيعية هذا الأسبوع في ظل حال التراجع التي تهيمن على سوق العملات الرقمية حالياً، بسبب ديون شركة العقارات الصينية "إيفرغراند غروب"، وهي أكبر مطور عقاري مدين في العالم حالياً.

عقود غير ملزمة

وقال محمود خيرالله، المحلل المالي، "غالبية عقود الشراء عند سعر أعلى من القناة السعرية الحالية للـبيتكوين. ولأن هذه العقود غير ملزمة، تصبح لاغية تلقائياً إن لم يتم الوصول إلى سعر التنفيذ. وغالبية عقود الشراء حالياً تنتظر التنفيذ عند أسعار 46 و48 و50 ألف دولار. ولا يتوقع أن تتجاوز البيتكوين سعر 50 ألف دولار قبل يوم الجمعة، هذا إضافة إلى أن حجم التداول في سوق الخيارات للبيتكوين لا يزال صغيراً، بحيث لا يؤثر في سعر العملة".

وأوضح أن حجم سوق عقود الخيارات للـ"بيتكوين" على المستوى العالمي "لا يتجاوز حتى الآن مليار دولار، أو أقل من 2 في المئة من حجم سوق التداول الفوري على العملة البالغ 43 مليار دولار"، بحسب بيانات موقع "كوين جيكو" لمتابعة أداء العملات الرقمية المشفرة، أما في الأسواق الناضجة فيبلغ حجم التداول اليومي في سوق عقود الخيارات من 5 إلى 20 ضعف حجم التداول اليومي في السوق العادية.

الوصول لمرحلة النضج

وتابع، "أرى أنه ما زال مبكراً الحديث عن هذه السوق، قبل وصول سوق العملات المشفرة نفسها إلى مرحلة النضج، كما أن سوق عقود الخيارات لم تكن مربحة بالقدر الكافي هذا العام، بسبب الاضطراب الشديد في أسعار البيتكوين، إلا أنه يتميز بتراجع حجم المخاطرة، التي ارتفعت من سالب 5 في المئة إلى سالب 20 في المئة، بخاصة هذا الأسبوع مع زيادة نسبة عقود الشراء إلى عقود البيع كما هو واضح في البيانات المذكورة سابقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وواصل، "هناك احتمال أن تواصل البيتكوين مسيرتها إلى سعر 100 ألف دولار، لكن السيناريو معقد في الواقع، لكن يمكن أن نبدأ بتوضيح أن صناديق عدة حول العالم استثمرت أو زادت استثماراتها في العملات المشفرة خلال العام الحالي والفائت، بالتالي تراجع الاستثمار في الذهب الذي انخفض سعره هذا العام 7 في المئة، مقابل ارتفاع سعر البيتكوين بنحو 70 في المئة والإيثريوم بنحو 400 في المئة. ومع استمرار الإدارة الأميركية في ضخ المزيد من الأموال في الأسواق وإبقاء العرض من العملات الورقية غير محدود، فإن ذلك يقوي نظرياً عملة البيتكوين التي لن يتجاوز عدد عملاتها 21 مليون عملة مشفرة".

استثمارات مربحة للغاية

وأضاف، "وبينما كانت تلك الاستثمارات مربحة للغاية خلال العامين الماضيين، حيث بلغ متوسط العائد عليها 128 في المئة عام 2020 مقارنة بـ 30 في المئة عام 2019. إلا أنه في الوقت نفسه لن تستمر سوق الأسهم الأميركية في الارتفاع والازدهار إلى ما لا نهاية، ويتوقع أن تمر بفترة تصحيح قوية ومنتظرة في الواقع، وستكون البيتكوين مرة أخرى هي الحل أمام المستثمرين في البورصة الأميركية لتعزيز مراكزهم، لينخفض سعرها مثلما حدث بعد أزمة ديون شركة العقارات الصينية إيفرغراند".

وزاد، "لذلك من الصعب تحديد متى سينخفض سعر البيتكوين، الذي يجب أن يرتفع في الوقت نفسه إلى أقصى حد ممكن، ليكون هو الحل بعد حدوث حركة التصحيح في سوق الأوراق المالية بالولايات المتحدة".

وأردف خيرالله، "ما يشير إلى أن البيتكوين ستستمر في الارتفاع مستقبلاً هو أن نتائج استطلاع نشرت هذا العام كشفت أن 17 في المئة من مديري صناديق التحوط حول العالم يتوقعون ضخ أكثر من 10 في المئة من استثماراتهم بالعملات المشفرة خلال السنوات الـ5 المقبلة. وكان هذا الرقم أعلى بين المديرين في أميركا الشمالية، الذين قالوا إنهم سيستثمرون 10.6 في المئة في المتوسط، لأن البيتكوين موثوق بها ومتسقة ومؤكدة بنسبة 100 في المئة، وأنهم يخصصون النسبة نفسها للاستثمار في الذهب والسلع، والـ 80 في المئة المتبقية من الاستثمارات ستعتمد على الإجراءات التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي".

أزمة ديون "إيفرغراند"

وأضاف، "هذا ليس كلاماً لأشخاص متحمسين فقط للبيتكوين، فبينما أثارت أزمة ديون شركة إيفرغراند مخاوف أصحاب المحافظ الكبيرة أو طمعهم في مزيد من الخفض في أسعار البيتكوين، حيث باعوا ما نسبته 15 في المئة من عملاتهم، لم تظهر المعاملات بحسب بيانات أوكلينك أن المستثمرين المؤسسين قاموا بعمليات بيع لأصول البيتكوين. وهناك مؤشر آخر ظهر في هذه الفترة هو أنه بعد عمليات البيع التي حدثت يومي 21 و22 سبتمبر (أيلول) الجاري، لم ترتفع معدلات إنفاق البيتكوين على الشراء أو البيع، ما يعني أن المشاركين في السوق يفضلون الاحتفاظ بأصولهم، على رغم انخفاض أحجام التداول حالياً".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية