Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رياح أزمة "إيفرغراند" الصينية تعصف بالعملات المشفرة

القيمة الإجمالية للسوق تتراجع دون تريليوني دولار و"بيتكوين" تهبط 10 في المئة

تراجع سعر "بيتكوين" بأكثر من 10 في المئة (أ ف ب)

سجلت أسعار العملات المشفرة تراجعاً حاداً بعد عمليات بيع مكثفة بفعل امتداد المخاوف بشأن تخلف شركة العقارات الصينية "إيفرغراند غروب"، وهي أكبر مطور عقاري مدين في العالم حالياً، عن سداد ديونها. 

وفي ظل المخاوف من حدوث أزمة سيولة في أسواق المال بسبب ديون العملاق الصيني، انخفضت القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة إلى أقل من تريليوني دولار. 

ويتم حالياً تداول "بيتكوين"، العملة المشفرة الأكبر والأشهر في العالم، في القناة السعرية لـ 42 ألف دولار متعافية من سعر 40192 دولاراً ليوم الاثنين. وفي 16 سبتمبر (أيلول)، سجلت "بيتكوين" أعلى مستوى في حوالى أربعة أشهر فوق 52 ألف دولار. 

وهوت إيثر، منافستها الأصغر، إلى أقل من مستوى ثلاثة آلاف دولار للوحدة الواحدة وذلك للمرة الأولى منذ أوائل أغسطس (آب). 

وهبطت العملات الأخرى الأقل قيمة، مثل "كاردانو" و"سولانا" و"بينانس كوين" و"بولكادوت" و"دوغ كوين"، و" تيثر" بحسب منصة "كوين جيكو" لمتابعة أداء العملات الرقمية المشفرة والتي تتعقب أكثر من 8800 عملة. 

وقال محمد جميل، المحلل المالي، "تعتبر إيفرغراند التي تأسست عام 1996، ثاني أكبر مطور عقاري في الصين، وواحدة من أكثر الشركات العقارية قيمة في العالم. وعلى الشركة حالياً ديون بـ300 مليار دولار منها 615 مليوناً سندات دولارية تستحق السداد بنهاية الأسبوع الحالي، في حين أن الاحتياطات النقدية للشركة لا تكفي، ما أدى ذلك إلى خسارة سهم العملاق الصيني 90 في المئة من قيمته، وهبوط حاد في بورصة هونغ كونغ، هو الأكبر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وتراجع في بورصة وول ستريت هو أيضاً الأكبر منذ مايو (أيار) الماضي". 

خسائر مليارية فادحة 

وأضاف جميل أن "احتمال تعثر أو انهيار الشركة سيؤثر في الاقتصاد الصيني والعالمي، فقد تكبد أغنى 500 شخص في العالم خسائر مليارية فادحة بلغت 135 مليار دولار في يوم واحد. وكان إيلون ماسك في طليعة المتأثرين بخسارة 7.2 مليار دولار من صافي ثروته التي تراجعت إلى 198 مليار دولار، يليه جيف بيزوس بخسارة 5.6 مليار دولار، ما قلص ثروته إلى 194.2 مليار دولار". 

وتابع "نتيجة لذلك تأثر سوق العملات الرقمية خلال الـ 48 ساعة الماضية وشهد انهياراً في أسعار العملات المشفرة ليتراجع سعر بيتكوين بأكثر من 10 في المئة، من نحو 52 ألف دولار إلى القناة السعرية لسعر 42 ألف دولار، بعد أن قامت البنوك وصناديق التحوط والاستثمار والشركات الكبيرة بتغطية خسارتها". 

تعزيز مراكز مالية

وأوضح أحمد نجم، رئيس قسم أبحاث ودراسة الأسواق بشركة "أوربكس"، أنه "دائماً عندما تحدث أزمة في البورصة تقوم الصناديق الاستثمارية وصناديق التحوط بتعزيز مراكزها المالية، فمثلاً لو أن هذه الصناديق خسرت من استثماراتها في أسهم معينة وربحت من الذهب، ستقوم هذه الشركات ببيع الذهب لتعزيز مراكزها". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجاب على سؤال بأنه "سواء اختلفنا أو اتفقنا مع العملات المشفرة، فقد أصبحت العملات المشفرة وتحديداً بيتكوين أحد أوجه الاستثمار التي جذبت شركات وصناديق كثيرة، حتى صناديق التقاعد التي تشتهر بعدم المغامرة استثمرت أخيراً في العملات المشفرة وحققت مكاسب هائلة، بالتالي قامت الصناديق المستثمرة في أسهم الشركة ببيع ما تمتلكه من العملات الرقمية لتعزيز مراكزها، إضافة إلى المستثمرين العاديين، كي لا تخرج من امتلاك السهم بخسارة شاملة، ولا يستبعد أن إيفرغراند كانت من بين المستثمرين في العملات الرقمية، لكن لا توجد معلومة مؤكدة في هذا الاتجاه". 

وأجاب على سؤال بأن "سعر عملة تيثر المقومة بالدولار لم يتأثر، على الرغم من وجود إشاعة بأنها تستثمر في أسهم الشركة، لأن كل استثماراتها في الأوراق المالية ذات الضمانات المرتفعة التي لا تقل عن إي-2"، موضحاً أن "ما يقرب من نصف أصول تيثر البالغة 62.8 مليار دولار مدعومة بأوراق تجارية وشهادات إيداع ذات تصنيف مرتفع، وذلك حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي".

أزمة ديون عالمية 

وأشار إلى أن مشكلة "إيفرغراند" ربما تثير أزمة عالمية مختلفة عن أزمة 2008، التي كانت أزمة ائتمان، أما هذه فأزمة ديون، وسيؤثر انهيار القطاع العقاري على شركات وقطاعات أخرى عدة وعلى البورصات العالمية، لأن شركات كثيرة تستثمر في القطاع العقاري. 

وتابع أن ديون "إيفرغراند" تبلغ 90 في المئة من حجم الشركة، وهناك شركات عقارية أخرى في الصين ذات نسب ديون أعلى تصل إلى 120 في المئة، وقد تتساقط هذه الشركات كأحجار الدومينو إن لم يتم تدارك الموقف بإعادة جدولة ديون "إيفرغراند". 

وأجاب محمد جميل عن سؤال بقوله "بشكل عام، بلغت تدفقات بيتكوين لهذا العام 4.2 مليار دولار حتى الآن. ولا أعتقد أن أسعارها ستشهد انهياراً كبيراً في حالة حدوث كارثة عقارية، لأنه بعد ما حدث ثبت أن بيتكوين استثمار ناجح، كما أن هناك أطرافاً ستدخل السوق للشراء بسعر منخفض، فأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة يحركونها من مكان لآخر"، مضيفاً "على سبيل المثال، أعلن رئيس السلفادور نيب بوكيلي أن بلاده استفادت من انخفاض سعر بيتكوين، وقد أضافت 150 عملة لترفع إجمالي ما تمتلكه إلى 700 عملة، هناك أسباب عدة تدفع دولاً لشراء بيتكوين وليس فقط الصناديق والمحافظ الاستثمارية".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اشترت السلفادور 150 عملة "بيتكوين" في اليوم الذي أصبحت فيه أول دولة في العالم تتبناها كعملة قانونية في خطوة مثيرة للجدل قوبلت بأعطال فنية واحتجاجات. وعلى الرغم من ذلك، تعمل السلفادور حالياً على إطلاق شبكة مكونة من 200 جهاز صراف آلي لـ"بيتكوين" وبناء سلسلة من الأكشاك الأنيقة التي تحمل علامة "شيفو"، الحافظة الرقمية للبلاد، في الساحات العامة.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية