Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشعل أزمة "إيفرغراند" الصينية أزمة مالية عالمية؟

الأسواق العالمية تواصل الهبوط مع تفاقم أزمة أكبر شركة عقارية صينية

هناك انكشاف هائل للمقرضين على ديون مجموعة "إيفرغراند" الصينية التي تزيد على 305 مليار دولار (أ ب)

واصلت الأسواق الآسيوية الهبوط لليوم الثاني على التوالي في تعاملات الثلاثاء تحسباً لانهيار مجموعة "إيفرغراند" أكبر شركة عقارية في الصين. وفتحت بورصة طوكيو تعاملات الثلاثاء، كأول أيام الأسبوع لها بعد عطلة رسمية يوم الإثنين على موجة بيع هائلة، لينخفض مؤشر توبكس الياباني بنسبة 1.7 في المئة.

ومع أن البورصات في البر الرئيس الصيني مغلقة الثلاثاء لاستمرار العطلة الرسمية، إلا أن مؤشر "هانغ سنغ في هونغ كونغ" بدأ تعاملات الثلاثاء على انخفاض بنسبة 1.4 في المئة بعدما فقد المؤشر نسبة ثلاثة في المئة الإثنين.

وواصل سهم مجموعة "إيفرغراند" الهبوط في بورصة هونغ كونغ لينخفض بنسبة خمسة في المئة، بعدما هوى بنسبة 10.2 في المئة الإثنين.

وكانت الأسواق الرئيسة في العالم شهدت موجات هبوط لدى افتتاح تعاملاتها لأول أيام الأسبوع الإثنين على وقع أزمة المجموعة العقارية الصينية التي شبهها البعض بأزمة انهيار شركة "ليمان براذرز" الأميركية العملاقة في 2008 والتي كانت بداية الأزمة المالية العالمية.

وكان مؤشر "ناسداك" لشركات التكنولوجيا في "بورصة وول ستريت" بنيويورك الأكثر تعرضاً للخسائر، بفقدانه 2.2 في المئة الإثنين ليشهد أسوأ هبوط في يوم واحد منذ 12 مايو (آيار) الماضي، وهكذا يكون مؤشر "ناسداك" متراجعاً بنسبة انخفاض هذا الشهر عند 3.6 في المئة، أما مؤشر "إس أند بي" للشركات الكبرى فهبط بنسبة 1.7 في المئة الإثنين ليصل معدل انخفاضه هذا الشهر حتى الآن إلى نسبة 1.8 في المئة.

وضمن المؤشر فقد مؤشر "دراغون" الذي يضم أكبر 50 شركة صينية مسجلة على "إس أند بي" بنسبة 5.4 في المئة في تعاملات أول أيام الأسبوع، وهبط مؤشر "داو جونز" للشركات الصناعية بنسبة 1.8 في المئة الإثنين ليصل ما فقده هذا الشهر حتى الآن إلى نسبة 3.9 في المئة.

وفي أوروبا فقد مؤشر "داكس" في البورصة الألمانية 2.3 في المئة في تعاملات الإثنين. أما مؤشر "فايننشال تايمز" في بورصة لندن ففقد أكثر من اثنين في المئة من قيمته، قبل أن يستعيد بعضاً من خسائره ويغلق على تراجع بنسبة 0.9 في المئة، ولك بعدما أعلن البيت الأبيض تخفيف قيود السفر على المقبلين من بريطانيا.

أسباب الهبوط

لم تكن أزمة مجموعة "إيفرغراند" العقارية الصينية السبب الوحيد في هذا الهبوط في مؤشرات الأسهم الرئيسة حول العالم، وإن كانت العامل الرئيس بالطبع، فقد توقعت مؤسسات مالية رئيسة عملية تصحيح في أسواق الأسهم مع بدء البنوك المركزية وقف برامجها لتحفيز الاقتصاد عبر ضخ النقد، وربما التسريع برفع أسعار الفائدة لمواجهة ارتفاع معدلات التضخم.

وتوقعت بنوك استثمارية كبرى مثل "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" أن تشهد الأسهم الأميركية هبوطاً مطرداً في ما تبقى من هذا العام ضمن عملية التصحيح بعد فترة ارتفاع مستمر لفترة طويلة. وقدر بنك "مورغان ستانلي" الاستثماري في مذكرة له، بحسب ما نشرت صحيفة "التايمز" أن يفقد مؤشر "إس أند بي" نسبة 20 في المئة من قيمته هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن انفجار أزمة المجموعة العقارية الصينية الضخمة كان الشرارة التي أطلقت موجة البيع الهائل للأسهم بداية هذا الأسبوع على الرغم من أن أزمة المجموعة تتفاعل منذ فنرة، لكن يبدو أن الأسواق كانت تنتظر تدخل حكومي صيني لإنقاذها، وهو ما لم يحدث على الأقل حتى الآن.

وهناك انكشاف هائل للمقرضين على ديون المجموعة التي تزيد على 305 مليار دولار، وتعد أكبر أزمة ديون شركات حتى الآن ويمكن أن تؤدي في حال انهيار الشركة إلى تردد تبعات في جنبات النظام المالي العالمي كله. وعلى الرغم من أن أغلب ديون الشركة من مقرضين صينيين، إلا أن تأثير انهيارها يمتد إلى خارج الصين.

على سبيل المثال، وصلت أسعار خام الحديد في بورصات المعادن حول العالم إلى أدنى مستوى لها هذا الشهر في تعاملات أول هذا الأسبوع الإثنين. كذلك هبطت أسعار معادن أخرى مثل النحاس الألومنيوم والزنك.

وتتردد المخاوف من أن أزمة المجموعة قد تؤدي إلى تباطؤ كبير في قطاع العقار والإنشاءات في الصين، مما يعني تراجع الطلب على كثير من المواد الخام في العالم.

ليمان أم أونرون؟

وينتظر المستثمرون في الأسواق بترقب ما سيحدث يوم الخميس المقبل، عندما يحين موعد قسطين من فوائد القروض على مجموعة "إيفرغراند" بقيمة 84 مليون دولار، وما إذا كانت المجموعة ستتمكن من تدبير قرض لسداد هذه المستحقات أم لا، وسيكون ذلك مؤشراً إلى موقف السلطات الصينية من مسألة ترك المجموعة للإفلاس والانهيار أو الحد من أخطار الأزمة.

وقد وصلت أزمة المجموعة إلى قمتها الأسبوع الماضي، إذ فقدت أسهمها ما يصل إلى 80 في المئة من قيمتها منذ بداية هذا العام، وأكثر من 93 من قيمتها السوقية منذ ذروة ارتفاع أسهمها عام 2017.

ولم تعد الشركة قادرة على الاقتراض لتمويل سداد ما عليها، ليس فقط من أقساط وفوائد القروض المتراكمة، وإنما حتى مستخلصات المقاولين ومستحقات الموردين لمشاريعها الإنشائية العقارية.

ويرى كثير من المحللين في السوق أن السلطات الصينية ربما لا تسمح بأن يكون مصير المجموعة مثل شركة "ليمان برازدرز" قبل 13 عاماً، لكنها أيضاً يمكن أن تترك الشركة تفلس كما حدث لشركة "إنرون" الأميركية للطاقة التي أفلست وانهارت قبل الأزمة المالية العالمية مباشرة، فالقطاع العقاري كان "دينامو" الاقتصادي الصيني خلال السنوات الأخيرة، كما أن هناك ملايين الصينيين الذين دفعوا بالكامل أو جزءاً من ثمن وحدات تبنيها المجموعة يصل عددها إلى 1.4 مليون وحدة توقف العمل فيها تقريباً، وبعضها متوقف على التشطيب وبعضها لم يبدأ إنشاؤه أصلاً، إضافة إلى خسائر المقاولين والموردين والعاملين في المجموعة البالغ عددهم 200 ألف.

لكن الأهم أـن البنوك الصينية منكشفة على نحو 40 في المئة من ديون مجموعة "إيفرغراند"، وعلى سبيل المثال فقد "مينشينغ بنك" و"بينغ آن بنك" أكثر من ثمانية في المئة من القيمة السوقية لكل منهما يوم الإثنين فقط في تعاملات بورصة "هونغ كونغ".

وتقول المحللة في بنك "سيتي" جودي تشانغ في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" إن السلطات الصينية يمكنها درء المخاطر. وتضيف، "قد لا تكون أزمة إيفرغراند وكأنها ليمان براذرز الصينية، آخذين في الاعتبار أن المسؤولين الصينيين يلتزمون بالحد الأدنى وهو منع أي أخطار بنيوية في الاقتصاد الصيني، ويسعون إلى توفير مزيد من الوقت لحل أزمة ديون المجموعة".

وأكثر ما يخشاه المستثمرون والمتعاملون في الأسواق حول العالم الآن هو أن تكون أزمة المجموعة العقارية الصينية شرارة انفجار فقاعة ديون الشركات في العالم، والتي أصبحت بالتريليونات، ويمكن أن يمحو انفجار تلك الفقاعة تريليونات الدولارات من قيمة الأسهم في الأسواق العالمية.

المزيد من أسهم وبورصة