Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الجامعات البريطانية: نفقات الأمن يجب ألا تلقى على كاهل مجتمعات الطلبة اليهود

وسط مخاوف من معاداة السامية...كريس سكيدمور يرفض أن تكون العقيدة الدينية سبباً في إجبار الطلبة على تحمل نفقات إضافية

ألقت مشاعر معاداة السامية ظلالاً قاتمة على أمن المؤسسات التعليمية (أ.ب)

أوضح وزير الجامعات البريطانية أنه "من غير المقبول" أن تفرض الجامعات على مجتمعات الطلبة اليهود دفع آلاف الجنيهات الاسترلينية لتأمين الحرم الجامعي عند انعقاد فعاليات فيه، وسط مخاوف من معاداة السامية.

اقترح كريس سكيدمور أن التقارير عن ممارسات غير عادلة كهذه، يمكن أن تصل إلى حد التمييز غير المباشر، وحثَّ الجامعات على بذل مزيد من الجهد للقضاء على معاداة السامية في الحرم الجامعي.

ودعا الوزيرُ الجامعاتِ إلى تبني تعريف معاداة السامية الذي حدّده "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية" كي تُظهر أنها "جادة" في معالجة هذه القضية.

تاتي تلك التصريحات بعد أن كشفت صحيفة "الاندبندنت" أن المجتمعات اليهودية قد أُجبرت على تنظيم الجانب الأمني عندما تُنظّم نشاطات في الجامعات، وسط مخاوف متزايدة من معاداة السامية وإنكار الهولوكوست في حرم الجامعات.

وطُلب من المجتمعات اليهودية دفع ما يصل إلى 2000 جنيه استرليني لتأمين الحماية خلال فعاليات خطابية في الحرم الجامعي، وفقاً لـ"مجلس القيادة اليهودية" و"اتحاد الطلبة اليهود" و"صندوق أمان المجتمع".

وأشار السيد سكيدمور إلى أنه "من غير المقبول إجبار مجموعات معينة من الطلاب على تحمل تكاليف إضافية بسبب عرقهم أو دينهم، لمجرد التصدي إلى تصرفات الآخرين".

أعقبت تعليقات الوزير اجتماعاً مع الطلاب يوم الخميس الماضي للاستماع إلى مخاوفهم وتجاربهم بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي.

ويوجّه السيد سكيدمور هذا الأسبوع خطاباً إلى جميع المؤسسات التعليمية يدعوها فيه إلى رفض الممارسات المتحيزة والوقوف في وجه معاداة السامية.

وأضاف أن "لا مكان للكراهية في مجتمعنا ولا لأي شكل من أشكال المضايقات، وبكل صدق، إن استمرار المعركة ضد معادة السامية أمر مروّع... حرية الرأي تعتر الشريان النابض للاستقلالية والابتكار، وهي الأمور التي تمثّل قطاع التعليم العالي ويتوجب حمايتها. إنها لا تغذي الفكر الأكاديمي فحسب، بل تسهم أيضاً في الحس الجمعي بالتسامح وتقبل الآخر في جامعاتنا التي تتحدّى الظلم".

تنص الإرشادات الحكومية بشأن حماية حرية التعبير القانونية ضمن الحرم الجامعي،  على أنه ينبغي على المؤسّسات إثبات أنها اتخذت خطوات "عملية" للتأكد من تعرض فعاليات فيها متصلة بتلك الحرية، إلى خطر الاحتجاجات العنيفة قبل اتّخاذ قرار بإلغائها.

وأوضح الرئيس التنفيذي في "مجلس القيادة اليهودية" سيمون جونسون، أنه يرحب بتصريحات الوزير الموجهة إلى الجامعات ومفادها "أن فرض نفقات غير مُنصفة على المجتمعات اليهودية لتأمين الحرم الجامعي، أمر غير مقبول... ستضمن هذه الإجراءات وجود بيئة آمنة ومرحّبة ومتسامحة في جامعات المملكة المتحدة".

ووفق كلمات مُنَظِّم الحملات في "اتحاد الطلبة اليهود" دانييل كوسكي، "نحن ممتنون لأن [الوزير] اتخذ إجراءات حيال عدد من توصياتنا، بما في ذلك دعم اسقاط التكاليف الباهظة للأمن التي تدفعها المجتمعات اليهودية، وتعزيز الإرشادات المتعلقة بحرية التعبير... لطالما طالب الطلبة اليهود المؤسّسات التعليمية بتبني تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية"، ونتوقع الآن من الجامعات أن تلبي دعوة الحكومة".

وكانت الحكومة رفضت يوم الخميس الماضي مقترحاً لتعريف "رُهاب الإسلام" (= "إسلاموفوبيا") الذي تقدمت به "المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب" بشأن المسلمين البريطانيين، ما أثار انتقادات النواب.

وفي وقت سابق، أشارت الحكومة إلى رفضها تبني التعريف الذي صاغته تلك المجموعة، مُعللة ذلك بأنه لم يحظ "على نطاق واسع بالقبول نفسه" الذي ناله تعريف معاداة السامية الذي حدّده "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية".

وأوضح متحدث باسم منظمة "جامعات المملكة المتحدة" الطلابية، أنها توصي "الجامعات ببذل قصارى جهدها لمعالجة معاداة السامية، بما في ذلك أخذ تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية" بعين الاعتبار، إلى جانب إدراك واجبها في تعزيز حرية التعبير ضمن حدود القانون".

وأضافت المنظمة أنها أنشأت فرقة عمل للبحث في ما يمكن فعله كي تُعالَجَ جميع أشكال المضايقة والعنف وجرائم الكراهية في الحرم الجامعي، بما فيها تلك التي تجري على أساس المُعتقد الديني.

 

 

 

© The Independent

المزيد من دوليات