Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتفليقة يغادر الحياة بهدوء

أمضى أيامه الأخيرة في مقر إقامته الطبي في زرالدة ولم يظهر في العلن ولم يُعرف شيء عنه

بعد أكثر من سنتين على تنحيه تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية والجيش، توفي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة عن 84 عاماً، وفق ما أعلنت الرئاسة الجزائرية، الجمعة 17 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وبقي بوتفليقة الذي أعلنت وفاته قبل منتصف ليل الجمعة - السبت بتوقيت الجزائر، في السلطة 20 عاماً، ولم يغادر منصبه على الرغم من مرضه، إلى أن أسقطته حركة شعبية غير مسبوقة عمت البلاد في 2019، رفضاً لترشحه لولاية رئاسية خامسة.
وتوفي بوتفليقة بينما كان يعيش منذ أكثر من سنتين في الظل، في مقر إقامته الطبي في زرالدة في غرب العاصمة الجزائرية. ولم يظهر في العلن، ولم يُعرف شيء عنه.

 



مسيرة حافلة

بدأ نشاطه السياسي بعد استقلال الجزائر في عام 1962، وتسلم مناصب وزارية عدة ومسؤوليات في حزب "جبهة التحرير الوطني".
أصبح رئيساً للجزائر بدعم من الجيش في عام 1999، بينما كانت البلاد تشهد حرباً دامية عُرفت باسم "العشرية السوداء".


ثم أُعيد انتحابه بأكثر من 80 في المئة من أصوات الناخبين في أعوام 2004 و2009 و2014، لذلك ظن نظامه أن الولاية الخامسة مضمونة. لكن الجيش، العمود الفقري للنظام، تخلى عنه تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة عمت البلاد ورفضت ترشحه لولاية خامسة بسبب مرضه الذي كان أقعده وأبعده عن الحياة العامة.
وكان أصيب قبل ست سنوات بجلطة دماغية أقعدته على كرسي متحرك، وبات شبه عاجز عن الكلام.
بعد ستة أسابيع من التظاهرات الحاشدة، طلب رئيس أركان الجيش الراحل، الفريق أحمد قايد صالح الذي كان يُعتبر من الأوفياء لبوتفليقة، منه الاستقالة.
وفي الثاني من أبريل (نيسان) 2019، أعلن بوتفليقة استقالته.

"أنا الجزائر بأكملها"

اشتهرت عبارة بوتفليقة "أنا الجزائر بأكملها"، وكانت تدل على تحكمه الكامل مع عائلته والمقربين منه بالبلاد.
كان في سن الـ26 أصغر وزير خارجية في العالم، ثم بات قيادياً كثير الحركة في بلاده والعالم، وخطيباً مؤثراً لا يظهر للعلن إلا ببزة أنيقة، وانتهى منعزلاً في قصره.
كانت الانتخابات الرئاسية مقررة في 18 أبريل 2019، وقرر بوتفليقة إرجاءها تحت ضغط الشارع، إلى أجل غير محدد، في انتظار تنفيذ إصلاحات، الأمر الذي اعتبره الجزائريون تمديداً لولايته الرابعة، فواصلوا التظاهر ضده.
واعتُبرت التظاهرات الحاشدة التي طالبت برحيله و"إسقاط النظام" غير مسبوقة من حيث حجمها وسقف مطالبها خلال تاريخ الجزائر الحديث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المراحل الأولى

ولِد بوتفليقة في الثاني من مارس (آذار) 1937 في وجدة في المغرب لأسرة تتحدر من تلمسان في شمال غربي الجزائر. وانضم حين كان عمره 19 سنة إلى "جيش التحرير الوطني" الذي كان يقاتل ضد الاستعمار الفرنسي.
لدى استقلال الجزائر عام 1962، كان عمره لا يتجاوز 25 عاماً. وتولى حينها منصب وزير الرياضة والسياحة قبل أن يتولى وزارة الخارجية حتى عام 1979.
في عام 1965، أيد انقلاب هواري بومدين الذي كان وزيراً للدفاع حين أطاح بالرئيس أحمد بن بلة.
وكرس بوتفليقة نفسه ساعداً يمنى لبومدين الذي توفي عام 1978، لكن الجيش أبعده من سباق الرئاسة، ثم أبعده تدريجاً من الساحة السياسية بعد اتهامه بالفساد.

الرئاسة

وبعد فترة من المنفى في دبي وجنيف، عاد الجيش وفرضه رئيساً في عام 1999 بعد انسحاب ستة منافسين نددوا بتزوير الانتخابات.
وكانت الجزائر حينها في أوجّ الحرب التي اندلعت في عام 1992 بين قوات الأمن والمجموعات الإسلامية المسلحة. وخلفت تلك الحرب، بحسب حصيلة رسمية، نحو 200 ألف قتيل.
وعمل الرئيس الجديد حينها على إعادة السلم إلى بلاده، فأصدر في سبتمبر 1999، أول قانون عفو عن المسلحين الإسلاميين مقابل تسليم أسلحتهم. وأعقب ذلك استسلام الآلاف من هؤلاء.
في عام 2005، أُجري استفتاء جديد يعفو عن ممارسات قوات الأمن أثناء الحرب.
عمل بوتفليقة الذي اتهمه خصومه بالخضوع للجيش، على تفكيك نفوذ هذه المؤسسة القوية في الحكم، ووعد بأنه لن يكون "ثلاثة أرباع رئيس".
وحل في بداية عام 2016 دائرة الاستعلام والأمن (الاستخبارات) الواسعة النفوذ بعد أن أقال رئيسها الفريق محمد مدين (الملقب بتوفيق).
وفرض على البرلمان تعديل الدستور الذي كان يحد الولايات الرئاسية باثنتين، ليظفر بولاية ثالثة ثم رابعة، وهو مريض غير قادر على الحركة والكلام.
لكن الولاية الرابعة تزامنت مع ظروف اقتصادية صعبة بسبب بداية انهيار أسعار النفط في بلد يعتمد اقتصاده بشكل شبه كامل على المحروقات. وأسهم ذلك في توسع دائرة الاحتجاج الشعبي.

المزيد من العالم العربي