عندما جلس نونو إسبيريتو سانتو، المدير الفني لتوتنهام، كي يضع خطته لمواجهة مانشستر سيتي، كان يعرف بالضبط ما يريد، وكان المخطط واضحاً، وهذا لا يعني أن الأمر كان سهلاً، ولكن كانت هناك في الأقل فكرة يجب اتباعها.
هذا ليس هو الحال مع تشيلسي، فلا يزال مدرب توتنهام هوتسبير يُفكر بالضبط في كيفية التعامل مع مباراة الأحد، ويشير إلى أحد الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام حول موسم أبطال أوروبا، وهو أن أحداً لم يكتشف حتى الآن طريقة للتغلب عليه.
هذا لا يعني أن تشيلسي لا يُهزم، أو أنه أفضل من السيتي أو أي شيء من هذا القبيل، لكن لا يوجد نمط يمكن تمييزه.
فجميع فرق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، على سبيل المثال، لديها ثغرة واضحة للغاية، ولأكثر من 13 عاماً أثبتت الأدلة ذلك، وقد أوضح جوزيه مورينيو ذلك مراراً وتكراراً.
وأفضل طريقة للاقتراب من فريق مثل سيتي هي اللجوء إلى الدفاع بعمق وانتظار اللحظة المناسبة للارتداد الهجومي المضاد عبر الثغرات التي تتركها الخطوط الهجومية العالية للفريق السماوي، ولذلك تكون مباريات نسبة مئوية بسبب مدى الإثارة التي يمكن أن تكون عليها، وقد تكون مضرة لفريقك إن فتحت أي ثغرة في صفوفك، لكنها تبقى الخطة الأفضل وقد حققت معدل نجاح أعلى من أي نهج آخر.
لكن مع تشيلسي لا يوجد شيء من هذا، وعلى الرغم من أن توماس توخيل هو تلميذ غوارديولا، فإنه لا يتبعه بخشوع، وقد وضع نظرياته وأفكاره الخاصة حول مفهوم اللعب الموضعي، وإحدى تلك النظريات تتعلق بهيكل الفريق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تشيلسي يتراجع قليلاً خلف خط الوسط مع إبقاء لاعب واحد قريب دائماً، وبذلك يغطون تلك المساحة بشكل جيد.
باختصار، لا يوجد شعور بالمخاطرة أبداً، حتى فرصة أرتيم دزيوبا الكبيرة لزينيت سان بطرسبرغ برزت أكثر لأنها نادرة للغاية، حين تغلب تشيلسي على زينيت بنتيجة 1-0 في مستهل مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، مساء الثلاثاء، 14 سبتمبر (أيلول).
وسيكون من الخطأ وصف ذلك بأنه دفاعي فقط. كان لويس فان خال مُحقاً تماماً في تلك النظرة الفنية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة الأسبوع الماضي عندما أشاد بتكتيكات توخيل، وفي الأقل في ما يتعلق بتشيلسي، هناك فرق كبير بين الدفاع والهيكل، بين المحافظة والسيطرة.
هذا ما يظهره تشيلسي بشكل أفضل من أي فريق آخر الآن: التحكم.
يمكن رؤيته في التعادل 1-1 مع ليفربول، ومع فقدان لاعب ببطاقة حمراء ظل أكثر أماناً، لتأكيد المزيد من السيطرة.
لقد كان تناقضاً كبيراً مع مانشستر يونايتد ضد يونغ بويز، حين لم يبد فريق أولي غونار سولسكاير كأنه يتحكم على الإطلاق.
وقد ينتهي الأمر بالنرويجي بتحقيق النجاح في "أولد ترافورد"، وهو مدرب أكثر نجاحاً من فرانك لامبارد الآن، لكن من المستحيل عدم التساؤل عما إذا كان هؤلاء في يونايتد يرون بعض أوجه التشابه، فقد كان لامبارد في حالة جيدة حتى آخر مباراة له، وقد طرده تشيلسي من أجل تعيين مدرب من النخبة حقاً، وقد ظهرت الإمكانات الحقيقية للفريق، حتى إن هناك احتمالاً أن يثبت التعاقد مع رونالدو بالنسبة إلى سولسكاير ما كان عليه إنفاق عام 2020 للامبارد، من حيث إنه يرفع التوقعات.
هذا مجرد افتراض، لكنه يمكن أن يجعل سولسكاير في موضع حرج بنهاية الموسم، والفرق هو أن توخيل أثبت نفسه أيضاً. الطريقة التي فاز بها بدوري أبطال أوروبا من خلال هذه الحسابات التكتيكية كانت رائعة للغاية -حتى إنها أظهرت قوة فريق تشيلسي، ويبدو الأمر كأنهم انتقلوا إلى مستوى آخر منذ ذلك الحين، والآن لديهم الفريق نفسه وأهداف روميلو لوكاكو، وهما مزيج لا بأس به.
إنه تحدٍّ كبير لنونو، والأمر أكثر صعوبة بالنظر إلى مدى عدم إقناع توتنهام في مبارياته الافتتاحية، والفوضى التي تعرض لها أمام كريستال بالاس.
وقد يضطر نونو إلى ابتكار شيء أكثر إبداعاً، لكن هذا لا يبدو حقاً ضمن منهجه، فقد يعتمد على لحظات تألق فردية، أو على هاري كين بشكل خاص، ومع ذلك، يمكن لتشيلسي دائماً الاعتماد على التحكم الذي يسمح به هيكل توخيل.
© The Independent