Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاز بجائزة "آ.ج نوبل": الفئران بسراويل من القطن أنشط جنسيا

يحصل جميع الفائزين على 10 تريليونات دولار من زيمبابوي ومجسم من الكرتون لكوب من القهوة

من حفلة لتوزيع جوائز آ.ج نوبل في جامعة هارفرد (أ ب)

يعرف غالبية الناس عن جوائز نوبل التي تُمنح سنوياً في حقول الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام، وتقدم هذه الجوائز للذين أسهموا في تقديم "أكبر فائدة للبشرية".

ولكن ليس الجميع يعرفون جائزة "آ.ج نوبل"  Ig Nobel التي تُمنح "لتكريم الإنجازات التي تجعل الناس يضحكون أولاً، ثم تجعلهم يفكرون"، بحسب ما جاء في تعريف الجائزة. وهذا يدل على أنها ليست ساخرة بالمطلق، بل تبدو المشاريع أو الأفكار الفائزة ساخرة، ولكنها في الحقيقة تستدعي التفكير مع الضحك. ومن المعلوم أن عدداً كبيراً من الاكتشافات العالمية تمت بالصدفة أو جرى اكتشافها بينما كان الباحث أو العالم يقوم ببحث ما، فوصل إلى نتيجة مختلفة، كما هو حال اكتشاف شراب "الكولا" الغازي الناتج عن بحث لاكتشاف أنواع من المواد المنظفة للبيوت.

وغيرها كثير من الاكتشافات التي بدأت جدية فانتهت إلى اكتشافات عجيبة، أو بدأت ساخرة وتوصلت إلى نتائج مبهرة وغير متوقعة.

ما هي "إج نوبل"؟

يتم تنظيم جوائز "آ.ج نوبل" من قبل مجلة الفكاهة العلمية "حوليات الأبحاث المستبعدة" (غير المحتملة) Annals of improbable research AIR. وهي جائزة ساخرة تمنح سنوياً منذ عام 1991 للاحتفال بـ 10 إنجازات غير عادية أو تافهة في البحث العلمي، ومن الواضح أن اسم الجائزة هو تورية على جائزة نوبل، ومحاكاة ساخرة لها.

ويحصل جميع الفائزين بالجوائز على 10 تريليونات دولار من زيمبابوي، ومجسم من الكرتون لكوب من القهوة. وفي العادة يتم تصنيف الأبحاث الفائزة بأنها عديمة الجدوى وسخيفة وغير محتملة التحقيق، ولكن في بعض الأحيان تقدم الأبحاث الفائزة أفكاراً ونتائج نافعة علمياً أو تؤدي إلى مسار بحث علمي جدي.

تغطي الجوائز 10 مجالات مختلفة، ويتم منحها للفائزين في مراسم احتفالية شبيهة بجائزة نوبل الأصلية، في قاعة احتفال مهيبة في مسرح "هارفرد ساندرس" في جامعة هارفرد، ويحضر هذا الاحتفال حوالى 1200 مدعو، ويتم نقل الاحتفال على الهواء مباشرة عبر مواقع كثيرة على الإنترنت، إضافة لوسائل البث الاعتيادية كالإذاعة والتلفزيون.

ويترأس لجنة الجوائز الدولية البروفسور أبراهامز عالم الرياضيات السابق وعالم الكمبيوتر، ورئيس تحرير مجلة "حوليات الأبحاث المستبعدة"، وتصدر عن جامعة كامبردج البريطانية.

يتراوح ترتيب البحوث الفائزة بالجوائز من الأسوأ إلى الأكثر سوءاً، وتقدم الجوائز للأبحاث الفاشلة الخالية من الهدف الواضح وعديمة المعنى والمفهوم في معظم المجالات التي تغطيها جوائز نوبل الأصلية كالجوائز العلمية التي تشمل علم الأحياء والاتصالات والطب، كما تقدم جوائز في الأدب والاقتصاد والسلام. ويقوم المرشح للجائزة بتقديم فكرته وشرحها خلال دقيقة واحدة في حفل توزيع الجوائز السنوي.

تم الاحتفال بالجائزة للمرة الأولى عام 1991، واستمر الاحتفال بها في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام في جامعة هارفرد. كما بات من المعتاد أن يقدم جوائز إج نوبل فائزون بجوائز نوبل الحقيقية، ومنهم فرانسيس أرنولد (الكيمياء2018)، كارل وايمان (الفيزياء2001)، وإريك ماسكين (الاقتصاد 2007).

أنواع الجوائز المضحكة

على سبيل المثال منحت إحدى الجوائز لهذا العام للعلماء الذين أجروا تجارب على حيوان وحيد القرن المقبل على الانقراض في حالات نقله من مكان إلى آخر وتعليقه رأسا على عقب، وكان باحثون من جامعة كورنيل يحاولون التأكد من الطريقة الأكثر صحة لنقل هذه الحيوانات بطائرة هليكوبتر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال روبن رادكليف، أحد معدي الدراسة الأفريقية التي خلصت إلى أن نقل وحيد القرن مقلوباً على ظهره أكثر أماناً، إن "الشيء الذي أحبه في أطباء الحياة البرية البيطريين هو أن عليهم التفكير سريعاً وخارج الصندوق. عليك أن تكون عبقرياً ومبدعاً وأحياناً مجنوناً بعض الشيء لتحريك وحيد القرن بهذه الطريقة".

وكان من بين الفائزين بجوائز عام 2020 دراسة أجراها علماء من النمسا والسويد واليابان والولايات المتحدة وسويسرا حول تمساح صيني أدخلوه غرفة محكمة الإغلاق مليئة بالهواء المخصب بالهيليوم، وتم حثه على إصدار صوت، ليحددوا الاختلاف عن صوته الأصلي بسبب الهيليوم.

ومن بين الأبحاث الغربية التي فازت بهذه الجائزة، فريق حاول قياس السعادة بسبب الحكة، ليصلوا إلى نتيجة أن حك الكاحل والظهر أكثر متعة عند البشر.

كما سبق أن فاز بها العالم أندري غين عام 2000 لأنه استخدم مغناطيس لرفع ضفدع. وهذه ليست السخرية كاملة، فقد حصل على جائزة عام 2011 في مجال العلوم فريق من علماء الأحياء في جامعة فيينا عن بحثهم وإجابتهم على سؤال حول ما إذا كانت السلحفاة حمراء القدم، التي تعيش في جنوب الولايات المتحدة، تصاب بعدوى التثاؤب حين تتثاءب سلحفاة أخرى من الفصيلة نفسها، والإجابة كانت أن عدوى التثاؤب لا تنتشر بين هذه الفصيلة من السلاحف.

وفي هذا العام مثلاً، حصل على الجائزة دارسون للبكتيريا الموجودة في العلكة العالقة على الأرصفة، وآخرون أجروا اختبارات على أشكال التواصل مع القطط، وفائزون أجروا بحثاً حول ما إذا كان البشر قد طوروا إطلاق اللحى لحماية أنفسهم من اللكمات على الوجه.

وقد سبق أن حصل عالم عربي بالجائزة وهو الدكتور المصري أحمد شفيق، الذي توفي عام 2007. حاز على الجائزة في مجال التكاثر عبر ورقة بحثية أصدرها عام 1993، توضح أن الفئران التي ترتدي سراويل مصنوعة من البوليستر أو البوليستر المخلوط بالقطن تكون أقل نشاطاً من الناحية الجنسية من تلك التي ترتدي سراويل من القطن أو الصوف، أو التي لا ترتدي سراويل من أي نوع كما هو الحال عادة بالنسبة إلى الفئران، كما يؤكد الموقع الرسمي للجائزة.

ومنحت جائزة الطب للأبحاث التي أثبتت أن قمة النشوة التي يصل إليها الإنسان عند الجماع يمكن أن تكون فعالة تماماً مثل تناول الأدوية لإزالة احتقان الأنف.

جائزة هذا العام منحت لبحث يجيب على السؤال التالي، في أي جزء من الجسم يمكن أن تكون لسعة الحشرة أكثر ألماً؟ وهل فعلاً استطاع السلطان المغربي مولاي إسماعيل إنجاب 888 طفلاً بين عامي 1697 و1727؟.

أما جائزة الفيزياء عام 2014 ففاز بها باحثون من جامعة كيتاساتو اليابانية أجروا أبحاثاً حول درجة احتكاك قشرة الموز مع الأرضيات البلاستكية، وقد توصل هؤلاء الباحثون إلى وجود مادة في قشرة الموز تصدر صوتاً وتؤثر في درجة الاحتكاك.

جائزة عام 2013 لهندسة الأمان منحت لمخترع جهاز خاص يتعامل بشكل آلي مع خاطفي الطائرات ويتخلص منهم، إذ يتم تغليفهم بواسطة جهاز تغليف خاص ووضعهم في مظلة ثم رميهم من الطائرة عبر فتحة خاصة إلى الأرض، وبالتالي الاستغناء عن القوات الخاصة واقتحامها الطائرة المخطوفة.

وتوصل فريق دولي من الباحثين إلى أن خنفساء الروث تتعرف على طريقها وتسير في خط مستقيم من طريق مراقبة النجوم والضوء المنبعث من نجوم مجموعة درب التبانة، وحين تكون السماء ملبدة بالغيوم ومعتمة فإن تلك الحيوانات تضل طريقها. وتقديراً لهذا الاكتشاف حصل الباحثون على جائزة "إيغ نوبل" لعلوم الفضاء والبيولوجيا عام 2013.

جوائز 2021

في جوائز هذه السنة فازت عن علم الأحياء سوزان شوتز لتحليلها الاختلافات في الخرخرة والنقيق والثرثرة والغمغمة والمواء والأنين والصرير والهسهسة والهدير، وأنماط أخرى من التواصل بين الإنسان والقط.

وذهبت جائزة علم البيئة إلى ليلى ساتري وزملائها لاستخدامهم التحليل الجيني لتحديد الأنواع المختلفة من البكتيريا الموجودة في العلكة العالقة على الأرصفة في بلدان مختلفة.

أما جائزة الكيمياء فمنحت ليورغ ويكر وزملائه لتحليل الهواء داخل دور السينما كيميائياً لاختبار ما إذا كانت الروائح الصادرة عن الجمهور تشير بشكل موثوق إلى مستويات العنف والجنس والسلوك المعادي للمجتمع وتعاطي المخدرات واللغة السيئة في الفيلم.

أما جائزة الاقتصاد فكانت من نصيب بافلو بلافاتسكي لاكتشافه أن بدانة السياسيين في بلد ما قد تكون مؤشراً جيداً إلى فساد ذلك البلد.

أما جائزة السلام فمنحت لإيثان بيسريس وزملائه لاختبار الفرضية القائلة بأن البشر طوروا اللحى لحماية أنفسهم من اللكمات على الوجه.

وذهبت جائزة الفيزياء لأليساندرو كوربيتا وزملائه، لإجراء تجارب لمعرفة سبب عدم اصطدام المشاة باستمرار بالمشاة الآخرين. أما جائزة الحركية فمنحت إلى هيساشي موراكامي وزملائه، لإجراء تجارب لمعرفة سبب اصطدام المشاة أحياناً بمشاة آخرين، وهي بعكس جائزة الفيزياء.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات