Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وحدة المصير" في لقاء بين سعيد والدبيبة

الاتفاق على عودة الحركة البرية والجوية بين تونس وليبيا

بعد أزمة، سببها إغلاق الحدود البرية، فرضتها تونس، يبدو أن لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد برئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أذاب الجليد وأعاد العلاقات الثنائية إلى نصابها. فقد استقبل سعيد، الخميس التاسع من سبتمبر (أيلول)، في قصر قرطاج، الدبيبة، وفي بيان لرئاسة الجمهورية التونسية، فإن اللقاء شكل فرصة "للتأكيد على وحدة المصير وتلازم التنمية والاستقرار والأمن في البلدين، وضرورة النأي بالعلاقات الثنائية عن كل محاولات التشويش من أجل مستقبل أفضل للشعبين الشقيقين وفق تصور جديد".

خطأ فادح

كما تم الاتفاق في هذا اللقاء، على "تسريع الهياكل المعنية في البلدين خطاها من أجل بلوغ حلول مشتركة لبعض المسائل والصعوبات المتعلقة بالصحة وحركة تنقل الأشخاص والبضائع في المعابر، والديون المتخلدة، ومساهمة المؤسسات التونسية في جهود إعادة الإعمار في ليبيا"، فضلاً عن تكثيف التنسيق وتبادل المعلومات لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتصدي لكل محاولات استهداف وحدة واستقرار البلدين والمنطقة.

وتابع المراقبون في تونس باهتمام هذا اللقاء الذي جاء بعد أزمة غلق الحدود، وما خلفه ذلك من خسائر مادية لبعض المؤسسات التونسية المصدرة إلى ليبيا عبر البر، وأيضاً من حصار على الليبيين باعتبار أن تونس تعتبر المتنفس الأقرب من أجل تأمين خدماتهم الصحية، وكذلك توفير أهم المواد الغذائية إضافة إلى العلاقات الاجتماعية المتجذرة بين الشعبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، قال الباحث في الشأن الليبي غازي معلى، إن أزمة غلق الحدود خطأ فادح وقرار غير مدروس يجب تجاوزه، مضيفاً، "تسبب هذا الخطأ في خسارة بعض المؤسسات التونسية، وأيضاً ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية الغذائية التي يحبذ الليبيون استيرادها من تونس على غرار علب الطماطم المركزة التي تضاعف ثمنها ثلاث مرات"، ورأى معلى أن "خطوة تونس في غلق الحدود، وإن بدت ظاهرياً لدواع صحية، إلا أنها لم تكن واضحة"، مشدداً على أن "الأمر لم يتضح بعد وننتظر الأيام المقبلة لمعرفة مسار التنسيق بين البلدين بهدف فتح الحدود".

يذكر أن غرفة المصحات الخاصة في تونس تذمرت من مواصلة غلق الحدود، لما له من أثر سلبي على سير العمل داخل المصحات التونسية التي تستقبل يومياً مئات المواطنين الليبيين.

شريان أهالي الجنوب

بعد نشر تقارير صحافية تتحدث عن الخطر الأمني الذي يهدد تونس من الجارة ليبيا، سارع المستشار لدى رئيس الجمهورية وليد الحجّام في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، إلى دعوة البعض "للكف من التشويش وخلق الإثارة وبث البلبلة بين تونس وليبيا"، وقال إن "كل الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى المعابر الحدودية لها دوافع صحية بحتة والهدف منها التحكم في تطور الوضع الوبائي في تونس وتجنب السيناريوهات التي شهدتها تونس نتيجة الانتشار السريع والكبير لفيروس كورونا".

من جهته، رأى الصحافي سعيد الزواري أن "اللقاء بين سعيد والدبيبة كان إيجابياً، وتم الاتفاق خصوصاً على إعادة فتح الحدود، واستمرار الرحلات في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً، "ترك الأمر للتنسيق والتشاور بين وزارتي الصحة والداخلية للبلدين، واعتبار ما حدث، أخيراً، أزمة عابرة"، وتابع الزواري أن "إعادة فتح معبر رأس الجدير الذي شريان أهالي بنقردان والجنوب التونسي، بما يرافقه من بروتوكولات صحية وأمنية متفق عليها"، وأيضاً "النظر في ملف غزو المنتوجات التركية المقلدة في ليبيا التي لا تنافسنا هناك فقط، بل أيضاً قد نجدها قريباً في أسواقنا"، وثالثاً، "تحسين وضع الليبيين في تونس المقيمين والمرضى والمقيمين في المستشفيات"، أما ملفا الأمن والإرهاب، فلا يعتقد الزواري أن قيس سعيد وعبد الحميد الدبيبة  لا يفقهان فيها شيئاً، داعياً إلى "معالجة هذا الملف المهم عن طريق  مختصين وقيادات عليا بين البلدين  كانت، وما زالت، وستظل في تنسيق، قبل الدبيبة وسعيد وبعدهما".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي