Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا وصراعات و"طالبان" في عام دراسي عجيب بلا دهشة

جميع تفاصيله إما معروفة مسبقاً أو جرى التدريب على التعايش معها

التضارب يسود في الولايات المتحدة بين عودة المدارس أو تأجيل الدراسة  (أ ف ب)

الجانب الأكبر من تاريخ الألفية الثالثة سيؤرخ "ق. ك" و "ب. ك" قبل "كوفيد-19" في مجال المدارس والتعليم والمعرفة، وبعد "كوفيد-19" عقب انتقال منظومة التعليم إلى آفاق مختلفة من ألفها إلى يائها.

ألف العودة إلى المدارس في العام الدراسي (2021-2022) مختلفة أيضاً حتى يائها مقارنة بكل ما سبقها من أعوام، بما في ذلك مدة العام ونصف العام من عمر الوباء التي ضربت ضربتها في صميم العملية التعليمية حول الكوكب، وتسببت في إغلاقات كلية فجائية، وتحولات مهتزة جزئياً إلى التعليم أون لاين أو عبر منصات تواصل اجتماعي مختلفة، وتراوحات في مقدار إيمان الأهل من عدمه بأن كورونا مؤامرة كونية أو "دور برد عادي" أو "وباء قاتل"، فإن العام الدراسي الذي استهل أول أيامه في دول عدة حول العالم ويوشك أن يفعل ذلك في البقية هو عام اليقين الممزوج بالشك.

ثلاث قواعد

يقيناً العام الدراسي الجديد يتبع ثلاث قواعد رئيسة في الغالبية المطلقة من دول العالم، تتمثل في اتباع إجراءات احترازية لتقليل احتمالات الإصابة بكورونا، والعمل على تنمية الجانب الرقمي في العملية التعليمية بحسب الإمكانات، والحفاظ على القدر الأكبر من الليونة في اتخاذ القرارات، حيث قرار الإغلاق غداً لن يتسبب في صدمة وقرار التحول إلى الهجين بعد غد لن يؤدي إلى دهشة.

الدهشة الحقيقية تكمن هذا العام في غياب شبه كلي للعجب مع هيمنة الاستعداد النفسي والذهني، وإن كان بدرجات متفاوتة لسرعة التأقلم والتعايش مع ما يطرأ من تغيرات في وضع الوباء.

وضع الوباء أصبح الحياة العادية الجديدة لحين إشعار آخر، والمدارس والعودة لها في عام جديد في القلب منها. العنوان العريض للعام الدراسي الجديد هو "التعليم من الاضطراب إلى التعافي"، وما لا يذكره العنوان العريض أن التعافي لا يعني أبداً حتى اللحظة التعافي من وباء كورونا وأمراضه وخطورته، لكن التعافي المقصود هو العودة إلى ممارسة أغلب مظاهر الحياة في ضوء واقع جديد في كنف الفيروس وتحوراته.

تشير "يونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إلا أن معظم حكومات العالم أغلقت المؤسسات التعليمية مؤقتاً خلال العام والنصف الماضيين، سعياً منها إلى الحدّ من تفشي "كوفيد-19". هذا الإغلاق أثر في نحو 60 في المئة من طلاب العالم. دول أخرى أغلقت المدارس الواقعة في مناطق بعينها بسبب تفشي الفيروس، وهو ما يرفع نسبة الـ 60 في المئة لمن تأثرت مسيرتهم التعليمية.

ملايين المتأثرين

وحتى يوم 7 سبتمبر (أيلول) الحالي، بلغ عدد الطلاب المتأثرين بالاضطرابات الشديدة التي طرأت على مؤسسات التعليم في العالم نحو 114 مليوناً و478 ألف طالب وطالبة.

التعافي "المقرر" على مدارس العالم في العام الدراسي الجديد تختلف ملامحه وتتراوح معالمه من مكان لآخر بحسب الفيروس وتحوراته، واللقاح ومدى توافره، والسياسات المتبعة في شأن اللقاحات، وكذلك بحسب القدرات والإمكانات وحنكة التخطيط للعام الجديد في ضوء المتغيرات الجديدة، التي تسبب فيها وباء كورونا، وقراره البقاء مع البشرية مع استدعاء تحوراته الآخذة في الزيادة وآثاره وتطوراته المستمرة في تجديد نفسها وتحديث مكوناتها لضمان لهاث البشرية وراءها، أدت إلى قرار أممي غير معلن بعودة الدراسة مع إبقاء قوس التوقف أو التخفيف أو إدماج الـ "أون لاين" أو حتى الإغلاق مفتوحاً.

دراسة من دون انقطاع

منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" أشارتا في بيان مشترك قبل أيام إلى ضرورة منح الأولوية في عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا في أوروبا وآسيا الوسطى إلى المدرسين وموظفي المدارس، "لا سيما أنه من الضروري مواصلة التدريس من دون انقطاع".

حتمية مواصلة التدريس من دون انقطاع أدت إلى فتح المدارس على مصاريعها في الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام، وهو الفتح الذي سبقته سجالات عنيفة عكست اختلافات كبيرة في وجهات النظر حول تلقي اللقاحات وموقف الأطفال في سن المدرسة منها.  

مقاومة تلقي اللقاح تقل، ولكن الجدل ما زال دائراً حول تلقي الصغار له، ويبدو أن حائط مقاومة تلقي اللقاح المضاد لـ "كوفيد-19"بدأ يتهاوى، على حسب نتائج قياس الرأي الأحدث الذي أجرته شركة "إيبسوس" المتخصصة في بحوث السوق، فقد وجدت أن أعداد الأميركيين الرافضين لتلقي اللقاح بدأت تقل ووصلت أدنى حد لها منذ طرح اللقاح، ويأتي هذا التحول المثير في خضم هيمنة متحور "دلتا" وبزوغ متحور (مو) في الأفق".

ويشير قياس الرأي أن التغير في الموقف من اللقاح حدث بشكل أكبر بين الأهل الذين كانوا مترددين جداً في إخضاع أبنائهم للقاح، وجدير بالذكر أن تعداد الأطفال دون سن 12 عاماً في أميركا، وهي الفئة العمرية التي لم يصدر بعد قرار بالسماح بتلقيحها، 45 مليون طفل وطفلة.  

تضارب أميركي

الجدل الساخن في أميركا الذي تفجر قبل بدء العام الدراسي اشتمل على تضارب في وجهتي نظر، الأولى تطالب بتأجيل العودة إلى الدراسة الفعلية لحين الوصول للقاح مناهض للفيروس مناسب للأطفال، والأخيرة معارضة للانتظار ومطالب بسرعة العودة بغض النظر عن الظروف والأوضاع.

ويبدو أن الوصول للقاح مخصص للصغار استغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً. كبيرة المسؤولين الطبيين في مستشفى مينيسوتا للأطفال إميلي تشابمان قالت لوسائل إعلام أميركية عدة قبل أيام عن اللقاحات المضادة لكورونا الخاصة بالأطفال، "كنا نأمل بأنه ربما يكون لدينا شيء ما قبل أن نعيد الأطفال إلى الفصول الدراسية، ولكن للأسف لم نتمكن من القيام بذلك".

عدم التمكن من القيام بذلك يثير كثيراً من المخاوف لدى الأهل من غير المعارضين للقاح، الذين لديهم أبناء أقل من 12 عاماً. يشار إلى أنه يمكن تطعيم المراهقين ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً في أميركا. لكن الولايات المتحدة ليست العالم، واللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19"ليست فقط غير متاحة للأطفال، بل هي غير متاحة للكبار الأكثر عرضة للإصابات المميتة.

انعدام الإنصاف في توزيع اللقاحات لخصه بيان صادر عن "فرقة عمل القادة المتعددة الأطراف المعنية بكوفيد-19"، التي تضم رؤساء كيانات مثل صندوق النقد الدولي ومنظمتي الصحة العالمية والتجارة العالمية وغيرهم، أشار إلى أن نشر لقاحات "كوفيد-19"يجري بوتيرتين تختلفان على نحو مفزع، فنسبة البالغين الحاصلين على تطعيم كامل في البلدان مرتفعة الدخل تبلغ نحو 50 في المئة، مقارنة باثنين في المئة بالدول منخفضة الدخل.

كوبا و"عبد الله"

دولة وحيدة في العالم مصنفة من قبل البنك الدولي كـ "متوسطة مرتفعة الدخل" هي كوبا، بدأت أمس الإثنين حملة تلقيح الأطفال في الفئة العمرية من سن سنتين إلى 12 عاماً باستخدام لقاحين غير معترف بهما من منظمة الصحة العالمية. وتود كوبا العودة إلى فتح المدارس التي تظل مغلقة منذ مارس (آذار) 2020. وقد بدأ العام الدراسي أمس، ولكن من المنازل عبر البرامج التلفزيونية التعليمية نظراً لعدم توافر خدمة الإنترنت في أغلب البيوت. وتأمل كوبا بأن يتيح تطعيم كل الصغار من سن سنتين فتح المدارس فعلياً قريباً، واللقاحان الكوبيان هما "سوبيرانا" و"عبدالله"، واسم "عبدالله" مشتق من "مسرحية عبدالله" التي ألفها الشاعر الكوبي خوسيه مارتي الراحل المتوفى عام 1895، الذي عرف بحبه الشديد للعرب حتى أنه جعلهم أبطالاً في العديد من قصائده، ومنها مسرحيته الشعرية التي كان بطلها شاباً مصرياً نوبياً اسمه عبدالله. ويتوقع أن تحذو تشيلي حذواً مشابهاً لتطعيم الأطفال من أجل العودة لعام دراسي آمن قدر الإمكان، إذ تخضع أطفالها بين سن ست و12 عاماً للقاح الصيني.

دخل منخفض من دون صداع

الدول منخفضة الدخل فتحت أو بصدد فتح أبواب مدارسها كذلك أمام طلابها، وهو فتح لا يشوبه الكثير من "صداع" تلقيح الصغار من عدمه لأن اللقاح غير متوافر أصلاً للكبار حتى يثير جدل توافره للصغار ومأمونيته.

صداع آخر لم يصب القاعدة العريضة من الأهل والقائمين على العملية التعليمية في العديد من تلك الدول وهو صداع العمل على تقليل معدلات التوتر والقلق لدى الصغار المتوجهين إلى المدرسة بسبب الخوف من الإصابة بـ "كوفيد-19"وأجواء التوتر التي قد تكون بادية على المعلمين.

"الأمور أبسط بكثير مما يتخيل البعض. الفيروس أصبح أمراً واقعاً، واللقاح غير متوافر للجميع، لذلك علينا أن نمضي قدماً في ممارسة حياتنا الطبعيية قدر الإمكان، وإلا فسنموت اكتئاباً وإحباطاً ونحن مختبئون في بيوتنا بدلاً من أن نموت نشاطاً ورغبة في ممارسة الحياة ونحن في مدارسنا".

كلمات معلم الدراسات الاجتماعية للمرحة الإعدادية في القاهرة جمال حداد (42 عاماً) تلخص الواقع من دون تجميل أو تخفيف. دول كثيرة من دول الدخل المنخفض تعاني نقصاً في كميات اللقاح أو تأخراً في وصوله، إضافة إلى عدم رغبة أو عدم إلمام بأهمية التلقيح. هذه الدول فتحت أو بصدد فتح مدارسها أمام عام دراسي جديد في كنف كورونا على الرغم من موجات اعتراض صارت معتادة من قبل قطاعات من الأهل تطالب بتأجيل الدراسة، بل وربما إلغائها خوفاً على الأبناء.

لو جد جديد

لكن على ما يبدو أن الإلغاء والتأجيل غير واردين إلا لو جد جديد مريع على الساحة الوبائية. وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي يؤكد أن الموجة الرابعة من الفيروس لن تؤجل العام الدراسي الجديد (2021-2022)، وأن مديريات التعليم في شتى أنحاء الجمهورية ستستقبل الـ 19 مليون طالب وطالبة في الموعد المقرر. وأضاف أن الوزارة ستستمر في بذل كل ما في وسعها لتسيير العملية التعليمية وسط تحديات كورونا التي أصبحت أمراً واقعاً.

الدراسة في ظل الأمر الواقع هي سمة العام الدراسي الجديد. الأمر الواقع يفرض نفسه بطرق شتى ومعه مؤشر الاعتياد الآخذ في الارتفاع. قوائم مشتروات المدارس أسست بالفعل لمكون ظن العالم أنه طارئ، لكنه قرر أن يكون قائماً باسطاً سطوته. طلبات المدارس الخاصة تمددت لتشمل 14 علبة مطهرات، و15 عبوة كمامات، و25 لفة محارم ورقية، و10 عشرة وجه بلاستيكية ثم تتواتر المكونات المكتبية والمعدات المدرسية.

لكن تبقى هذه القوائم وما تمثله من فروق طبقية شاسعة بين مدارس خاصة يقوى طلابها وذووهم على متطلبات الوقاية من الوباء وأخرى حكومية تعتمد الوقاية فيها على قليل من الإمكانات وكثير من ستر السماء تنعم بنعمة الذهاب إلى المدرسة دون التعرض للمنع من قبل فكر متطرف أو هجوم لا قلب له.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حماية التعليم من الهجمات

يوم التاسع من سبتمبر المقبل هو "اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات". قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (275-74) الصادر في الشهر ذاته من العام الماضي يهدف أن يكون هذا اليوم من كل عام تذكرة بحماية التعليم من الهجمات. ويشار إلى أن دولاً عدة في المنطقة العربية تحتفظ لنفسها بنصيب الأسد في هذا الشأن.

المحن المتواترة التي يمر بها ملايين الأطفال في الدول المتضررة من النزاعات تشمل الحرمام من التعليم، وأحياناً الموت في المدرسة بفعل هجوم من هنا أو هناك.

قرار الجمعية يناشد الدول والحكومات دعم وتعزيز بيئة مدرسية آمنة ومحصنة في حالات الطوارئ الإنسانية، من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والطواقم التربويّة من الهجمات، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاع المسلح.

يشار إلى أن تواصل الهجمات بلا هوادة ضد الأطفال في أماكن عدة في العالم يعد انتهاكاً من قبل الأطراف المتحاربة لإحدى أهم القواعد الأساسية للحرب وهي حماية الأطفال.

لجوء بلا تعليم

استمرار العديد من النزاعات الدائرة رحاها لفتة طويلة بلغت سنوات عدة أثر سلباً في أجيال بأسرها من الأطفال، بعضها لم يتمكن من الحصول على قسط من التعليم، وهذا يعني خروج أجيال من الصغار ولدت في كنف النزاعات وكبرت فيها وخرجت إلى العالم من دون أي مهارات من تلك المطلوبة للإسهام في إعادة بناء أوطانهم. الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تفاقم الأوضاع بالغة الصعوبة أصلاً، التي يعانيها ملايين الأطفال وأسرهم.

وتشير منظمات الأمم المتحدة المعنية أنه لا يمكن ضمان حق الطفل في التعليم بمناطق النزاعات دون حماية التعليم نفسه الذي يمكن أن يكون منقذاً للحياة. والحل الوحيد يكمن في أن تكون المدرسة مكاناً آمناً للصغار ومركزاً لكسر حلقة الأزمة وتقليص احتمالية نشوء نزاعات مستقبلية.

أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين سن الثالثة و18 عاماً في 35 دولة فيها شكل من أشكال الصراعات يعانون الأمرّين من الحرمان من التعليم. يشار إلى أن ما يزيد على 22 ألف طالب ومعلم وأكاديمي جرحوا أو قتلوا في هجمات على مؤسسات تعليمية أثناء النزاعات المسلحة أو بسبب غياب الأمن خلال السنوات الخمس الماضية. والطلاب والمعلمون الأكثر تعرضاً لضرر الهجمات على مؤسسات التعليم يوجدون في كاميرون وفلسطين وأفغانستان.

يقول الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "الأطفال والشباب بمناطق النزاع في غمرة المعركة التي يخوضها العالم لاحتواء جائحة "كوفيد-19"هم من الفئات الأكثر عرضة للخطر جراء الآثار الوخيمة المترتبة على هذه الجائحة". وطالب بتوفير بيئة آمنة خالية من المخاطر للأطفال وطلاب المدارس تمكنهم من اكتساب المعارف والمهارات التي يحتاجونها في المستقبل.

مستقبل بلا أبواب

المستقبل الذي يبدأ من المدرسة التي تعاود فتح أبوابها هذه الأيام يبدأ في أماكن أخرى فتح أبواب المدارس، إما لأنها من دون أبواب أو لأنه لا توجد مدارس من الأصل.

في عام 2019 وقبل بدء الجائحة صدر تقرير لـ "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، جاء فيه أنه بين 7.1 مليون طفل لاجئ ممن هم في سن الدراسة هناك 3.7 مليون طفل، أي أكثر من النصف، لا يرتادون المدرسة، وقبل ساعات صدر تقرير المفوضية لهذا العام تحت عنوان "البقاء على المسار الصحيح: التحديات التي تواجه تعليم اللاجئين" الذي يسلط الضوء على قصص اللاجئين الصغار الذين ينحتون في الصحر من أجل مواصلة تعليمهم في عصر يشهد انقطاعاً غير مسبوق عن التعليم بسبب وباء كورونا.

ناقوس الخطر الذي تسلط المفوضية الضوء عليه هو المدرسة الثانوية الذي تفترض أن تكون مرحلة للنمو والتطور والحصول على الفرص، لا سيما للمراهقين من الفئات الضعيفة وعلى رأسها اللاجئون الصغار. معدلات تسجيل اللاجئين في المرحلة الثانوية (2019-2020) لا تزيد على 34 في المئة، وهي نسبة بالغة التدني. وترجح المفوضية أن يكون الوباء قد قوض فرص اللاجئين أكثر فأكثر. فإذا كان "كوفيد-19"عطل تعليم الأطفال حول العالم، فإنه مستمر في تبديد آمال اللاجئين الشباب في الحصول على قدر ولو ضئيل من التعليم الذي يحتاجونه.

عودة أفغانستان

أحدث المنضمين، أو بالأحرى الذين يعاودون الانضمام إلى قائمة التعليم المعرض للخطر هم الطلاب وعلى وجه أكثر دقة الطالبات في أفغانستان. بدأ العام الدراسي في أفغانستان ومعه بدأ حكم طالبان. مخاوف عدة ومواطن قلق لا حصر لها تعتري الجميع فيما يتعلق بالأمن ومن ثم الذهاب إلى المدرسة ووضع الفتيات في حكم طالبان العائد بعد 19 عاماً، ولسان حال حضور الطالبات في الفصول يشير إلى نسبة حضور متدنية. لم يحدث منع فعلي بعد من قبل قوات طالبان للطالبات، لكن الأهل وكذلك الفتيات في حالة خوف بالغ مما يمكن أن يتعرضن له.

من جهة أخرى، نحو نصف طواقم المعلمين من النساء، وفي حال فرضت طالبان فصلاً بين الجنسين في المدارس، فإن هذا يعني مشكلة كبرى في أعداد المعلمين، ناهيك عن مخاوف من السماح للمعلمات بالاستمرار في العمل.

يشار إلى أن قراراً صدر قبل أيام بمطالبة النساء العاملات التزام بيوتهن "حيث إن قوات طالبان غير معتادة على التعامل مع النساء مما قد يعرضهن للخطر".

وبين عامي 2018 ومنتصف العام الحالي 2021، ينسب إلى حركة طالبان تعمد مهاجمة مدارس البنات في عمليات أوقعت مئات القتلى والجرحى. أحدث هذه الهجمات كان في منتصف مايو (أيار) الماضي حيث تم زرع قنابل خارج مدرسة للبنات في كابول، وانفجرت وقت مغادرة الطالبات المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي ما أوقع نحو 50 قتيلاً و100 مصاب أغلبهم من المارة والطالبات. هو بحق عام دارسي مدهش، لكنه لا يثير الدهشة، فجميع تفاصيله إما معروفة مسبقاً أو جرى التدريب على التعايش معها.

المزيد من تحقيقات ومطولات