Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تطبيقات تعديل الملامح تفسد العلاقة بين المستخدمين ووجوههم

التحذيرات من سرقة البيانات لم تمنع الهوس بتلك البرامج وطبيب تجميل يصف المتأثرين بالمضطربين نفسياً

مواقع التواصل أصابت بعض المستخدمين بهوس تعديل صورهم لدرجة أن يصبح شخصا آخر (أ ف ب)

ليست هذه المرة الأولى التي تضجّ فيها مواقع التواصل الاجتماعي بتطبيقات تظهر صور المستخدم بعد إجراء تعديلات بها، بحيث يبدو أكبر أو أصغر عمراً، أو حتى تبدو ملامحه وكأنها تنتمي لعرق آخر، وكلها أمور بعيدة عن الواقع، ولكن التطبيقات الجديدة التي شكلت هوساً على السوشيال ميديا هذه المرة خطورتها في أنها تعرض صور المستخدمين بعد إجراء تعديلات تبدو ممكنة جداً، فتجعل الشخص يفكر ماذا لو كان أنفه أصغر أو خدّاه أكثر امتلاءً أو شعره أكثر كثافة، خصوصاً أن البعض يرى أن هذه أشياء يمكن امتلاكها بسهولة عن طريق تقنيات التجميل الحديثة، فهل فعلاً تسهم تلك التطبيقات في تعزيز فكرة عدم الرضا عن النفس وتقلل من الثقة في الملامح الطبيعية؟

لا ثقة بالنفس أو الملامح

من يُلقِ نظرة على وسائل التواصل الاجتماعي يجد أن أكثر مستخدميها ومن لديهم روتين يومي بالظهور عبر حسابتهم عليها، سواء من خلال صور أو فيديوهات، قلما يتجرأون على مشاركة صورهم مع المتابعين من دون استحدام ما يسمى "الفلاتر" التي تستخدم أثناء التسجيل أو التصوير، حيث تتنوع الفلاتر بين الكوميدية وتلك التي تجعل صاحبها يبدو مثالياً في القوام وفي الملامح، والأمر يصل في بعض الأوقات إلى الخداع الكامل، حيث يكون الظهور باستخدام الفلتر منافياً تماماً للواقع، وليس هذا لأن الواقع أقل مثالية، ولكن لأن التعديلات مبالغ فيها كثيراً، حتى إن رواد السوشيال ميديا اكتشفوا في أكثر من مرة خداع المدونات العالميات اللاتي كن يظهرن بملامح مختلفة عن حالهن الحقيقي بالمرة وكأنهن شخصيات مختلفة.

ولم يكن يقتصر الأمر على تغيير لون العينين مثلاً أو حتى وضع مساحيق تجميل عن طريق الفلتر، بل تغيير جذري، يشمل كافة التفاصيل، الأمر هنا برُمّته يبدو صعب التحقق، ولكن حينما يظهر تطبيق يعرض للمستخدم ملامح وجهه بأكثر من نسخة، وكل نسخة منها تم تعديلها بشكل مختلف، سواء في البشرة أو لون العينين أو حجم الأنف ومدى استدارة الذقن وعرض الفك، فإن الأمر يبدو ممكناً تماماً، خصوصاً أن كثيراً من المشاهير والمستخدمين العاديين على مدار اليومين الماضيين يجربون كيف سيكون شكلهم مع كل تعديل وكأنهم يستشيرون المتابعين فيما يمكن أن يلجأوا إليه من تعديلات من وجهة نظرهم ليست بعيدة كثيراً عن متناولهم مع كل هذا التطور في مجال جراحات التجميل.

هل تكفي عملية تجميل إلكترونية مؤقتة؟

تبدو تلك التطبيقات وكأنها تقول للمستخدم، مهما كنت وسيماً فهناك الأجمل الذي يمكن أن تصل إليه، وبدلاً من أن تتحسر أو تسخر من ملامحك الحقيقية أو تهرب منها، وأن تظل مختبئاً خلف التطبيقات، فعمليات التجميل أمامك، ولكن هل سيكون الشخص راضياً عن نفسه مهما قام بتعديلات أم أن التطبيقات التي تعرض الملامح معدلة من وجهة نظرها لن تتوقف عن إفساد العلاقة بين المستخدمين ووجوههم؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشير أستاذ جراحة التجميل بجامعة الأزهر، ياسر حلمي، إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي السبب بحد ذاتها، ولكن المستخدمين الذين يلجأون لتطبيقات تغير ملامح الوجه بشكل مبالغ فيه، عن طريق برامج تحرير الصور والفيديوهات". يضيف، "بعض الناس ينسحقون وينزلقون ويقلدون الآخرين ممن يظهرون بشكل بعيد كل البعد عن شكلهم الحقيقي عن طريق تلك التطبيقات، فيما البعض من المتابعين، خصوصاً من غير الواثقين بأنفسهم ومن لديهم اضطراب نفسي، يصدقون أن المشاهير يتمتعون بالفعل بتلك البشرة الصافية النقية، وهذه الملامح المثالية، ولون العين الخاطف، وبالفعل بعضهم قد يطلبون من طبيب التجميل أن يتشبهوا بملامح بعض المشاهير، سواء في الحواجب أو الخدود أو الأنف".

محاولات للتقليد وتحذيرات أيضاً

وشدد الطبيب ياسر حلمي على أنه على الرغم من أن هناك دوراً سلبياً للسوشيال ميديا فيما يتعلق بنشر التضليل، ولكن هناك دوراً مهماً لها، وهو نشر الوعي وعدم الانسياق وتصديق كل ما يعرض، وأنهى تعليقه بتأكيد أن الانسحاق ومحاولة التقليد وعدم الثقة بالنفس أمور يتميز بها بعض مستخدمي السوشيال ميديا، وهم فئة دوماً تحاول أن تقوم بكل ما يلزم للظهور بشكل مثالي، فالمتهم هنا ليس التطبيق، ولكن سلوكيات بعض المستخدمين وعدم وعيهم.

اللافت أن تحذيرات كثيرة خرجت من تقنيين على مستوى العالم لتنبه المستخدمين من استخدام نوعية تلك التطبيقات، خصوصاً أن بعضها يسرق البيانات، وقد يصل الأمر إلى التجسس، ومنح الغير حق استخدام البيانات الشخصية والصور، ومع ذلك تلقى رواجاً وانتشاراً واسعاً، فعرض الملامح بهذا الشكل يبدو بالنسبة للبعض جذاباً ومثيراً، حيث يرونه وكأنه بمثابة بروفة، أو عملية تجميل إلكترونية سريعة مؤقتة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم