Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان": فتح "بنجشير" قريب وقواتنا هناك بالمئات

مصدر من الحركة لـ"اندبندنت عربية": مفاوضات جارية لتسليم الولاية سلميا وقوات المقاومة تقول إنها سيطرت على ثلاث مناطق في الشمال

لا تزال جبهة ولاية "بنجشير" مشتعلة بين مسلحي "قوات مقاومة طالبان" في شمال البلاد، والحركة التي قال مصدر مسؤول منها لـ"اندبندنت عربية"، إن تعزيزات "قوات الإمارة" وصلت إلى الولاية التي أعلنت نفسها أخيراً خارج سيطرة حكّام كابول الجدد.

وقال المتحدث باسم طالبان في "بنجشير" نصر الله ملك زاده، أن "فتحاً قريباً ستسمعون عنه للولاية. الناس سئمت الحرب، وليس هناك رغبة في تأجيج الصراع داخل الولاية"، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تجري فيها المفاوضات بين الحركة والزعماء والوجهاء القبليين والدينيين في الولاية، "لدى طالبان المئات من الجنود المتأهبين للقتال إذا لزم الأمر، وهم من أهل المنطقة نفسها، وليسوا غزاة قادمين من ولايات أخرى".

حالة موازية

يأتي ذلك في وقت ذكر فيه نشطاء أفغان من عاصمة الولاية، أن القتال بدأ بالفعل من جانب القوات الموالية لأمر الله صالح لاستعادة بعض المديريات التابعة للإقليم التي سيطرت عليها طالبان. وقال أحد الناشطين "يبدو أن هناك حالة موازية في بنجشير. مستشارو أحمد مسعود يبحثون السلام مع طالبان لكن القوات الموالية لأمر الله صالح تستعيد عدة مناطق في بغلان وتريد القتال".

وكان صالح أعلن نفسه رئيساً للبلاد بوصفه نائباً للرئيس الذي خرج من أفغانستان نحو الإمارات، أشرف غني، بعد سيطرة طالبان على كابول. وقال إنه طبقاً للدستور الأفغاني، فإن نائب الرئيس يصبح هو الرئيس في حالة حدوث العجز أو الوفاة أو نحو ذلك للرئيس.

في المقابل، قالت قوات مقاومة لحركة طالبان في شمال أفغانستان إنها سيطرت على ثلاث مناطق قريبة من وادي بنجشير حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات ميليشيات أخرى.

 وقال وزير الدفاع الجنرال بسم الله محمدي، الذي تعهد بمقاومة طالبان، على تويتر إنه تم الاستيلاء على مناطق ديه صالح وبانو وبول حصار في إقليم بغلان المجاور شمالي بنجشير.

 ولم يتضح حتى الآن هوية هذه القوات لكن هذا التطور يزيد من المؤشرات على وجود معارضة لطالبان التي وصلت إلى السلطة في حملة خاطفة شهدت سيطرتها على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان في غضون أسبوع.

ونقلت قناة تلفزيون طلوع نيوز عن قائد بالشرطة المحلية قوله إن منطقة بانو في بغلان صارت تحت سيطرة قوات الميليشيات المحلية وإن هناك خسائر فادحة في الأرواح.


مطار كابول

في الاثناء، ومع تدهور الأوضاع الأمنية في محيط مطار كابول وسعي الآلاف إلى الفرار من البلاد، نصحت الولايات المتحدة، السبت 21 أغسطس (آب)، رعاياها في أفغانستان بتفادي الذهاب إلى المطار "بسبب تهديدات أمنية محتملة" خارج بواباته، في حين أرجأت سويسرا رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان، مشيرةً إلى تدهور الوضع الأمني ​​على الأرض مما أعاق الوصول إلى مطار كابول.
في سياق متصل، قال مسؤولان لوكالة رويترز السبت، إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت شركات الطيران الأميركية بأنه قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجري إجلاؤهم من أفغانستان.
وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن "أمر تحذير" صدر لشركات الطيران يوم الجمعة (20 أغسطس) يبلغها بإمكانية استخدامها، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار. وقال المسؤول إن الطائرات المدنية لن تدخل أفغانستان لكنها ستنقل مَن تم إجلاؤهم من القواعد الجوية في مواقع تشمل الشرق الأوسط وألمانيا.

أردوغان - ميركل

في السياق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت، أن بلاده لا تستطيع تحمّل "عبء هجرة إضافية" من أفغانستان.
وقال أردوغان لميركل إن "موجة هجرة جديدة هو أمر لا مفرّ منه إذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران"، مشدداً على أن "تركيا التي تستقبل أصلاً خمسة ملايين لاجئ، لا يُمكنها تحمّل عبء هجرة إضافية".
كما انتقد أردوغان "تردّد" الاتّحاد الأوروبي في ما يتعلّق بطلب تركيا مراجعة اتّفاق موقّع في عام 2016 بين أنقرة وبروكسل لوقف تدفّق المهاجرين. ويمكن بموجب هذا الاتفاق، إعادة المهاجرين "غير الشرعيّين" الذين يصلون الاتحاد الأوروبي، إلى تركيا، في مقابل تقديم مساعدات مالية لأنقرة من أجل استقبالهم.
من جهتها، شددت ميركل على أن إجلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية، من أفغانستان، هو "أولويّة قصوى".
وقالت متحدّثة باسم المستشارة الألمانية إن ميركل وإردوغان اتفقا على "التعاون الوثيق لدعم عمل المنظمات الدولية، لا سيما وكالات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أفغانستان والدول المجاورة".

بلير ينتقد

من جهة أخرى، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي قاد التدخّل العسكري لبلاده عام 2001 في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة، "التخلّي" الغربي عن هذا البلد، واصفاً إيّاه بأنّه "خطير" و"غير ضروري".
وكتب في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لمؤسّسته يوم السبت، في أوّل تعليق علني له منذ انهيار الحكومة الأفغانيّة وسيطرة حركة طالبان على السلطة، أن "التخلّي عن أفغانستان وشعبها مأسوي وخطير وغير ضروري، وليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا".
وقال بلير "في أعقاب قرار إعادة أفغانستان إلى المجموعة نفسها التي نشأت منها مجزرة 11 سبتمبر، وبطريقة تبدو كأنها مصمَّمة لاستعراض إذلالنا، إن السؤال الذي يطرحه الحلفاء والأعداء على حدّ سواء هو: هل فقد الغرب إرادته الاستراتيجية؟".
وأشار بلير إلى أن الاستراتيجية الحالية للحلفاء الغربيين ستضر بهم على المدى الطويل، قائلاً إن "العالم الآن غير متأكد من موقف الغرب، لأن من الواضح جدًا أن قرار الانسحاب من أفغانستان بهذه الطريقة لم يكن مدفوعاً بالاستراتيجية بل بالسياسة".
واعتبر أن ذلك تمّ "وسط تصفيق كل الجماعات المتشددة في العالم"، لافتاً إلى أن "روسيا والصين وإيران تراقب وتستفيد" من الوضع.
وقال بلير إن الالتزامات التي "قطعها الزعماء الغربيون سيُنظر إليها بالتأكيد على أنها عملة غير مستقرّة".

بواباته، في حين أرجأت سويسرا رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان، مشيرةً إلى تدهور الوضع الأمني ​​على الأرض مما أعاق الوصول إلى مطار كابول.

الحنث بالوعود

وتتصاعد المخاوف حيال عدم تنفيذ حركة "طالبان" وعودها بالتسامح مع معارضيها، إذ كشفت وثيقة سرية للأمم المتحدة أن الحركة كثفت ملاحقة الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية في بلدهم. وجاء في التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء بتقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، أن "طالبان" وضعت "لوائح ذات أولوية" للأفراد الذين تريد توقيفهم، على الرغم من وعودها بعدم الانتقام. والأكثر عرضة للخطر، هم الذين شغلوا مناصب مسؤولية في صفوف القوات المسلحة الأفغانية والشرطة والاستخبارات، وفق التقرير.

وأفادت وسائل إعلام بأن عناصر الحركة ينفذون مداهمات للمنازل بحثاً عن معارضيها.

في المقابل، أكد مسؤول في الحركة أن "طالبان" ستكون مسؤولة عن أفعالها وستحقق في تقارير عن ارتكاب أعضائها أعمالاً انتقامية وفظائع.

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن عملية الإجلاء من أفغانستان "خطيرة وتنطوي على أخطار بالنسبة إلى قواتنا المسلحة"، متعهداً في الوقت نفسه باللجوء "إلى كل الوسائل الممكنة".

ويستمر آلاف الأشخاص في التهافت على المطار منذ أن سيطر عناصر "طالبان" على العاصمة، وهم عالقون بين حواجز تفتيش تابعة للحركة وأسلاك شائكة نصبها الجيش الأميركي في المطار الذي يشكل المخرج الوحيد لآلاف المدنيين الأفغان الراغبين باستقلال طائرة للفرار. ويوجد كثير من الأفغان بجوار السفارات سعياً إلى الحصول على إذن بالإجلاء.

وبدأت تظهر بعض المؤشرات المتفرقة إلى تشكل مقاومة ضد "طالبان". ففي أسد آباد في شرق البلاد وفي مناطق مختلفة من كابول، تحدى متظاهرون الحركة، الخميس، رافعين العلم الوطني في الذكرى 102 لاستقلال أفغانستان.

إليكم تغطيتنا للتطورات عندما حدثت.

المزيد من دوليات