Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناهضو التلقيح الذين اقتحموا المبنى الخاطئ لـ"بي بي سي"

إن أولئك الذين ذهبوا إلى مبنى لم تستخدمه "هيئة الإذاعة البريطانية" منذ 2013 للتظاهر هم أشخاص مشوشون وخطرون ومغفلون

معادون للتطعيم وجدوا أنفسهم في "وضع محرج" بعد قيامهم باحتجاج ضد "بي بي سي" في مقرها القديم الذي غادرته منذ زمان (أ ب)

نادراً ما يكون من المفيد توجيه إهانة إلى الأشخاص الذين تختلف معهم. ففي اللحظة التي تبدأ فيها بإلقاء الوحل على الخصم تكون الحجة قد ضاعت، كما تقول النظرية. من الأفضل بكثير أن تحاول إقناع خصومك بالدليل والمنطق.

غير أنني أجد نفسي في حيرة هذا الصباح. لذا دعنا نسمي الأشياء بأسمائها. مناهضو التلقيح الذين حاولوا أمس اقتحام مبنى "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، لكنهم ذهبوا إلى مبنى لم تستخدمه الهيئة منذ 2013 هم أشخاص مشوشون، وخطرون ومغفلون، انغمسوا طويلاً في نظريات المؤامرة والهراء المماثل لها.

إذا كانت هناك لحظة على الإطلاق كي تجري فيها تقييماً للوضع وتسأل نفسك "ماذا سأفعل بحياتي؟"، فإن تلك هي اللحظة للقيام بذلك بالتأكيد. فأنت هناك في غرب لندن في ظهيرة يوم ماطر، تحاول اقتحام المبنى لمواجهة صحافيي "بي بي سي" الذين ليسوا هناك. وهذا كله بسبب اللقاحات التي تنقذ الأرواح. هل هكذا حقاً كان من المفترض أن يتم الأمر؟ تفضل، ودعنا نأخذك إلى البيت لنسخن بعض الماء ]ونحتسي كوباً من الشاي [.

تستحق تفاصيل "ثورة" الأمس أن تُكرر. إنها مادة رائعة. وصل عشرات الأشخاص من مناهضي التلقيح إلى منطقة "وايت سيتي" وهم يصرخون "عار عليكم، عار عليكم" و"إنهم آتون من أجل أولادكم ]الأشقياء["، ثم حاولوا اقتحام "مركز التلفزيون"، الذي كان يوماً مقراً لـ"بي بي سي".

لكن المشكلة هي أن الجزء الأكبر من مبنى "مركز التلفزيون" هو الآن عبارة عن شقق سكنية. ودعني أُسلم أن بعض البث لا يزال يتم في الاستوديوهات الكائنة هناك، بيد أن هذه في معظمها تُستخدم من قِبل قناة "أي تي في" التلفزيونية وليس "بي بي سي".

هكذا فيما كان هذا يجري في الخارج، كان برنامج "النساء السائبات" يُبث على الهواء مباشرة. وكما قالت المضيفة المشاركة شارلين وايت على "تويتر"، "لم أكن متأكدة ماذا كان المحتجون يأملون في تحقيقه، لكن كل ما كانوا سيجدونه أنا وجين وناديا وبيني نتحدث عن انقطاع الطمث".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قد أكون غير منصف، لكن يبدو أن هؤلاء المتظاهرين لم يفكروا حقيقة في ما يفعلونه. إنهم جميعاً غاضبون بسبب شيء (أي شيء) ويجب على شخص ما (أي شخص) أن يدفع الثمن. ألقِ باللوم على "بي بي سي"! لكن هذه ليست "بي بي سي"؟ حسناً نحن هنا الآن. فلنمض إلى المعركة! ثم، لعلهم كانوا يعرفون شيئاً نحن نجهله، وإذا تأملت عن كثب عبارة "النساء السائبات"، تجاهل الكلمة الثانية، واحذف حرف w من women، يتبقى لديك كلمة omen ]"فأل" بالعربية[. وهذا يجعلك تفكر، أليس كذلك؟

المشكلة بالطبع هي أن الرعاع المعادي للتطعيم والمناهض للإغلاقات، والمعارض لكل شيء، لا يخطئ دائماً. تجول في لندن لفترة طويلة بما فيه الكفاية وأنت تصرخ من أجل الحرية وجي 5 وقد تجد نفسك أحياناً في الموقع الصحيح. ولذا نرى من وقت إلى آخر المشاهد البشعة التي تابعناها في يونيو (حزيران) الماضي حين أُسيئت معاملة نك وات، هو المحرر السياسي لبرنامج "نيوز نايت" الإخباري، وتعرض للتهديد في حي ويستمنستر وأُطلق عليه لقب "الخائن" كما أُجبر على التراجع إلى ما وراء الطوق الذي أقامته الشرطة.

من السهل أن تضحك على هذا الاحتجاج الأخير، بيد أنه يوحي باحتقار شبه ظاهر. هؤلاء المغفلون لن يفوزوا، غير أنهم يمكن أن يكونوا خطرين. إنهم لا يريدون المنطق والدليل، لدي حدس بأنهم لا يهتمون باللقاحات على الإطلاق. فالذي يريدونه هو الفوضى، شيء ما يجعلهم يشعرون بأنهم أحياء. لذا من المؤسف أنهم غادروا "وايت سيتي" وهم يكادون يموتون من الحرج.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير