Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأميركي يؤمن مطار كابول ومحيطه لإتمام عمليات الإجلاء

غني يغادر ويقر بـ"انتصار طالبان" وقلق غربي لما بعد سيطرة الحركة على أفغانستان

بعيد مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، أعلن قادة في حركة "طالبان"، الأحد 15 أغسطس (آب)، أنهم سيطروا على قصر الرئاسة الأفغاني، في خبر لم تؤكده الحكومة الأفغانية، فضلاً عن السيطرة على  مراكز 11 من أحياء العاصمة كابول.

وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية، بأن الرئيس الأفغاني أشرف غني غادر البلاد إلى طاجيكستان، لكن مكتب الرئيس رفض "الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني لأسباب أمنية".

ومساء اليوم، قال الرئيس الأفغاني، إنه غادر البلاد لتجنب إراقة الدماء مع دخول حركة طالبان القصر الرئاسي في العاصمة كابول. وأضاف في منشور على فيسبوك أنه غادر لتجنب حدوث اشتباكات مع طالبان كانت ستعرض حياة الملايين من سكان كابول للخطر، وتابع من دون الكشف عن مكان تواجده، قائلا: "طالبان انتصرت".

ولام نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله، الذي يرأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، غني على الوضع الذي وصلت إليه أفغانستان، ووصفه في مقطع مصور نشره عبر "فيسبوك"، بـ"الرئيس السابق".

وقال عبدالله، "الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد تاركاً الشعب في هذا الوضع". وأضاف، "نترك الحكم لله والشعب". ولم يشر إلى وجهة غني، إلا أن وسيلة الإعلام الأفغانية "تولو" ذكرت أنه في طريقه إلى طاجيكستان.

وقال مسؤول في "طالبان" إن الحركة تتأكد من مسؤوليها "ما إذا كان غني غادر كابول أم لا"، وأنها أمرت عناصرها بدخول كابول لمنع عمليات النهب، مضيفاً "الشرطة والمسؤولون في كابول لاذوا بالفرار مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام".

كرزي ما زال في كابول

أما الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزي، فنشر مقطع فيديو على صفحته على "فيسبوك"، دعا فيه إلى تسوية الأزمة بشكل سلمي.

وظهر كرزي إلى جانب أطفاله الثلاثة، وأكد أنه ما زال في كابول. وخاطب "طالبان" ورجال الأمن قائلاً، "أطلب من القوات الأمنية وقوات (طالبان) الحفاظ على الأمن وتوفير الأرواح وأموال الناس". كما دعا المواطنين إلى الحفاظ على الهدوء والبقاء في منازلهم.

 

اشتباكات وجرحى

وقال مستشفى في العاصمة الأفغانية على "تويتر"، إن أكثر من 40 شخصاً أصيبوا في اشتباكات على مشارف كابول اليوم الأحد. وأضاف المستشفى، "معظم الذين تم نقلهم للمستشفى أصيبوا جراء معارك في منطقة قرة باغ"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل عن الاشتباكات. كما لم يشر إلى سقوط أي قتلى.

كما أفاد شهود ووزارة الداخلية الأفغانية بسماع دوي أعيرة نارية في عدة أجزاء من العاصمة كابول.

وقالت السفارة الأميركية بدورها إن "الوضع الأمني في كابول يتغير بسرعة بما في ذلك عند المطار" حيث أفادت باشتعال حريق، طالبةً من رعاياها التزام أماكنهم.

التعهد بـ"انتقال سلمي للسلطة"

وفي وقت أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن حركة "طالبان" بدأت دخول كابول من جميع الجهات، وأن "انتقالاً سلمياً للسطة إلى حكومة انتقالية" سيجري في أفغانستان، قال مسؤولان في "طالبان" لوكالة "رويترز" إنه "لن تكون هناك أي حكومة انتقالية في أفغانستان والحركة تتوقع تسلم السلطة كاملة".

وكان وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال صرّح في رسالة عبر مقطع فيديو، أنه "لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا... لن يحصل هجوم على مدينة (كابول). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية قولها إنه تم اختيار علي أحمد جلالي، الأكاديمي المقيم في أميلاكا ووزير الداخلية السابق، لرئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان.

وقال فوزي كوفي، مفاوض حكومي أفغاني، إن وفداً تابعاً للحكومة الأفغانية ويضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله، سيتوجه إلى قطر اليوم الأحد للقاء ممثلين عن حركة "طالبان".

وقال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إن أعضاء الوفد الأفغاني وممثلي "طالبان" سيناقشون تسليم السلطة، وأضاف أن مسؤولين أميركيين سيشاركون أيضاً.

حركة "طالبان" من جهتها قالت إنها تحاصر كابول، وصرّح المتحدث باسمها سهيل شاهين، لشبكة "بي بي سي" الأحد، أن المتمردين يريدون تسلم السلطة في أفغانستان "في الأيام المقبلة" من خلال انتقال "سلمي".

وأضاف شاهين أن الحركة ستحمي حقوق المرأة وحريات وسائل الإعلام والعمال والدبلوماسيين. وتابع قائلاً، "نطمئن الناس خاصة في مدينة كابول على أن أملاكهم وأرواحهم في أمان". وأضاف، "قيادتنا وجهت بأن تبقى القوات على أبواب كابول وعدم دخول المدينة... نريد نقلاً سلمياً للسلطة"، مشيراً إلى أن الحركة تتوقع حدوث ذلك خلال أيام قليلة.

وقال مسؤول في الحركة إنه "يمكن لأفراد القوات الأفغانية العودة إلى منازلهم"، فيما "على الأجانب في كابول إما المغادرة إذا أرادوا ذلك أو تسجيل حضورهم لدى مسؤولين إداريين تابعين لطالبان".

بلينكن: حققنا هدفنا في أفغانستان وليس من مصلحتنا البقاء

في غضون ذلك، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الأهداف من الحرب في أفغانستان تحققت، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة ليست فيتنام "ونجحنا في مهمة وقف الهجمات على أميركا".

وأضاف بلينكن في تصريحات أوردتها شبكة "سي أن أن" الأحد، "حقيقة الأمر هي أن القوات الأفغانية لم تتمكن من الدفاع عن البلاد"، مضيفاً "ليس من مصلحتنا ببساطة" البقاء في أفغانستان.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن نقلت طاقم سفارتها في كابول إلى المطار، وأنها "طالبان" بأنه سيكون هناك "رد سريع وحاسم" إذا واجهت العسكريين الأميركيين.

الولايات المتحدة تجلي دبلوماسييها

وكشف مسؤولان أميركيان لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة بدأت إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال أحد المسؤولين طالباً عدم نشر اسمه، الأحد 15 أغسطس (آب)، "لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، ومعظم الموظفين مستعدون للمغادرة... السفارة تواصل عملها".

وكان من المتوقع بدء إجلاء معظم الدبلوماسيين الأحد في ظل مواصلة حركة "طالبان" تقدمها الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من دخول كابول.

وقال مسؤول أميركي إن الأعضاء "الرئيسيين" في الفريق الأميركي يباشرون عملهم من مطار كابول، في حين ذكر مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن عدداً من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمناً في العاصمة.

وقال قيادي في "طالبان" في الدوحة لرويترز "على القوات الأفغانية الكف عن إطلاق النار والسماح بعبور كل المدنيين والأجانب الآن، مضيفاً "لا نعتزم الانتقام من أحد وسنصفح عن جميع من خدموا الحكومة والجيش".

وأشار إلى أن "مقاتلي الحركة أُمروا بالوقوف عند نقاط الدخول في العاصمة والمجاهدون لم يقتلوا أو يصيبوا أحداً في كابول".

في المقابل، قال مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني إن الرئيس أشرف غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأميركي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الأطلسي.

وفي السياق ذاته، رفع الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت 14 أغسطس، عديد القوات الأميركية المرسلة إلى أفغانستان للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان، محذراً حركة "طالبان" الزاحفة إلى كابول من عرقلة هذه المهمة.

وقال بايدن إنه بعدما أجرى استشارات مع فريقه للأمن القومي قرر إرسال "نحو خمسة آلاف" جندي أميركي، أي أكثر بألفين من العديد المقرر، موضحاً أن هؤلاء الجنود سينتشرون في أفغانستان لتنظيم الإجلاء وإنهاء المهمة الأميركية بعد 20 عاماً من العمليات الميدانية.

ودافع بايدن مجدداً عن قراره سحب الجيش الأميركي من أفغانستان، قائلاً "أنا رابع رئيس يتولى المنصب في ظل وجود قوات أميركية في أفغانستان"، مؤكداً "لن أورّث هذه الحرب إلى رئيس خامس".

وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث السبت مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في شأن "أهمية الجهود الدبلوماسية والسياسية الجارية للحد من العنف".

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

وعلى وقع التطورات المتسارعة، ذكر دبلوماسيون الأحد أن إستونيا والنرويج طالبتا بأن يعقد مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة اجتماعاً بشأن أفغانستان في أقرب وقت ممكن.

كما أعلن المسؤول في وزارة الخارجية الروسية، زامير زابولوف، الأحد، أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، مؤكدا أن اجتماعاً سيُعقد قريباً.

وفي ما يتعلق بالسفارة الروسية في كابول، قال زابولوف لوكالة الأنباء "إنترفاكس"، إن موسكو لا تعتزم إخلاءها، مشيراً إلى أنه "على تواصل مباشر" مع السفير الروسي في كابول وأن المتعاونين معه يواصلون العمل "بهدوء" في السفارة.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن المسؤول تأكيده أن روسيا من الدول التي حصلت على ضمانات من جانب "طالبان" بشأن أمن سفاراتها. وقال، "حصلنا على ضمانات منذ فترة"، مشيراً إلى أن "روسيا لم تكن (الدولة) الوحيدة التي حصلت عليها".

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية الأحد، أن موسكو لم تعترف بعد بمسلحي "طالبان" كسلطة قانونية جديدة بأفغانستان.

وأوضحت الوزارة أيضاً أنه من المستبعد أن يتوجه الرئيس الأفغاني إلى روسيا بعد مغادرة بلاده.

اجتماع طارئ للبرلمان البريطاني

في المقابل، قالت وزارة الداخلية البريطانية، الأحد، إن لندن تعمل على حماية رعاياها ومساعدة موظفيها السابقين الآخرين على مغادرة أفغانستان. وأضافت على "تويتر"، "مسؤولو وزارة الداخلية يعملون في الوقت الحالي من أجل حماية المواطنين البريطانيين ومساعدة موظفي المملكة المتحدة السابقين وغيرهم من الأشخاص على السفر إلى بريطانيا".

وقالت الوزارة في وقت لاحق الأحد، إن السفير البريطاني في أفغانستان لا يزال في كابول وإن الموظفين يبذلون قصارى جهدهم لتمكين البريطانيين الذين يرغبون في مغادرة البلاد من القيام بذلك.

وأعلن البرلمان البريطاني على حسابه على "تويتر" الأحد، أنه سيقطع عطلته الصيفية وينعقد يوم الأربعاء لبحث الوضع في أفغانستان.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه يشعر بقلق بالغ إزاء مستقبل أفغانستان، داعياً مسلحي "طالبان" إلى إنهاء العنف بعد دخولهم العاصمة كابول.

وكتب راب على "تويتر"، "أشارك وزير الخارجية قرشي القلق العميق على مستقبل أفغانستان"، في إشارة إلى وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي. وأضاف، "نتفق على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً موحداً في دعوة طالبان لإنهاء العنف وضرورة احترام حقوق الإنسان".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد إنه لا ينبغي لأحد الاعتراف المتبادل بحكومة في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفا أن من الواضح أنه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريبا جدا.

وأضاف في مقابلة "لا نريد أن يعترف أي أحد على الصعيد الثنائي بطالبان"، مشددا "نريد موقفا موحدا بين الجميع بقدر المستطاع".

بدورها قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية إن طياريها لا يستخدمون الآن المجال الجوي الأفغاني بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة كابول.

ألمانيا تغلق سفارتها

وأغلقت ألمانيا الأحد سفارتها في كابول مع دخول متمردي "طالبان" العاصمة الأفغانية.

وقالت وزارة الخارجية في برلين على موقعها الإلكتروني، "الوضع الأمني تدهور بشدة. السفارة الألمانية في كابول مغلقة اعتباراً من 15 أغسطس". وناشدت الوزارة المواطنين الألمان مجدداً مغادرة أفغانستان.

وبعدما أفادت صحيفة "بيلد أم زونتاج" بأن الجيش الألماني يرسل طائرات نقل من طراز "إيه 400 إم" إلى كابول مع 30 فرداً من جنود المظلات على متن كل منها لإجلاء طاقم السفارة الألمانية ومساعديهم الأفغان. قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للصحافيين اليوم الأحد إن طائرات عسكرية ستغادر بلاده متجهة إلى العاصمة الأفغانية كابول الليلة لإجلاء ألمان وموظفين مساعدين أفغان بعد أن دخلت حركة طالبان المدينة.

وأضاف ماس "الرحلات الجوية ستغادر بعد ذلك من كابول لدولة مجاورة من أجل النقل التالي لألمانيا الذي سنوفر له طائرات مدنية". وتابع قائلا "فريق أساسي من السفارة سيبقى في كابول بالمطار لمواصلة العمل هناك ودعم عمليات إجلاء إضافية".

إجلاء الدبلوماسيين الأوروبيين

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إن طاقم سفارتها في كابول سوف يعود إلى روما اليوم الأحد. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن طائرة عسكرية ستغادر كابول في الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي، مضيفة أن معظم أفراد طاقم السفارة غادروا المبنى السبت وفي المطار حالياً.

ورفضت المتحدثة الإفصاح عما إذا كان السفير سيكون ضمن من سيغادرون على متن رحلة اليوم الأحد، قائلةً إنه من السابق لأوانه القول إن إيطاليا أغلقت سفارتها بالفعل.

وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية الأحد، إن بلاده نقلت سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول لموقع قرب المطار الدولي بالمدينة مع تحركها سريعاً لإجلاء الباقين من مترجميها الأفغان وموظفيها المحليين.

وقالت وزارة الدفاع الهولندية أيضاً إنها أرسلت طائرة عسكرية إلى كابول في إطار جهودها لإجلاء الجنود الباقين. وتقول الحكومة الهولندية إنها ستبقي على السفارة في كابول تعمل لأطول مدة ممكنة في ضوء المكاسب السريعة التي حققتها "طالبان" على الأرض.

وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت بدورها الأحد إرسال تعزيزات عسكرية إلى الإمارات لتسهيل إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان بعدما نقلت سفارتها إلى مطار كابول.

وقالت الخارجية في بيان إن "وزارة الجيوش سترسل في الساعات المقبلة تعزيزات عسكرية ووسائل جوية إلى الامارات لبدء أولى عمليات الإجلاء نحو أبوظبي"، مضيفةً أنها قررت أيضاً "نقل السفارة إلى موقع مطار كابول... للبدء خصوصاً بإجلاء جميع مواطنينا الذين لا يزالون في البلاد".

الإمارات تسهل إجلاء بعثات دبلوماسية

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم الأحد إنها تعمل على تسهيل إجلاء عدة بعثات دبلوماسية من أفغانستان عبر مطارات الإمارات، التي تعد معبر دولي رئيسي في رحلات الطيران.

وأضافت الوزارة في بيان أن عمليات الإجلاء تشمل بعثات دبلوماسية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا واستراليا وألمانيا ومصر والاتحاد الأوروبي.

الاتحاد الأوروبي يعمل لضمان سلامة موظفيه

كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي أن وصول "طالبان" إلى أبواب كابول يجعل "حماية" موظفيه الأفغان من أي أعمال انتقامية "أمراً أكثر إلحاحاً".

وقال متحدث باسم الاتحاد، "الوضع طارىء جداً، نتعامل معه بجدية كبيرة ونواصل العمل معاً، مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لبلورة حلول سريعة بالنسبة إليهم (الموظفون الأفغان) وإلى سلامتهم. نحن على اتصال وثيق... بالدول الأعضاء لتأمين أكبر قدر من الفرص ليتمكن موظفونا المحليون... من الانتقال إلى مكان آمن".

 

كندا تعلق عملياتها الدبلوماسية في كابول

وقال وزير الخارجية الكندي مارك جارنو، في بيان، إن بلاده قالت الأحد إنها ستعلق مؤقتاً عملياتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول وإن أفرادها في طريق العودة لبلادهم.

وأضاف الوزير في البيان، "الوضع في أفغانستان يتطور بسرعة ويشكل تحديات خطيرة لقدرتنا على ضمان أمن وسلامة بعثتنا"، وأضاف أن الكنديين هناك "في طريقهم حالياً للعودة إلى كندا بأمان".

الحلف الأطلسي: الحل السياسي ملحّ اليوم أكثر من أي وقت مضى

واعتبر حلف شمال الأطلسي الأحد أن التوصل إلى حل سياسي للنزاع في أفغانستان "ملحّ اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وقال مسؤول في الحلف لوكالة الصحافة الفرنسية، "ندعم جهود الأفغان لإيجاد حل سياسي للنزاع، وهو أمر ملحّ اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف المسؤول أن الحلف سيُبقي على وجوده الدبلوماسي في كابول، وسيساعد في استمرار تشغيل مطار المدينة، قائلاً "حلف شمال الأطلسي يُقيّم باستمرار التطورات في أفغانستان".

وأعلن أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ إن الحلف يساهم في تأمين مطار كابول لتسهيل عمليات الإجلاء.

سقوط مزار الشريف وجلال أباد

وصباح الأحد، قال مسؤولون، إن "طالبان" سيطرت من دون قتال على مدينة جلال أباد الرئيسة في شرق أفغانستان، لتؤمن بذلك الطرق التي تصل البلاد بباكستان.

وقال مسؤول أفغاني في جلال أباد لـ"رويترز" "لا توجد اشتباكات حالياً في جلال أباد لأن الحاكم استسلم لطالبان...فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مسؤول أمني غربي كذلك سقوط المدينة التي كانت واحدة من بضع مناطق رئيسة مجاورة للعاصمة كابول تسيطر عليها الحكومة.

وكانت "طالبان" سيطرت على مدينة رئيسة في شمال أفغانستان، السبت، ما أدى إلى فرار القوات الأفغانية واقتراب الحركة في شكل أكثر من العاصمة كابول، حيث سارعت الدول الغربية لإجلاء مواطنيها من المدينة.

وأكد مسؤول محلي سقوط مدينة مزار الشريف. وتعد الآن كابول وجلال أباد في شرق أفغانستان المدينتين الكبيرتين الوحيدتين اللتين لم تسقطا في يد "طالبان".

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في إعادة قوات لأفغانستان لإجلاء رعاياهما وسط مخاوف من إمكان اجتياح كابول.

وقال أفضل حديد رئيس المجلس المحلي في إقليم بلخ لوكالة "رويترز" إن قوات الأمن من مزار الشريف هربت باتجاه الحدود.

وأضاف "طالبان سيطرت على مزار الشريف"، مضيفاً أن المدينة سقطت على ما يبدو من دون قتال. وقال إن الجنود تركوا العتاد وتوجهوا نحو المعبر الحدودي.

وتابع قائلاً "جميع القوات الأمنية غادرت مدينة مزار" على الرغم من استمرار الاشتباكات المتفرقة في منطقة واحدة قرب وسط المدينة.

وفر اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ، وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دستم.

وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه جرى تسليم إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، إلى طالبان نتيجة "مؤامرة".

وفي وقت سابق السبت، استولى عناصر "طالبان" على بلدة جنوب كابول تعد إحدى بوابات العاصمة.

وفر أفغان كثيرون من الأقاليم إلى العاصمة بسبب القتال والخوف من عودة الحكم الإسلامي المتشدد مع انهيار مقاومة القوات الحكومية الأفغانية.

وقال أحد السكان، إنه مع حلول ليل السبت تجمع المئات في خيام أو في العراء في المدينة أو على جوانب الطرق أو في مواقف للسيارات. وأضاف "يمكنكم أن تروا الخوف في وجوههم". وقال سكان، إن كثيرين في كابول يخزنون الأرز وغيره من المواد الغذائية والإسعافات الأولية.

وعقد الرئيس الأفغاني أشرف غني محادثات عاجلة مع زعماء محليين وشركاء دوليين.

وقال غني في كلمة مقتضبة نقلها التلفزيون "بصفتي رئيسكم، ينصب اهتمامي على الحيلولة دون تفاقم انعدام الاستقرار والعنف وتشريد شعبي". وأضاف أنها تجري مشاورات مع الحكومة والزعماء المحليين والساسة والزعماء الدوليين.

لم يعطِ غني أي إشارة تحمل رداً على مطالبة "طالبان" له بالتنحي من أجل إجراء أي محادثات حول وقف إطلاق النار والتسوية السياسية، وقال إن الأولوية تتمثل في إعادة دمج قوات الأمن والدفاع "وثمة إجراءات جدية تُتخذ في هذا الصدد". وقالت قطر، التي تستضيف محادثات سلام لم تحقق نتيجة حاسمة حتى الآن بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، إنها حثت الحركة على وقف إطلاق النار خلال اجتماع مع ممثليهم اليوم.

الإطباق على كابول

في وقت سابق، سيطرت "طالبان" على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالى 70 كيلومتراً جنوب كابول، حسبما قال عضو مجلس إقليمي محلي لـ"رويترز" شريطة عدم نشر اسمه.

لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب "طالبان" بشكل أكبر من كابول من خلال بل علم، وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.

وتأتي سيطرة "طالبان" على المدينة، التي يمكن شن هجوم منها على العاصمة، بعد يوم من سقوط ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في أيدي عناصر الحركة. وتقول "طالبان" إنها على وشك الاستيلاء على بلدة ميدان شهر القريبة من كابول.

وأكد مسؤول في الحكومة الأفغانية، الجمعة، سيطرة "طالبان" على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد، وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاماً.

وسقطت مدينة هرات التي تقع في الغرب على الحدود مع إيران في قبضة "طالبان".

ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد المدينة معقل حركة "طالبان" التي ظهرت في عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية 2001، كما تقع بالقرب من بلدة سبين بولداك وهي إحدى نقطتين رئيستين لدخول باكستان ومصدر رئيس لعائدات الضرائب.

والمدينة الرئيسة الوحيدة التي لا تزال الآن تحت سيطرة الحكومة خارج كابول هي جلال أباد الواقعة بالقرب من الحدود الباكستانية في الشرق.

وفي الإطار ذاته، قال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، الأحد، إن بلاده أغلقت معبر تورخم الحدودي مع أفغانستان المجاورة مع سيطرة "طالبان" على الجانب الأفغاني من الحدود.

يأتي إغلاق آخر معبر حدودي رئيسي لأفغانستان يسقط في أيدي "طالبان" في أعقاب سيطرة الحركة، الأحد، على مدينة جلال أباد الشرقية الواقعة على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة كابول.

إصلاح قواعد اللجوء في أوروبا

قال مفوض الاتحاد الأوروبي مارغريتيس شيناس، الأحد، إن الأزمة التي تعانيها أفغانستان وما تقدم عليه بيلاروس من أفعال تظهر الحاجة إلى إصلاح سريع لقواعد الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف شيناس على "تويتر"، "إذا كان هناك شيء واحد أظهره الوضع في أفغانستان وأفعال بيلاروس، فهو أن الوقت ينفد أمام تبني الإصلاح الكامل لقواعد الهجرة واللجوء في أوروبا التي نحتاجها".

ويشعر العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن التطورات في أفغانستان يمكن أن تؤدي إلى عودة أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا عامي 2015 و2016 عندما أدى وصول أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط على نحو فوضوي إلى إنهاك أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية وزيادة شعبية الجماعات اليمينية المتطرفة.

إيران تقيم مخيمات على امتداد الحدود الأفغانية

وفي إيران، قالت السلطات الأحد إنها أقامت مخيمات في ثلاثة أقاليم على الحدود مع أفغانستان لتوفير مأوى مؤقت للأفغان الفارين من بلادهم.

ونقلت وكالة أنباء "إيرنا" عن المسؤول بوزارة الداخلية حسين قاسمي قوله، "المخيمات أقيمت في المناطق الحدودية في ثلاثة أقاليم". لكنه أضاف، "نتوقع أن يعود هؤلاء اللاجئون الأفغان إلى ديارهم لدى تحسن الوضع في أفغانستان".

وإيران مقصد قديم للأفغان الباحثين عن العمل أو الفارين من الحرب. لكن حالة الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني بشدة جراء العقوبات الأميركية، دفعت طهران على تشجيع أكثر من مليوني لاجئ أفغاني في البلاد على العودة إلى ديارهم.

أردوغان يعتزم العمل لمنع تدفق اللاجئين الأفغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن بدوره الأحد، أن بلاده ستعمل مع باكستان لإرساء الاستقرار في أفغانستان بهدف منع تدفّق اللاجئين من الدولة التي تشهد نزاعاً.

وقال، "تركيا تواجه موجة هجرة متزايدة من الأفغان الذين يعبرون إيران. سنواصل بذل الجهود للسماح بعودة الاستقرار إلى المنطقة، بدءاً من أفغانستان". وأضاف، "لذلك، علينا مواصلة وتعزيز تعاوننا مع باكستان" الدولة المجاورة لأفغانستان والجهة الفاعلة الرئيسة في هذا البلد؟ وتابع "نحن مصممون على تعبئة الوسائل المتاحة كافة لدينا للتوصل إلى ذلك".

وكان إردوغان الذي لم يعطِ مزيدا من التفاصيل، يتحدث في اسطنبول بحضور نظيره الباكستاني عارف علوي أثناء حفل تدشين سفينة عسكرية بنتها تركيا لباكستان.

ألبانيا وكوسوفو مستعدتان لاستقبال اللاجئين

في المقابل، أبدت ألبانيا وكوسوفو الأحد استعدادهما لاستقبال مئات اللاجئين الأفغان بينهم نساء يتولين مسؤوليات وموظفون حكوميون وموظفون آخرون مهددون من حركة "طالبان".

وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، في تصريح نُشر الأحد على صفحته على موقع "فيسبوك"، إن "ألبانيا، العضو في حلف الأطلسي، مستعدة لتحمّل نصيبها من العبء".

ووافقت كوسوفو جارة ألبانيا شمالاً والمقاطعة الصربية السابقة ذات الغالبية الألبانية التي أعلنت استقلالها عام 2008، "من دون تردد" على طلب الولايات المتحدة استقبال لاجئين أفغان "في شكل مؤقت"، وفق ما أعلنت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني على حسابها على موقع "فيسبوك". وقالت، "علينا أن نكون إلى جانب أصدقائنا، خصوصاً الولايات المتحدة لأنها كانت إلى جانبنا".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار