Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزاولة الصحافة في روسيا تصبح صعبة بشكل متزايد

بات الجهاز القمعي التابع للحكومة، من محاكم وشرطة ومحققين، موجهاً الآن علناً ضد الصحافيين المستقلين، كما يقول أوليفر كارول في ما يلي

"لطالما كانت روسيا معادية للصحافيين" (أ ف ب)

حملت الأنباء الواردة من روسيا في الأسبوع الماضي أخبار إغلاق موقعين إعلاميين تابعين للمعارضة وذلك جراء الضغط الذي مارسه الكرملين مباشرة، ومداهمة منزل صحافي استقصائي بارز وبيت آخر يعود لوالديه، وفرار رئيس تحرير مرموق من روسيا، وإطلاق تهمة "عميل أجنبي" على مزيد من الأشخاص. وهذه هي العناوين الرئيسة للأخبار في سبعة أيام فقط.

لطالما كانت روسيا معادية للصحافيين. وقد قتل هؤلاء الذين في السلطة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وأحبطوا، وأغلقوا، كما عرقلوا الكشف عن الحقيقة. بيد أن التقارير السطحية التي زعمت بانتظام أن الصحافة الروسية صارت في عداد الموتى، كانت تنطوي على مبالغة كبيرة أيضاً. ولقد رأيت بنفسي المهنة من الداخل، حين عملت لسنوات عدة في أواسط العقد الأول من القرن الحالي رئيس تحرير للنسخة الروسية من مجلة "إيسكواير". وتابعت في ذلك الوقت عن كثب وبشكل مباشر تألق الصحافيين المحليين ومثابرتهم وطاقتهم، ورأيت كيف يتعاملون مع كل صدمة على أنها تحد جديد. 

وقد سُمح لنا في "إيسكواير" عموماً أن نطبع كل ما أردنا، وهو ما فعلناه بحماس جامح من دون كثير من التفكير في ما كنا نطبعه. بالانتقال سريعاً إلى عام 2021، فإن الإعلام صار يواجه ضغطاً من مستوى مختلف إلى درجة لم يعد معها الحديث عن نهاية الصحافة الروسية عبارة عن مبالغة تتسم بالسطحية كما كان الأمر سابقاً. لقد بات الجهاز القمعي التابع للحكومة، من محاكم وشرطة ومحققين، موجهاً الآن علناً ضد الصحافيين المستقلين. إنهم يواجهون معركة جالوت [العملاق الذي هزمه داود في التوراة]من أجل البقاء. حددت تيسيا بيكبولاتوفا، وهي رئيسة تحرير مطبوعة "خولود" المستقلة المتميزة التي تتخصص بالتحقيقات الصحافية، في نهاية الأسبوع طريقة معينة للمقاومة. ورأت بيكبولاتوفا أن الصمت لا يُنتج سوى الأشياء السيئة، لذا يجب على الصحافيين أن يرفعوا الصوت ويسردوا قصصهم بالصراخ عبر الهاشتاغ #zapreshchennayaprofessiya or #forbiddenprofession

لقد فعل ذلك العشرات سلفاً. وغالباً ما يكون من الصعب قراءة المنشورات التي تتحدث عن الآمال وخيبات الأمل المتنامية لمن يعملون في هذه المهنة. وإليكم مقتطف نموذجي إلى حد ما من المنشورات: "الصحافيون الذين ألهموني لم يعودوا موجودين. توفي بعضهم، ولن يكتب مرة أخرى أبداً. الأصدقاء والزملاء السابقون [الآخرون] عاطلون عن العمل وممنوعون من مزاولة المهنة. إنهم لا يعلمون ماذا يجب أن يفعلوه وأنا لا أعلم كيف أساعدهم". 

يبدو من الواضح، أن روسيا ليست دولة من النوع الذي يؤمن إيماناً أعمى بشيء. وسيعتمد مصير صحافتها إلى حد بعيد على قرارات يتخذها أصحاب الشأن في مجلس الأمن كل يوم خميس. لكن روعة عمل من هذا النوع تُذكر الجميع بالدور الذي يلعبه الصحافيون في أي مجتمع متحضر. ربما، وربما فقط، قد يساعد هذا في التحفيز على إعادة النظر قبل فوات الأوان.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء