Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيران الغابات تأكل الجزائر: 69 قتيلا في 17 ولاية

اجتاحت كل المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد وصولاً إلى الحدود التونسية وحداد وطني 3 أيام

ارتفعت حصيلة قتلى حرائق الغابات المتواصلة منذ الاثنين، التاسع من أغسطس (آب)، في مناطق عدة في الجزائر إلى 69 قتيلاً، هم 28 عسكرياً و41 مدنياً، وذلك على إثر تسجيل أربع وفيات جديدة في مدينة بجاية في وقت تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران.

منطقة القبائل

واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها "مفتعلة"، في منطقة القبائل في شمال شرقي الجزائر، ثم اجتاحت كل المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد، وصولاً الى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت بدورها اندلاع بعض الحرائق.

تضامن

وأعلنت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان في تغريدة على "تويتر"، استعدادها "لتقديم دعمها بغية مواجهة هذا الوضع العصيب"، مبدياً تضامنه مع الشعب الجزائري.

وأعرب المغرب عن الاستعداد لمساعدة الجزائر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية مضيفة أنها تلقت تعليمات من الملك محمد السادس لتجهيز "طائرتين من طراز كنادير للمشاركة في هذه العملية" التي ستنطلق "بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية".

وبحسب التلفزيون الحكومي، تلقى الرئيس تبون اتصالات من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ومن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، الذي عبّر عن "جاهزية بلاده لدعم الجزائر في هذا الظرف الصعب".

69 حريقاً في 17 ولاية

وتواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، إخماد الحرائق، وقال متحدث الحماية المدنية النقيب نسيم برناوي لتلفزيون "الشروق"، صباح الأربعاء، "عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقاً في تيزي وزو وحدها"، محذراً من أن "الرياح التي تهب حالياً يمكن أن تزيد انتشار الحرائق".

وشاهد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية صباح الأربعاء طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش، تنقلان المياه من سد تقسبت بتيزي وزو للإسهام في إخماد الحرائق.

واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها "مفتعلة" الاثنين في منطقة القبائل شمال شرقي الجزائر، ثم اجتاحت المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد، وصولاً إلى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت بدورها اندلاع بعض الحرائق.

وفي تيزي وزو وحدها ما زال رجال الإطفاء مدعومين بقوات الجيش على الأرض والمروحيات، يعملون على إخماد 23 حريقاً اندلعت منذ الاثنين في المنطقة الكثيفة بالسكان والمعروفة بجبالها وغاباتها، وفق ما أفاد مدير الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد لوسائل إعلام محلية الأربعاء.

النيران تحاصر البيوت

وفي دائرة "الأربعاء ناث إيراثن" التي تقع ضمن الولاية، وتضم عدداً من البلدات والقرى، اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم بعدما حاصرتها النيران، وهم لا يحملون سوى أمتعة خفيفة ووثائقهم المهمة.

وقال عبدالحميد، وهو تاجر في قرية بني يني خلال اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنه ترك كل ما يملك في قريته، وهرب مع زوجته وثلاثة من أبنائه إلى مدينة تيزي وزو.

وأضاف، "من حسن حظي أنني أملك شقة في وسط المدينة لجأت إليها مع أسرتي وآويت معي أحد جيراني"، مشيراً إلى أن "الطرق نحو هذه القرى مغلقة والوضع خطر جداً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان مراسل وكالة الصحافة الفرنسية شاهد الثلاثاء وصول النيران إلى مستشفى "الأربعاء ناث إيراثن" المليء بالمرضى، وبينهم مصابون بكورونا، وسارع نحو 100 إطفائي وجندي إلى إطفاء الحريق لمنع وصوله إلى المستشفى.

وبدأت فرق الإنقاذ بإخراج الأطفال نحو مكان آمن مع التخوف من انفجار خزان الأوكسجين.

وكتبت الحماية المدنية عبر صفحتها على "فيسبوك" مساء الثلاثاء، "تمكنّا من إخماد الحريق الذي اندلع في محيط المستشفى بفضل المواطنين والأطباء والممرضين".

إيواء المنكوبين وقوافل مساعدة

وفتح مواطنون بيوتهم لاستقبال الهاربين من النيران، وفق رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، الذي أعلن أيضاً تسخير "كل الفنادق حتى الخاصة منها، وكذا الإقامات الجامعية من أجل إيواء المنكوبين".

ومنذ صباح الثلاثاء بدأت دعوات إلى تنظيم قوافل لمساعدة سكان قرى تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع المواد الغذائية والأدوية ووسائل نقل المياه وللمساعدة في إخماد الحرائق، وانطلقت من العاصمة شاحنات تنقل مواد تبرّع بها مواطنون وتجار، وكذلك سيارات مواطنين حملوها بمياه الشرب وحليب الأطفال والحفاضات، وفق ما نقل مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونشرت صفحة "أطباء" على "فيسبوك" نداء للتطوع من أجل الانتقال إلى مستشفى تيزي وزو للمساعدة في علاج المصابين، مشيرة إلى أن العاملين في المستشفى "مرهقون أصلاً" بسبب ارتفاع عدد إصابات كورونا.

كما أعلنت وزارة الصحة تخصيص أماكن إضافية للمصابين بحروق خطرة في المستشفيين المتخصصين بالعاصمة.

استمرار موجة الحر وحداد وطني

وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق إلى يوم 15 أغسطس، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة، وشهدت تيزي وزو أكبر الخسائر البشرية.

وكتب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إنهم قتلوا "بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من 100 مواطن من النيران الملتهبة بجبال بجاية وتيزي وزو"، معلناً حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام بداية من الخميس، وتجميداً مؤقتاً لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ما عدا التضامنية.

وأعلنت الإذاعة الجزائرية العامة الثلاثاء توقيف ثلاثة من "مشعلي حرائق" في مدينة المدية (شمال)، فيما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية توقيف رابع في عنابة.

وتضم الجزائر 4.1 مليون هكتار من الغابات فقط، مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1.76 في المئة، وتشهد البلاد حرائق غابات سنوياً، إذ أتت النيران عام 2020 على نحو 44 ألف هكتار.

الأيدي المجرمة

وكانت الحكومة الجزائرية قالت إن مشعلي حرائق هم المسؤولون عن العشرات من حرائق الغابات التي أدت إلى مقتل العشرات وتدمير عدد من المنازل شرق العاصمة.

وصرح وزير الداخلية كامل بلجود بأنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن إشعال الحرائق.

وقال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن مساء الثلاثاء للتلفزيون الحكومي إن عدد القتلى ارتفع إلى 42، من بينهم 25 عسكرياً.

استئجار طائرات

وأضاف أن الحكومة طلبت المساعدة من المجتمع الدولي وتجري محادثات مع شركاء لاستئجار طائرات للإسراع بإطفاء الحرائق.

وقال وزير الداخلية في تصريحات للتلفزيون الرسمي "وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقاً في آن واحد في عدة مناطق بالولاية".

وفي الأسبوع الماضي، قال مرصد الغلاف الجوي التابع للاتحاد الأوروبي إن البحر المتوسط أصبح بؤرة لحرائق الغابات، مع انتشار الحرائق في تركيا واليونان على نحو فاقمت منه موجة الطقس الحارة.

قانون لمعاقبة المسؤولين

وخلال جلسة لمجلس الوزراء في 25 يوليو (تموز)، أمر الرئيس عبد المجيد تبون بصياغة مشروع قانون يعاقب المسؤولين عن إشعال الحرائق في الغابات، بأحكام تصل إلى 30 عاماً في السجن أو حتى السجن مدى الحياة إذا تسبب الحريق في مقتل أشخاص.

وفي أوائل يوليو، قبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في إشعال حرائق دمرت 1500 هكتار من الغابات في أوراس شمال شرقي الجزائر.

وشهد شرق الجزائر حرائق كبيرة التهمت عشرات الهكتارات خصوصاً في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات