Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهود عراقية مكثفة لإنجاح قمة دول الجوار في بغداد

ستركز على قضايا الوضع في سوريا ومحاربة تنظيم "داعش"

يواصل مبعوثو رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظم، جولاتهم على البلدان الجارة لإقناع قادتها بالمشاركة في قمة دول جوار العراق نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي، بهدف منع أي تصعيد جديد في المنطقة، وعدم تأثيره سلباً في الوضع الهش في البلاد قبيل أسابيع من تنظيم انتخابات برلمانية ستكون مفصلية للدولة العراقية بعد عام 2003.
وشملت جولات المبعوثين كلاً من السعودية والكويت وإيران وتركيا والأردن، باستثناء سوريا التي يبدو أن حضورها أو توجيه الدعوة إليها لن يحفز المجتمع الدولي والولايات المتحدة وحلفاءهما في المنطقة على دعم قمة دول الجوار العراقي.

ماكرون وبلينكن سيحضران القمة

وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي بالكاظمي، نيته المشاركة في القمة لبحث عدد من المواضيع المهمة في المنطقة. وبحسب مصادر حكومية عراقية فإن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وعدداً آخر من الدول المؤثرة في المنطقة من خارج الجوار العراقي ستشارك بمستوى بارز.
ورجحت المصادر العراقية مشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القمة، لتأكيد الدور الأميركي الداعم للعراق في مسعاه لاستعادة دوره كعامل مساعد للاستقرار في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وسلم وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، رسائل من الكاظمي إلى قادة السعودية وتركيا وإيران لحضور القمة، فيما سلم وزير التخطيط، خالد البتال، دعوة من رئيس الوزراء العراقي إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح للمشاركة فيها.
وأفادت وكالة "إسنا" الإيرانية للأنباء بوصول وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى طهران، الثلاثاء، حيث التقى نظيره محمد جواد ظريف ظهراً. وفي حين أشارت الوكالة إلى أن اللقاء بحث "العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية والدولية"، توقعت "بناء على بعض التقديرات، أن يقدم وزير خارجية العراق إلى السلطات في طهران، دعوة لحضور إيران قمة بغداد الدولية".

وكان الإعلام الرسمي الإيراني أفاد بوصول حسين في وقت سابق، الثلاثاء، إلى طهران للقاء ظريف ومسؤولين آخرين، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

سوريا وداعش أهم المحاور

ويرى رئيس مركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، معتز عبد الحميد، أن "القضية السورية ومحاربة فكر داعش أهم ما سيناقشه قادة جوار العراق"، فيما يشير إلى أن "عقد المؤتمر يشير إلى نجاح الدبلوماسية العراقية". ويضيف عبد الحميد أن "العراق يلعب دوراً إقليمياً مهماً جداً في الوقت الحاضر، وبعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الناجحة إلى الولايات المتحدة، واجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، أثبت أن العراق مقبل على أن يكون محوراً لعقد مثل هذه المؤتمرات".

المشاكل بين أميركا وإيران

ويشير عبد الحميد إلى أن "المؤتمر سيُخصص لمعالجة قضايا الإقليم، لا سيما المشاكل المهمة بين أميركا وإيران والخلافات بين دول المنطقة وتقريب وجهات النظر"، لافتاً إلى أن "العراق توجه نحو محيطه العربي وعقد مؤتمراً ثلاثياً بين مصر والأردن في بغداد، وكان ذلك عاملاً مهماً لنجاح الدبلوماسية وفتح آفاق التعاون مع الدول الثلاث، والعودة إلى ما يُسمى مشروع الشرق العربي، الذي يضم مجموعة من الدول إضافة إلى سوريا والأردن وقد تنضم إليه دول الخليج العربي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حضور ماكرون مهم

ويؤكد عبد الحميد أن "حضور الرئيس الفرنسي المؤتمر دلالة على اهتمام الاتحاد الأوروبي بأن يكون العراق محوراً مهماً جداً لهذه اللقاءات، إذ تتبوأ بغداد مركزاً مهماً للعلاقات الاستراتيجية بين دول الجوار وتوفير مناخ مهم للمصالحة وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية".
ويعتقد عبد الحميد أن "محور المحادثات سيتركز على القضية السورية، لا سيما أن الفرنسيين مهتمون بمحور سوريا ولبنان وكذلك ارتباط سوريا بعلاقات طيبة مع كل من العراق وإيران". ويرجح أن يكون "الملف الأمني من ضمن الملفات المهمة المشتركة لدى كل هذه الدول، فعلى الرغم من الانتصار على (داعش) بالعراق، فإن فكره ما زال موجوداً. وتعاني فرنسا الخلايا المنفردة، وتتحرك ضد بعض الشباب الذين لجؤوا إلى (داعش)"، معتبراً أن "دور العراق سيكون كبيراً في هذه المحادثات لأنه سيتفهم الإرهاب ومكافحته".

أسر "داعش"

ويُعتقد أن من ضمن القضايا التي ستُبحث مصير أسر الدواعش الأوروبيين في مخيم الهول، الذي يُعتبر من المخيمات الخطرة على سوريا والعراق، إذ يرفض الاتحاد الأوروبي استقبال مقاتلي "داعش" على أراضيه.

أزمات المنطقة

بدوره يشير رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، إلى أن المؤتمر "سيبحث أزمات المنطقة ويضع الحلول لبعض المشاكل". ويضيف فيصل أن "المؤتمر يمثل أهمية استراتيجية كبيرة للعراق من خلال تبني خيار الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بدل الحروب، فسوريا تعيش دماراً هائلاً ولبنان يعيش أزمة كبرى، والعراق يعاني مجموعة أزمات وحروباً ودماراً وفوضى السلاح المنفلت"، لافتاً إلى أن "هذه الملفات تشكل تهديدات خطيرة لأمن الخليج العربي ومصر، فهناك مشكلة في سيناء تتمثل بتنظيمات دولة الخلافة والحرب في اليمن والأزمة العميقة في السودان وكذلك ليبيا". ويضيف أن "هناك حاجة إلى تشاور وعمل مشتركَين وتبادل الأفكار، فيمكن أن تلعب تركيا دوراً بنّاءً في التعاون والتجارة والسلم والتنمية من خلال خبراتها الاقتصادية، ويمكن أن تلعب إيران دوراً إيجابياً إذا ما أرادت تغيير سياستها الخارجية وتذهب في اتجاه التضامن والتفاعل والانفتاح على المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات، وتغيّر سياستها في تدخلها الخطير بالشؤون السيادية للعراق ولبنان واليمن"، موكداً أن "هذا الأمر لا يتم إلا من خلال الضغط الإقليمي والدولي على إيران، ولهذا فإن وجود فرنسا بحكم علاقاتها الوثيقة مع طهران ودول المنطقة جاء لتقريب وجهات النظر".

أزمة المياه

ويرجَّح أن يبحث المؤتمرون ملف المياه، إذ إن كلاً من العراق وإيران وسوريا يعانون نقص المياه، بينما بنت تركيا سدوداً للبحث عن أمنها المائي وتطوير الزراعة، معتبراً أن هذا الحوار ممكن أن يتبنى استراتيجية موحدة لضمان الأمن المائي. ولفت إلى أن "السعودية تتجه إلى مشاريع التنمية الخضراء والطاقة البديلة، ويمكن أن يتبنى الاجتماع خيارات مهمة للحفاظ على البيئة وإيجاد حلول للاحتباس الحراري". وأكد أنه "من الممكن بحث قضايا أخرى مثل مسألة الأسلحة والكتائب والميليشيات والفوضى، لأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر".

النتائج ليست كبيرة

ويرى نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السابق، عبد الباري زيباري، أن "المؤتمر سيعطي حافزاً دبلوماسياً للحكومة الحالية، إلا أنه لن ينجح في تحقيق نتائج كبيرة". ويضيف زيباري "لا يوجد تقارب بين الدول المؤتمرة، ولذلك فإن المؤتمر لا يعدو أن يكون مؤتمراً بروتوكولياً من دون نتائج كبيرة، إلا أن حضور زعماء تلك الدول إلى العراق يُعتبَر نصراً دبلوماسياً للحكومة الحالية".
وشهدت العاصمة العراقية في الـ27 من يونيو (حزيران) الماضي، قمة ثلاثية بين العراق ومصر والأردن، حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، شهدت الاتفاق على التنسيق بين الدول الثلاث في مختلف المجالات وتطوير العلاقات الاقتصادية.

المزيد من العالم العربي