Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحداث تاريخية في يوم التروية كادت أن تعطل أداء فريضة الحج

ضرب كورونا العالم لتتخذ الدول إجراءات احترازية لتمنع انتشاره

يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء (واس) 

هل تخيلت أن يمضي عام من دون تلبية الحج الذي يعد فريضة لدى المسلمين؟ في الوقت الذي يأمل كثيرون من المسلمين أداء الحج وينتظرون سنين طويلة ليتمكنوا من السفر إلى المشاعر المقدسة من أنحاء مختلفة في العالم، إلا أن 10 أحداث تاريخية كادت أن تعطل فريضة الحج في يوم التروية وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة.

معركة "الفخ" في يوم التروية

بدأت أول الأحداث في عام 169 هـ، الموافق 786 يونيو (حزيران) ميلادياً، عندما حدثت "موقعة الفخ" في اليوم الثامن من ذي الحجة (قرب مكة في مكان يسمى فخ)، وحدثت المعركة بين الجيش العباسي في مواجهة ثوار من العلويين بزعامة الحسين بن علي (العابد)، بعدما أعلن الحسين العابد مبايعة نفسه، وأقبل الناس في هذا اليوم لمبايعته، وعندما علم العباسي موسى الهادي، أرسل جيشاً على وجه السرعة للقضاء على الثورة، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى، فيعجز عن إيقافها، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة، والتقى الثائرين وهم محرمون في طريقهم للحج في (الثامن من ذي الحجة 169هـ، 11 يونيو 786م) في معركة عند مكان يسمى "فخ" يبعد عن مكة ثلاثة أميال، وانتهت المعركة بهزيمة جيش العلويين ومقتل كثيرين من الطرفين في طريق الحج.

تخويف الأفطس ليقف الناس بعرفة بلا إمام وخطبة

وفي عام 199هـ، الموافق 815 ميلادياً، حدثت الثورة الثالثة للعلويين الذين اختاروا مكة أيضاً، حيث دخل حسين الأفطس العلوي إلى مكة في يوم التروية ليفر أمير مكة وتبعه تخوفاً منه، ما تسبب بوقوف الناس بعرفة بلا إمام، وصلوا بلا خطبة، وعمد إلى خزانة الكعبة فجردها مما فيها من الأموال وقسمها في جيشه، ولعله رأى أن الكعبة لا حاجة لها في أموال مجمدة تفتقر إليها الجيوش المحاربة في سبيل الإسلام في رأيه.

"السفاك" يحرق ويقتل الناس في يوم التروية

وفي يوم التروية، سنة 251هـ، الموافق 866 ميلادياً، كاد أن يتعطل الحج، إذ ظهر في مكة إسماعيل بن يوسف الملقب بـ"السفاك "، وفعل بمكة أفعالاً قبيحة من قتل ونهب وحرق كما سرق كل ما في جوف الكعبة وكسوتها، وحاصر مكة حتى مات أهلها جوعاً فهربوا وهرب جمع من الحجاج من مكة، فلم يقفوا بعرفة لا ليلاً ولا نهاراً، وأدوا بقية المناسك خفية، وكادوا ألا يؤدوا فريضة حج هذا العام.

القرمطي يتسبب في مذبحة الحجاج

وجاء حج سنة 317هـ، الموافق 930 ميلادياً، التي تعد من أسوأ السنين التي مرت على تاريخ مكة وتاريخ الحج، ففيها توجه الناس صوب مكة وسلموا في طريقهم، ولكن لم يشعر الناس في يوم التروية إلا وداهمهم أبو طاهر سليمان بن أبي ربيعة الحسن القرمطي في مكة مع 900 رجل من أتباعه، فدخلوا المسجد الحرام، وأبو طاهر في حالة سكر راكباً فرسه وبيده سيف، فكانت مذبحة الحجاج ولمن هم بمكة من أهلها أو المجاورين فيها، وردم بهؤلاء القتلى بئر زمزم حتى ملأها واقتلع هو وأتباعه القرامطة الحجر الأسود، وعروا الكعبة من كسوتها، وصعد أبو طاهر بنفسه على باب الكعبة واستقبل الناس بوجهه، وهو يقول، "أنا بالله وبالله أنا، يخلق الخلق وأفنيهم أنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كسر فلقة من الركن اليماني يتسبب بوباء في الحج

وفي سنة 419هـ، الموافق 1029 ميلادياً، حدثت حادثة غريبة كما ذكر كتاب "المسالك والممالك"، وهي أنه في تلك السنة انكسرت من الركن اليماني فلقة قدر أصبع، وغفل الناس في يوم التروية عن شدها، فصارت عند قوم من أهل مكة من الحسنيين، فوقع في مكة وباء عام تزامناً مع انكسار الركن، وموتان، حتى أنه قيل كما يروي الكتاب، "إن المريض لا يلبث فوق ثلاثة أيام، كما هلك 10 أشخاص من أهل الدار الذين اتهموا أن الفلقة بحوزتهم، فرأى بعض الصالحين المجاورين أن يفتقد ما ذهب من الكعبة فيرد، فيدفع الله عنهم الوباء، فردت إلى موضعها فارتفع الوباء. 

اشتباكات بين حجاج إيرانيين وقوات الأمن السعودية

وفي اليوم السادس من ذي الحجة إلى الثامن من ذي الحجة، يوم التروية عام 1407هـ، الموافق في 1987م، حدثت اشتباكات عنيفة في مكة المكرمة أثناء موسم الحج ، إذ اعتاد الإيرانيون على القيام بتظاهرات سنوية ضد إسرائيل وأميركا رافعين شعارات "الثورة الإسلامية" في إيران والدعوة إلى "الوحدة الإسلامية"، لكن في تلك السنة حاول القائمون على بعثة الحج الإيرانية تنظيم تظاهرة واسعة رافعين صور المسجد الأقصى والمسجد الحرام وصور مؤسس النظام الإيراني الخميني، لكن أغلق طوق من الشرطة السعودية والحرس الوطني جزءاً من مسار التظاهرة المخطط لها، ما أدى إلى مواجهات بينهم وبين الحجاج. وتصاعدت هذه التصادمات إلى اشتباك عنيف، تلاه تدافع مميت، وهناك جدل حول تفاصيل الحادث، ويفيد بعض المصادر بأن عدد القتلى من الحادث كان 402، 275 حاجاً إيرانياً، و85 شرطياً سعودياً، و42 حاجاً من جنسيات أخرى.

 

انفجاران تسبب بها 29 حاجاً كويتياً

وفي عام 1989، حدث في يوم التروية تفجيران وقعا في الساعة العاشرة مساء من يوم 10 يوليو (تموز) 1989، في موسم حج سنة 1409هـ، 1989م، حيث حدث انفجاران، الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور له، ونتج عن ذلك وفاة شخص واحد وإصابة 16 آخرين، وألقت الشرطة السعودية القبض على 29 حاجاً كويتياً ينتمون إلى "حزب الله" الكويت، إذ هرّبت مجموعة منهم إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، واتهم منهم 16 بتدبير التفجير، وعرضت "اعترافات" لهم على التلفزيون السعودي، ثم عرضوا على المحكمة التي أصدرت حكماً ضدهم بالقصاص، ونُفذ الحكم في 21 سبتمبر (أيلول) 1989.

حريق يقتل ويجرج أكثر من 1800 حاج

وفي يوم 8 ذو الحجة 1417 هـ الموافق 15 أبريل (نيسان) 1997م، تسببت سخانة تعمل بالغاز في حريق هائل اندلع في مخيمات الحجاج في منى، أدى إلى مقتل 343 حاجاً، وجرح أكثر من 1500 آخرين.

انهيار فندق يقتل الحجاج

وفي عام 2006 في اليوم الثامن من ذي الحجة، انهار مبنى فندق "لؤلؤة الخير" الذي يقع في وسط مكة المكرمة، وأدى إلى وفاة 76 حاجاً، وإصابة 62 آخرين.

وباء كورونا

وفي عام 2020، ضرب وباء كورونا المستجد العالم لتتخذ الدول إجراءات احترازية لتمنع انتشاره، منها الحجر المنزلي وإلزام الناس التباعد، وكاد الوباء أن يعطل الحج العام الماضي، لتتخذ الدولة السعودية قراراً يمنع تعطيله في اقتصار الحج على حجاج الداخل من كل الجنسيات، بأعداد محدودة، ولاستمرار الجائحة لحج هذا العام 2021، اتخذت السلطات السعودية الإجراءات نفسها لاستمرار الحج، بأقل الأضرار الممكنة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات