Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رمضان في دمشق الصغرى الفلسطينية

فرقة "المسحراتية" تواجه التكنولوجيا الحديثة في نابلس

"دمشق الصغرى"، هكذا يسمي أهل نابلس مدينتهم، خصوصاً البلدة القديمة منها، فالشبه كما يقولون كبير جداً بالتحديد في شهر رمضان، فهي تتزيّن بالفوانيس المضيئة وتقام حفلات الإنارة في حاراتها القديمة قبل حلول الشهر، وتبقى أسواقها مزدحمة بالناس الذين يشترون الحلويات والعصائر والأطعمة التي لا تباع إلا في رمضان.

كمدينة فلسطينية تشتهر نابلس بـ "الكنافة"، ولكن في هذا الشهر، يُظهر سكان البلدة القديمة مهاراتٍ أخرى في إعداد مختلف أنواع الحلويات الرمضانية، كالقطايف المحشوّة بالجوز أو اللوز أو القشطة أو الجبنة أو حتى الشوكولا، وحلاوة الجبن والعوامة (لقمة القاضي)، وأصابع زينب، والزلابية، والفطائر بالجبنة والقشطة وغيرها من الحلويات.

الوجود هناك متعة

هناك من يتوجه إلى أسواق البلدة القديمة لا لشراء الحاجات، بل للاستمتاع بالأجواء الرمضانية، وسماع نداءات باعة العصائر المختلفة كالتمر الهندي، وعرق السوس، والخرّوب، وباعة الفلافل المحشوّة والخضار المنتشرين في معظم زقاق البلدة.

أبيض أم أخضر؟

أما على صعيد الوجبات الرئيسية، فمعظم من تحدثنا إليهم في البلدة القديمة، أجمعوا على أن اليوم الأول يجب أن يكون أبيضَ أو أخضرَ، أي تفوح من المطابخ إما رائحة اللبن بنبات العكوّب أو الفول، أو بالملوخية الخضراء والسبانخ، لأن هذين اللونين يعتبرهما أهل المدينة بداية خير رمضانيٍ، وفي الأيام التي تلي، تعمّر سفراتهم بالمحاشي والكبة والمنسف والمقلوبة وغيرها.

ويقول الحاج أبو عماد، إن نابلس كما الحارات القديمة في سوريا، ما زالت تحتفظ بعاداتها الاجتماعية التي تقوم على التآلف والمحبة، ففي رمضان هناك ما يسمى "الفقد الرمضانية"، وهي تبادل الزيارات والهدايا بين العائلات في النصف الثاني من الشهر، إضافة إلى الولائم التي تتسابق الناس لتحديد مواعيدها قبل غيرها.

الزيّ التقليدي للحياة اليومية

ليست روائح الحلويات والمخلّلات والأطعمة الشهية هي ما يراه الزائر للبلدة، بل قد يمرّ بأشخاص كبار وصغار، يتجوّلون بالزي التقليدي، كجزء من حياتهم اليومية وليس ضمن عرض رمضانيٍ كما قد يظنّ الناظر في البداية.

"يا نايم وحد الدايم"

بعد منتصف الليل، تظهر فرقة المسحّراتية، التي تتجوّل بين المنازل، لإيقاظ الناس، في محاولة لمواجهة التكنولوجيا الحديثة كالساعات المنبّهة التي تنافس مهنة المسحّراتي هذه الأيام، لا في البلدة القديمة في مدينة نابلس فحسب، بل في قراها أيضاً.

المزيد من تحقيقات ومطولات