تراجعت الأسهم الأميركية من مستويات قياسية وسط قلق متزايد من انتشار متحورات كورونا، مما سيؤدي إلى قلب توقعات النمو، وإلى التراجع عن تداولات الانكماش الشائعة. كما شهدت السندات ارتفاعات بحسب "بلومبيرغ". وانخفض مؤشر "أس آند بي 500" بنسبة 1.6 في المئة، بعد أن سجل أعلى مستويات الإغلاق على الإطلاق في ثمانٍ من جلسات التداول التسع الأخيرة. كانت القطاعات الحساسة اقتصادياً مثل الصناعات وتقدير المستهلك من بين أكبر الانخفاضات، في حين تراجعت القطاعات المالية أكثر مع تراجع العائدات. وقال كريس جريسانتي، كبير استراتيجيي الأسهم في "أم أي آي مانيجمينت" "لقد تقدمت العديد من الأسهم على نفسها، خصوصاً في مجال الطاقة والشؤون المالية". "يجب على المستثمرين توخي الحذر لفصل الاقتصاد عن سوق الأوراق المالية".
ويركز شبح ذروة المنحنى على توقيت أول زيادة للبنك الاحتياطي الفيدرالي. في حين لا تزال خطط التحفيز للبنك المركزي حاسمة بالنسبة إلى توقعات السوق. بينما يدرس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الجدول الزمني لتخفيض 120 مليار دولار في مشتريات السندات الشهرية، فإن البنك المركزي الأوروبي على استعداد لتمديد سياسة فضفاضة للغاية. في ذروة مراجعة استمرت 18 شهراً نُشرت، رفع صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي هدف التضخم إلى 2 في المئة، وقالوا إنهم سيتسامحون مع تجاوزات معتدلة.وقال جورج بول، رئيس شركة الاستثمار "ساندرز موريس هاريس" ومقرها هيوستن "مجلس الاحتياطي الفيدرالي واثق من أن التضخم المدمر أمر مستبعد للغاية". "قد يكونون على صواب أو خطأ، لكنهم واثقون من أن الارتفاع في أسعار المستهلك سوف يتلاشى بمجرد أن نعيد توجيهنا بالكامل بعيدًا عن الوباء".ومع ترقب المستثمرين اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة توجّه صانعي السياسة بشأن توقعات أسعار الفائدة والتحفيز، تعيش الأسواق الدولية مخاوف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والناجم عن انتشار متحورة "دلتا"، على الانتعاش الاقتصادي العالمي، فيما ضربت موجة بيع عالمية معظم البورصات نتيجة ضبابية انتعاش الاقتصاد.
الأسهم الأوروبية
وتراجعت الأسواق الأوروبية، إذ قادت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية، مثل شركات التعدين وصناعة السيارات والبنوك الانخفاضات في التعاملات المبكرة، مع تأثر المعنويات عالمياً، بسبب مخاوف حيال التعافي الاقتصادي.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7 في المئة، بعدما تراجعت الأسواق الآسيوية، بسبب مخاوف بشأن التعافي في الصين، وتشديد القواعد التنظيمية على شركات التكنولوجيا.
وفي أوروبا، هبطت أسهم البنوك الشديدة التأثر بأسعار الفائدة مع استمرار انخفاض عائدات السندات الحكومية. وهوى مؤشر بنوك منطقة اليورو 1.5 في المئة، إذ تضررت الأرباح من انخفاض أسعار الفائدة. كما هبطت أسهم شركات التعدين وصناعة السيارات بأكثر من واحد في المئة.
غرامات تطال "بي أم دبليو" و"فولكسفاغن"
على صعيد آخر، فرضت هيئة مكافحة الاحتكار التابعة للاتحاد الأوروبي الخميس غرامة قدرها 875 مليون يورو (نحو مليار دولار) على مجموعتي صناعة السيارات الألمانيتين "فولكسفاغن" و"بي أم دبليو" لتواطئهما في مجال تطوير تكنولوجيا لمكافحة التلوّث للسيارات التي تستخدم الديزل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة مارغريت فيستاغر، في بيان، "يرتبط قرار اليوم بالكيفية التي خرج من خلالها تعاون تقني قانوني عن المسار الصحيح". وجرى استثناء شركة "دايملر" الألمانية أيضاً من التعرّض لغرامة، نظراً إلى تعاونها مع التحقيق.
في الوقت ذاته، ارتفعت الصادرات الألمانية مجدداً في مايو (أيار) الماضي، مما يشير إلى استمرار التعافي في أكبر اقتصادات أوروبا.
وقال مكتب الإحصاء الاتحادي إن الصادرات المعدلة في ضوء العوامل الموسمية صعدت 0.3 في المئة على أساس شهري، بعد زيادة معدلة بالخفض بلغت 0.2 في المئة في أبريل (نيسان) الماضي. وارتفعت الواردات 3.4 في المئة على أساس شهري، متجاوزة توقعات "رويترز" لزيادة 0.4 في المئة.
الذهب يصعد مع نزول الدولار
وقلبت أسعار الذهب مسارها لتحقق مكاسبها مع تراجع الدولار ومواصلة عوائد السندات مسارها الهبوطي، مما يجعل المعدن الذي لا يدرّ عائداً أكثر جاذبية للمستثمرين.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1811.10 دولار للأوقية "الأونصة"، وقفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 في المئة إلى 1814.70 دولار.
وقال كارستن فريتش، المحلل في كومرتس بنك "النظرة العامة للذهب صعودية. العقبة الوحيدة في السوق التي تقوّض زيادة الذهب وتعيده إلى الهبوط هي الدولار. مع ضعف الدولار إلى حد ما، عاد المعدن إلى الارتفاع مرة أخرى".
وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة أخرى 0.1 في المئة. وضعف الدولار يجعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى. في غضون ذلك، بلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات أدنى مستوى في أكثر من أربعة أشهر.
أسهم اليابان تتراجع
وفي طوكيو، تراجعت الأسهم اليابانية، إذ أثار اعتزام البلاد إعادة فرض حالة الطوارئ لاحتواء عودة وتيرة إصابات كورونا للزيادة مخاوف من تباطؤ اقتصادي. وانخفض المؤشر نيكي القياسي 0.88 في المئة إلى 28118.03 نقطة، وهو أدنى مستوى عند الإغلاق في أكثر من أسبوعين، في حين انخفض المؤشر توبكس الأوسع 0.90 في المئة إلى 1.920.32 نقطة.
وأعلن وزير ياباني أن البلاد تستعد لإعلان حالة الطوارئ الرابعة لطوكيو، التي ستستمر خلال استضافتها للأولمبياد.
وتخضع منطقة طوكيو حالياً لقيود "شبه طارئة" أقل صرامة بعض الشيء. وقال وزير الاقتصاد ياسوتوشي نيشيمورا إنه في ظل القيود المشددة، سيُطلب من المطاعم التوقف عن تقديم المشروبات الكحولية. وأفادت صحيفة أساهي اليومية بأنه من المقرر أن يحظر منظمو الأولمبياد حضور الجماهير للألعاب التي تستمر في الفترة من 23 يوليو (تموز) الحالي إلى الثامن من أغسطس (آب) المقبل.