Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يختبر بوتين قدرة بايدن عبر القرصنة الإلكترونية؟

أجهزة الأمن الأميركية تحاول معرفة الرابط بين الهجمات الرقمية والحكومة الروسية

حذر الرئيس الأميركي حذر نظيره الروسي في قمة جنيف من أن الرد الأميركي سيكون قاسياً إذا تعرض القراصنة الروس للقطاعات الحيوية الأميركية (أ.ف.ب)

يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعاً، اليوم الأربعاء، مع كافة الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة لبحث الهجمات الإلكترونية وعمليات القرصنة بغرض الفدية، والتي يعتقد أنها من قبل مجموعة مقرصنين يعملون من روسيا. ويرفع الرئيس الأميركي مستوى التهديد بالقرصنة من أجل فدية إلى أولوية أمن قومي.

كان بايدن طلب من أجهزة الأمن التحقيق في الهجمات التي بدأت، الجمعة الماضي، ومعرفة مصدرها، وإن كان للمقرصنين علاقة بالكرملين. وهدد الرئيس الأميركي بأن الرد الأميركي سيكون قوياً إذا ثبت أن للحكومة الروسية علاقة بتلك الهجمات.

مجموعة "ريفيل"

ويعتقد على نطاق واسع أن مجموعة قراصنة روس، تدعى "ريفيل" هي المسؤولة عن تلك الهجمات، وذلك بعد رصد رسائل على الإنترنت السوداء (دارك ويب) تعرض توفير الشيفرة الرقمية لفك التعطيل الذي أصاب عشرات الأنظمة مقابل فدية تصل إلى 70 مليون دولار. وأمكن الربط بين تلك الرسائل ومجموعة "ريفيل" الروسية تلك.

ولا يقتصر الهجوم على شركات أميركية، بل طال شركات في نحو 17 بلداً. فعلى سبيل المثال، ما زالت سلسلة محلات السوبر ماركت التابعة لأكبر شركة مبيعات تجزئة في السويد "كوب" مغلقة منذ، الإثنين، بعد ما أدت عملية القرصنة بغرض الفدية إلى توقف أنظمة تسجيل المدفوعات على منافذ البيع. وفي ألمانيا، أبلغت شركة أنظمة إلكترونية السلطات بأن الآلاف من عملائها تم اختراق أنظمتهم. كذلك الحال مع شركات خدمات إلكترونية في هولندا هما "فيلزآرت" و"هوبنرفر تيكنيك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اختبار بوتين لبايدن

ونشرت وكالة "بلومبيرغ"، الأربعاء، تحليلاً خلصت فيه إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يختبر صلابة وحزم الرئيس الأميركي جو بايدن بعد القمة التي جمعتهما الشهر الماضي في جنيف. وكتبت "بلومبيرغ" "يسعى الرئيس الروسي لكسب النفوذ عبر التدخل في شؤون الدول الأخرى وإرسال قواته إلى مناطق صراع تبعد آلاف الأميال. ذلك لأن بلده الغني بالموارد لا يوازي اقتصاده حجم الاقتصادي الأميركي أو الصيني. وبالنسبة لأميركا، عثر بوتين على نقطة ضعف هي البنية التحتية السيبرانية (الإلكترونية). إذ يتعزز الربط بين الهجمات الإلكترونية بغرض الحصول على فدية وهجمات القرصنة وجماعات قرصنة داخل روسيا تدعمها الحكومة أو تشجعها".

وأضافت الوكالة في تحليلها: "في أحدث تلك الهجمات، ينقل مراسلونا عن مصادرهم أن مقرصنين تابعين للحكومة الروسية اخترقوا مواقع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رغم أن الكرملين ينفي تورطه في الأمر. ومع أن تصرفات بوتين لا تكون مفاجئة دائماً، إلا أنها تضع الرئيس جو بايدن في موقف حرج خاصة بعد قمتهما في جنيف. وقال بايدن إنه خاطب بوتين بحدة حول وقف الهجمات، خصوصاً على شبكات البنية الأساسية الحساسة مثل خطوط أنابيب الطاقة حيث كلفة تعطلها باهظة. وصرح بأن بوتين سمع نصيحته. مع ذلك تستمر الهجمات".

ويخلص التحليل إلى أنه "ربما يختبر بوتين مدى قدرة بايدن على تحمل الإبقاء على العلاقات بين البلدين على قدم المساواة ويقبل التعاون في قضايا مشتركة بما في ذلك الموقف من إيران. كما أن بايدن يخشى من اتخاذ أي إجراء يدفع منافسي أميركا الرئيسيين، روسيا والصين، إلى التقارب أكثر فيما بينهما. في الوقت نفسه لن تسكت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري على بايدن، وسيفتح الباب للرئيس السابق دونالد ترمب لاتهام بايدن بأن "بوتين أخضعه". وهكذا سيواجه بايدن معضلة أن عليه أن يفعل شيئاً، على الرغم من حجم العقوبات الهائل المفروض على روسيا".

معضلة بايدن

كان الرئيس الأميركي حذر نظيره الروسي في قمة جنيف من أن الرد الأميركي سيكون قاسياً إذا تعرض القراصنة الروس للقطاعات الحيوية الأميركية. وحدد بايدن 16 قطاعاً لا يجوز المساس بها، ما جعل الجمهوريين يتهمونه بأنه كأنما دعا بوتين والقراصنة الروس لاستهداف القطاعات الأخرى.

ومن الواضح أن القيادة الروسية في الكرملين تسعى لاستغلال الوضع لمزيد من المحادثات والمشاورات، وهذه المرة في البيت الأبيض في واشنطن. فعندما سأل الصحافيين المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الإثنين، إن كان هناك أي اتصال رسمي من واشنطن بشأن هجمات القرصنة الأخيرة أجاب بالنفي؛ لكنه اقترح إجراء مزيد من المحادثات حول الأمن الإلكتروني. وقال بيسكوف "توصل الرئيسان (بوتين وبايدن) إلى اتفاق على طرح آلية للتشاور بشأن الأمن السيبراني... ويمكن لهذه المسألة أن تكون موضوع محادثات".

وعلى الأرجح لن يلقى الاقتراح الروسي آذنا مصغية في واشنطن، فالرئيس الأميركي لا يمكن أن يخاطر باستدعاء مزيد من النقد من جانب الحزب الجمهوري والرئيس السابق. بخاصة وأن الحزبين، الديمقراطي الحاكم والجمهوري، يستعدان لحملات انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الكونغرس النواب والشيوخ.

المزيد من متابعات