Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة الأفغانية تتعهد باستعادة المناطق التي استولت عليها طالبان

الأميركيون أنجزوا 90 في المئة من الانسحاب وفرنسا "قلقة" وألمانيا تغلق قنصليتها في مزتر الشريف

نشرت السلطات الأفغانية، الثلاثاء، السادس من يوليو (تموز)، مئات الأفراد من قوات خاصة وميليشيات موالية للحكومة بهدف مواجهة الهجوم العنيف الذي تشنه حركة "طالبان" في الشمال والذي أدى إلى فرار أكثر من 1000 جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة.

اشتباكات في ولايات عدة

واندلعت الاشتباكات في ولايات عدة لكن المتمردين شنوا حملة مدمرة عبر الريف الشمالي خصوصاً وسيطروا على عشرات الأقاليم خلال الشهرين الماضيين.

وفي الأسبوع الماضي، غادرت كل القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي قاعدة "باغرام" الجوية قرب كابول، المركز الأساسي للعمليات الأميركية الاستراتيجية في أفغانستان، بعد تدخل استمر 20 عاماً في البلاد، ويفترض أن ينجز الانسحاب في 11 سبتمبر (أيلول) المقبل.

هجوم كبير

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع فؤاد أمان لوكالة الصحافة الفرنسية، "نخطط لشنّ هجوم كبير من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها العدو"، مضيفاً، "يجري تنظيم قواتنا على الأرض من أجل هذه العملية".

وانتشر مئات من القوات والميليشيات الموالية للحكومة في ولايتي "تخار" و"بدخشان" الشماليتين حيث سيطرت "طالبان" على مساحات شاسعة من الأراضي، من دون أي قتال في أحيان كثيرة.

وقال مسؤولون أفغان في مجال الدفاع إنهم يريدون تأمين المدن الرئيسة والطرق والبلدات الحدودية في مواجهة هجوم "طالبان"، الذي تزامن مع مضي القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي قدماً في سحب جنودهما في أوائل مايو (أيار).

الحكومة تتعهد باستعادة المناطق

وتعهدت السلطات الأفغانية الثلاثاء إعادة سيطرتها على كل المناطق التي استولت عليها طالبان ونشرت مئات الأفراد من القوات الخاصة بهدف مواجهة الهجوم العنيف الذي تشنه طالبان في الشمال وأدى إلى فرار أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة.
وقال مستشار الأمن القومي حمد الله مهيب للصحافيين "هناك حرب وهناك ضغط. في بعض الأحيان، تسير الأمور كما نريد. وفي أحيان أخرى لا تكون كذلك، لكننا سنواصل الدفاع عن الشعب الأفغاني".
وأضاف "لدينا خطط لاستعادة المناطق".
وقال محلل أمني أجنبي شرط عدم كشف اسمه إن هجمات طالبان في الريف الشمالي للبلاد كانت تهدف إلى "سحق بعض أعدائها القدامى" على غرار أمير الحرب عبد الرشيد دوستم.
وأوضح "العام الماضي، هاجمت طالبان مناطق قريبة من مدن مثل عسكر جاه وقندهار في الجنوب لكنها تعرّضت لضربات جوية أميركية".
وتابع "هذه المرة، استهدفت (طالبان) الشمال وحققت انتصارات كبيرة. توقيت الهجوم في الشمال كان ملائما نظرا إلى غياب القوات الجوية الأميركية الآن".
وأقر مهيب بأن سلاح الجو الأفغاني منهك وغير قادر على دعم القواعد الموجودة في المناطق النائية.
لكنه أشار إلى أن القوات الجوية أعيد تنظيمها الآن وستقدم الدعم المطلوب للقوات المنتشرة على الأرض.
وقال "كان لدينا بعض الثغرات نتيجة الانسحاب (الأميركي) ... الذي فرض ضغطا إضافيا على القوات الجوية الأفغانية".

مخاوف

وأثارت انتصارات المسلحين مخاوف من أن القوات الأفغانية تعاني أزمة، خصوصاً في الوقت الحالي بعد تقليص الدعم الجوي الأميركي الحيوي بشكل كبير بتسليم قاعدة "باغرام" الجوية.

وقال محلل أمني أجنبي شرط عدم كشف اسمه إن هجمات "طالبان" في الريف الشمالي للبلاد كانت تهدف إلى "سحق بعض أعدائها القدامى" على غرار أمير الحرب عبد الرشيد دوستم.

انتصارات كبيرة

وأوضح، "العام الماضي، هاجمت طالبان مناطق قريبة من مدن مثل عسكر جاه وقندهار في الجنوب لكنها تعرّضت لضربات جوية أميركية". وتابع، "هذه المرة، استهدفت طالبان الشمال وحققت انتصارات كبيرة. توقيت الهجوم في الشمال كان ملائماً نظراً إلى عدم وجود القوات الجوية الأميركية الآن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والاثنين، فرّ أكثر من 1000 جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة عقب اشتباكات مع طالبان، مع تكثيف المتمرّدين عملياتهم القتالية، وكان مئات عدة عبروا إلى البلاد في الأسابيع الأخيرة في مواجهة هجوم "طالبان".

20 ألف جندي

وأصدر الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن أمراً "بحشد 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان"، وفق ما جاء في بيان للرئاسة في وقت متقدّم من مساء الاثنين.

كما أجبرت العمليات القتالية في الشمال موسكو على إغلاق قنصليتها في مدينة مزار شريف، عاصمة ولاية بلخ وأحد أكبر المراكز الحضرية في أفغانستان قرب الحدود مع أوزبكستان.

الوضع يتغير بسرعة

وقال المبعوث الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف لوكالة أنباء "تاس" الحكومية، الاثنين، "الوضع يتغير بسرعة، القوات الأفغانية، كما يقال، تخلت عن كثير من المناطق، وهذا يخلق توتراً". وأوضح أن "العديد من القنصليات في مزار شريف توقفت عن العمل مؤقتاً حتى يتضح الوضع".

كذلك، سيطر المتمردون على منطقة رئيسة في ولاية "قندهار"، معقلهم الجنوبي السابق، الأسبوع الماضي، وقالوا، الثلاثاء، إنهم سيطروا على منطقة في ولاية "نمروز" القريبة.

وتعتبر السرعة والسهولة اللتان تسيطر فيهما "طالبان" على مساحات شاسعة من "تخار" و"بدخشان"، ضربة معنوية كبيرة للحكومة الأفغانية، فقد كانت الولايتان في الماضي معقلين لتحالف الشمال خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي ولم يتمكن المتمرّدون يوماً من السيطرة عليهما.

"انهارت معنويات القوات الأفغانية"

وقال المحلل في كابول عطا نوري، "انهارت معنويات القوات الأفغانية"، وحذّر من أن "الوضع طارئ بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية، عليها تكثيف هجومها المضاد في أقرب وقت ممكن".

وقال القائد الأفغاني الجنرال ميراساد الله كوهستاني، المسؤول الآن عن قاعدة "باغرام" الجوية، حيث قصفت الطائرات الحربية الأميركية مخابئ طالبان لمدة 20 عاماً، عندما سئل عن المكاسب السريعة التي يحققها المتمردون، "نحاول أن نبذل قصارى جهدنا ونحقق أكبر قدر ممكن من الأمن ونكون في خدمة الشعب".

الأميركيون أنجزوا 90 في المئة من الانسحاب

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء أنه أنجز بنسبة "تتجاوز تسعين في المئة" انسحابه النهائي من أفغانستان الذي بدأه في أيار (مايو)، بعد نحو عشرين عاما من تدخله العسكري في هذا البلد مع حلف شمال الاطلسي إثر اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
وقال الجيش في بيان إن "عملية الانسحاب تتواصل. تعتبر القيادة المركزية الأميركية أننا أنجزنا أكثر من تسعين في المئة من عملية الانسحاب الكاملة".

قلق فرنسي وانسحاب ألماني

أعربت فرنسا عن "قلقها البالغ" من تدهور الوضع في افغانستان و"تداعياته على استقرار المنطقة"، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء.
ودعت باريس "أطراف عملية السلام الأفغانية وخصوصا طالبان إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق تسوية سياسية للنزاع وإقرار وقف لإطلاق النار".
وحثت طالبان "بشكل خاص على احترام تعهدها بقطع علاقتها نهائياً مع المنظمات الإرهابية الدولية، مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية".

على صعيد آخر، قال دبلوماسي اليوم الثلاثاء إن ألمانيا أغلقت قنصليتها العامة في مزار الشريف بشمال أفغانستان تماشيا مع انسحاب القوات الأجنبية من ذلك البلد.
وغادرت آخر مجموعة من القوات الألمانية، التي كانت تتمركز في قاعدة عسكرية مترامية الأطراف على مشارف مزار الشريف، الأسبوع الماضي.
وكانت القنصلية العامة تباشر عملها من داخل القاعدة العسكرية منذ الهجوم الانتحاري الذي وقع في 2016 وألحق أضرارا جسيمة بمبنى القنصلية الأساسي في مزار الشريف.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات