Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقييمات متفاوتة على عام "أمازون" في السعودية

غلاء منتجاتها وقلة المعروض كانا أبرز الانتقادات الموجهة إليها

تلقى تجربة أمازون في السعودية انتقادات حول تدني مستواها عن التجربة الأميركية الأم (غيتي)

بعد عام واحد من دخولها السوق السعودية، ما زالت "أمازون" تبحث عن طريقة تستقطع بها حصة مرضية من كعكة التسوق الرقمي الذي يلقى إقبالاً كبيراً من المستهلكين المحليين في الآونة الأخيرة، إلا أن غلاء المنتجات المعروضة في منصتها بنحو 30 في المئة مقارنة بـ"أمازون" في الدول الأخرى، وعدم تنوع السلع وقلة خياراتها تحول دون تحقيقها غايتها.

وتنبأت الرياض بنموٍ في قطاع التجارة الإلكترونية لديها ليصل إلى 66 مليار ريال (17.6 مليار دولار) بحلول عام 2030، بحسب بيان لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وأشار البيان إلى أن السعودية تستهدف الدخول ضمن قائمة أفضل 30 دولة في الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2023.

وأعلنت "أمازون" في يونيو (حزيران) من العام الماضي، إطلاق متجرها الإلكتروني المخصص لعملاء السعودية، بعد نحو عامين من استحواذها على "سوق.كوم"، التي كانت تتسيد نشاط البيع الرقمي في المنطقة، في صفقة بلغت قيمتها 583 مليون دولار.

الربط في منصة بيع واحدة

وقد يجعل الربط بين متاجر "أمازون" وتوحيد منصتها أحد الحلول لتوفير جميع السلع بأسعار معقولة للعملاء، وهي خطوة يتنبأ محمد حطحوط، أستاذ التسويق في جامعة الملك سعود، بتوجه الشركة لتحقيقها قريباً، ويقول، "من المرجح أن تربط (أمازون) متاجرها في أسواق العالم بمنصة رقمية واحدة بحسب ما يتداول في محيطها، ليتم عرض جميع المنتجات في موقع واحد، ما سيحدث ثورة تسويقية في هذا القطاع، ويضاعف من حصة الشركة في نشاط التجزئة الإلكترونية حول العالم، وبخاصة مع وجود برنامج (أمازون برايم) الذي يعجل بوصول الطلبات للمستهلكين في فترة وجيزة لا تزيد على يومين، وهو اشتراك سنوي للشحن السريع يدفع لمرة واحدة".

 

ويضيف، "شراء (أمازون) أسطولاً من الطائرات والسيارات المخصصة للشحن بكميات غير معتادة، يعزز من إمكانية إقدامها على ربط متاجرها في المستقبل القريب".

غلاء "أمازون" السعودي

ويرى المتخصص في التجارة الإلكترونية، فارس المطرف، أن العام الذي أمضته "أمازون" في السعودية ساعدها في اكتساب حصة من الزبائن، غير أن الحصة الأكبر يتفرد بها متجر "نون" الإلكتروني، لارتفاع أسعار السلع المعروضة في "أمازون" السعودي مقارنة بها في أميركا وبريطانيا بنحو 32 في المئة، ما يضطر معه العملاء للتبضع من "أمازون" في البلدان الأخرى حتى وإن كلفهم الأمر وقتاً أطول لتصلهم طلباتهم.

ويتابع "لو أردنا وضع مثال لذلك يدلّل على غلاء أمازون السعودي نجد أن وصلة إلكترونية تستخدم في بث الألعاب الرقمية تباع في أمازون الأميركي بـ 165 دولار، فيما تعرض في أمازون السعودية بـ218 دولار، أي بزيادة 32 في المئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرجح المطرف بأن "أمازون" السعودية لا تزال في طور دراسة المنافسين وتقييم السوق المحلية، مع "تخطيطه للاستحواذ على الحصة الأعلى من المستهلكين في البلاد، لكن الخطوة الأهم هي مراعاة توفير جميع الأصناف بأسعار معقولة".

عدم تنوع السلع

ويشير حطحوط إلى أن كمية السلع المعروضة في موقع "أمازون" السعودي "تعد ضئيلة لا تكاد تذكر مقارنة بـ(أمازون) الأميركي الذي تصل السلع المعروضة فيه إلى 50 مليون منتج متنوع"، إذ لا تتجاوز 500 ألف سلعة معروضة حالياً.

ويؤكد رأيه ضيف الله الحربي، المتخصص في التسوق الإلكتروني، الذي يرى أن "أمازون" الأميركي يتفوق بشكل كبير على متجر الشركة في السعودية من ناحية "الأسعار وتنوع الخيارات، سواء في السلع أو في خدمات الشحن أو خيارات البائعين للسلعة الواحدة، إضافة إلى كثرة العروض بشكل دوري".

ويضيف، "(أمازون) اسم موثوق عالمياً وخدماته في استبدال السلع واسترجاعها تتم بسلاسة، ولديها فرصة كبيرة للتطور في السعودية، لكن حتى الآن ما زالت شركة (نون) تتفوق في أسعار السلع العادلة والشحن السريع وفي توفر مختلف السلع".

دعم التجار المحليين

ويقدم عملاق البيع الرقمي عبر منصاته في أسواق الدول منتجات تباع من مستودعاته، وأخرى يعرضها مستثمرون عبر منصته، وهنا يشيد المطرف بدور هذه الخطوة في دعم رواد الأعمال السعوديين وتعزيز نفاذ منتجاتهم في أسواق الدول الأخرى.

ويضيف، "على الرغم من وجود مواقع إلكترونية خاصة بهؤلاء المستثمرين يعرضون عبرها منتجاتهم للمستهلكين في البلاد، فإن (أمازون) أتاح لهم فرصة زيادة نقاط بيعهم وتوسيع قاعدة عملائهم في بلدان أخرى، بتمكينهم من عرض المنتجات في منصته، وقد كان لـ(أمازون) منذ دخوله السوق جهود كبيرة في توظيف السعوديين أيضاً".

فيما يرى حطحوط أن ذلك لا يعد دعماً من الشركة باعتباره نموذج عمل لها وسياسة تتبعها في جميع الأسواق. ويتابع، "(أمازون) تبيع منتجاتها المتوفرة في مستودعاتها أو عن طريق طرف ثاني يبيع منتجاته من خلال منصتها، وتأخذ نسبة من بيع تلك المنتجات، فلا أراه دعماً مباشراً، ولكن أراه جزءاً من سياستها". 

وتعد فترة عام واحد غير كافية لتقييم أداء الشركة الشهيرة في السوق المحلية، وهو ما يشدد عليه حطحوط. ويضيف، "(أمازون) من الشركات التي عرفت في السوق الأميركية، وأسواق العالم بأنها من الشركات ذات النفس الطويل، فتقييمها لأعمالها يتم خلال خمسة أعوام أو عشرة أعوام، عام واحد يعتبر تجربة قصيرة لها، تدرس فيها السوق والعملاء".

اقرأ المزيد