Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعوديات يتجاوزن الـ100 كلم في سباق الدراجات

فريق "الشجاعة النسائي" الأول في السعودية

ذاع صيت رياضة سباق الدراجات بين الجنسين عالمياً، وهي واحدة من أنواع الرياضات الشعبية التي تمارس في الهواء الطلق على مسارات غالباً ما تكون أسفلتية. الرياضة التي ينظر لها البعض على أنها مجرد وسيلة مواصلات وقضاء حاجة لا أكثر، توسعت مفاهيم أفق فوائدها وبُعدها في إحداث تغيرات مجتمعية من نواحٍ عدّة، كذلك يسمح لجميع الأعمار بممارستها والاستمتاع بها في أي وقت، إلا أن ممارستها في السباقات تخضع لمعايير إلزامية، ضمنها نوع الدراجة، وملابس الدراجين، وملحقات أخرى، كالعداد، وخوذة الرأس، وغيرهما.

وتجتمع أغلب دول العالم في يوم نشوء فرقهم بما يتزامن مع تاريخ انطلاقتها كرياضة معتمدة دولياً. ويدون التاريخ العالمي أن إصرار فرق مستقلة باريسية على خوض غمار هذا التحدي، جعلهم في غضون سنوات بسيطة ضمن تصنيف الرياضات المعتمدة في الأولمبيات العالمية تحت مظلة الاتحاد الدولي لسباق الدراجات في سويسرا في عام 1996. 

وكان للنساء خصوصيتهن في هذا النوع من الرياضات تحديداً، إذ أقيمت أول بطولة عالمية لسباق الدراجات للسيدات في عام 1958، أي بعد 62 عاماً من اعتماد الرياضة عالمياً، فيما تبلغ المسافة الزمنية بين أول بطولة نسائية في العالم وإنشاء أول فريق نسائي سعودي 61 عاماً، من خلال فريق "الشجاعة" النسائي للسيدات الذي انطلق في عام 2019.

ما هو فريق سيدات "الشجاعة" النسائي؟

"لا تتشابه الأفكار مع الواقع، حلمنا بالفريق، لكن التأسيس لم يكن سهلاً"، هذا ما قالته إحدى مؤسسي الفكرة، سمر رهبيني، مضيفة "أخذ التجهيز والتخطيط عاماً قبل الانطلاقة، بدت فكرة مشحونة بالطاقة والحماس والتحديات، في تلك الفترة تحديداً لم نلحظ انطلاق أي فريق نسائي آخر، وانصبّ التركيز على توفير دراجات الفريق، وتأجير مقر، وتحديد المسار، إضافة لإجراءات قانونية تكفل للفريق مساره الرسمي، والاتفاق على مسماه وهويته. وجاء اختيار اسم الفريق ليكون دافعاً لممارسة المرأة رياضتها من دون خوف أو تردد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت، "في أولى تجارب التحدي للفريق المكون من 50 عضواً، انطلقت 20 رياضية، وواصلت المسيرة 12 فتاة منهن. تجربة شاهدنا من خلالها قبولاً مجتمعياً سريعاً، وهذا محور مهم عزز مستقبل انطلاقتنا فيما بعد". 

أنشطة لصيقة بالرياضة

وربطت سمر فريق "الشجاعة" لسباق الدراجات بمبادرات مجتمعية وعالمية كبرى، قائلة "وجدنا للرياضة منافذ نشطة بجانب أهمية السباقات رياضياً، وخضنا تجارب عدّة وأنشطة توعوية بينها مشاركات لمناسبات مرضى السرطان، وسرطان الثدي، والسكر، والسمنة، والصحة النفسية، إضافة إلى مسابقات دورية للسيدات، وتمارين السرعة العالية، واستضفنا فتيات وسيدات من خارج مدينة جدة لتدريبهن على التوازن وأساسات ركوب الدراجة، وشاركنا ضمن أول سباق نسائي للاتحاد في مدينة الرياض، وسباق جدة للدراجات الهوائية، وسباق المنطقة الشرقية النسائي". 

وقالت، "حالت جائحة كورونا دون إتمام أحد مشاريع الفريق بمشاركة أمانة مدينة جدة"، كاشفةً عن أن "الفكرة جاءت نتيجة اجتماعات دورية مع الأمانة، ويهدف المشروع المطروح إلى إنشاء مسار دراجات مخصص. وجاء القرار بالانطلاق تزامناً مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي ليشارك في انتشار رياضة الدراجات بين جميع الفئات ونشر فوائدها.

ولا يزال المشروع وقف التنفيذ لحين زوال الجائحة. كما وجهت المحافظة بإنشاء مهرجان أسبوعي يجتمع من خلاله آلاف الدراجين والدراجات لممارسة رياضتهم في مناطق مخصصة".

نمو الفريق

وبلغ عدد أعضاء الفريق أخيراً قرابة ثلاثة آلاف و500 رياضية ممارسة للنشاط، بحسب رهبيني، وأضافت، "يزداد العدد بسرعة خيالية، ويتضمن أعماراً تتفاوت وتصل إلى الـ60 عاماً. ويتميز هذا التنوع، "بشكل من التحدي والقبول من الجميع"،

 وتضيف،"ينصبّ تركيزنا على تجدد التحديات في كل مرة"، إلى ذلك، خضنا ثلاث تجارب سابقة في الطائف من خلال رحلات تستمر لأيام محددة، وبوصول الفريق لمسافة 100 كيلومتر كأول فريق نسائي يتجاوز هذه المسافة، تصل رسالتنا بأن المرأة لا تقل عن الرجل في الرياضة، لذلك أصبح قطع هذه المسافة تحدياً شهرياً ضمن جدولنا بشكل مستمر، حققنا من خلاله النجاح في المراحل كلها، وساهم الكابتن هاني الصيرفي أحد مؤسسي الفريق في متابعة التدريبات والوقوف على نهوض الفريق.

وتابعت رهبيني،"نحن مستمرون حتى تتغير النظرة السائدة في المجتمع، وأحد أهدافنا أن تتحول الدراجة إلى وسيلة نقل مقبولة في المجتمع بشكل أكبر، والتجاوب مع فكرة التعامل بها كوسيلة تنقل مجتمعية بسيطة وسهلة ومريحة، إضافة إلى فوائدها الصحية، وكذلك الاستفادة منها في الأعمال التطوعية ورفع مستوى الوعي بين الناس".

المزيد من رياضة