ملك البوب ونجم القضايا وأسطورة الغموض؛ مايكل جاكسون، تتبعه قصص أغنياته البارزة وفضائحه المترامية حتى بعد مرور 12 عاماً على رحيله. المغني الأميركي الأكثر شهرة في العالم أول من دخل موسوعة "غينيس" أكثر من 21 مرة وحصد أكثر من 14 جائزة "غرامي"، يظل بطلاً للأخبار على الرغم من غيابه عن الحياة منذ 25 يونيو (حزيران) 2009، إثر جرعة زائدة من عقار يساعد على النوم، ولكنه يظل سيد الموسيقى وسيد المزادات بمقتنياته التي تباع بالملايين، وسيد الأسرار التي تتكشف تباعاً بعد كل تلك السنوات، فلا يمر وقت طويل دون أن يذكر اسمه كأنه ينافس في رحيله أخبار نجوم يملأ صيتهم وصوتهم الساحة الآن.
قضايا الاعتداء تطارد مايكل جاكسون
سيرة لم تنتهِ مع الوفاة، بل إن فصلاً جديداً بدأ يكتب بعد مغادرته الحياة وهو في الخمسين من عمره، وهو الحدث الذي هز الأوساط الفنية والإعلامية، حيث مني أغلب المواقع الإخبارية الكبرى بعطل مؤقت وبعضها أصيب بالشلل الكامل نتيجة لضغط التصفح من قبل محبي المغني الاستثنائي حول العالم، الذين كانوا يبحثون عن كل حرف جديد يبث عنه، ويلهثون وراء أخبار عائلته، فالراحل كان يحرص على إخفاء وجوه أبنائه الثلاثة منذ صغرهم، ثم فجأة اختفى عن المشهد ولم يعد يملك من أمرهم شيئاً، حتى إنهم باتوا مصدراً أساسياً لكشف تفاصيل عن حياة أبيهم الراحل؛ يظهرون بين يوم وآخر ليثيروا الجدل وأبرزهم العارضة والمغنية باريس جاكسون، التي تتنوع الأخبار حولها بين حديثها عن صدمة أسرتها بعدما صارحتهم بميولها الجنسية، وكذلك حول علاقتها بأبيها، وتعليقاتها عبر السوشيال ميديا التي تطلقها رداً على التمادي في تناول قضايا اتهام جاكسون الأب بالتحرش الجنسي بالأطفال بعد مرور تلك السنوات.
وهي القضية التي تثار دوماً وتحمل في طياتها اتهامات جمة له، حيث تم تناولها في أكثر من برنامج وكتاب وأفلام توثيقية، بينها الفيلم الذي أنتج قبل عامين وبثته "HBO" "الخروج من نيفرلاندـ Leaving Neverland"، وحينها خرجت تا باريس بتعليقات شتى عبر حسابها بموقع "تويتر"، ووُصفت تعليقاتها بأنها تهدف إلى التقليل من أهمية العمل، وهو الفيلم الذي تضمن اتهامات من قبل وايد روبسون وجيمس سايفشاك تفيد بتعرضهما لانتهاكات حينما كانا طفلين على يد ملك البوب.
الراحل دخل في صراعات عدة وواجه قضايا كثيرة من هذا النوع، بينها الدعوى التي رفعها عليه جوردان تشاندلر عام 1993، وقيل إن جاكسون اضطر حينها إلى دفع تسوية مالية ضخمة لترضيته وصلت إلى عشرات ملايين الدولارات. ومن جهتها حرصت أسرة جاكسون على مقاضاة "أتش بي أو" واتهمت المؤسسة بالتشهير من خلال شكوى رسمية قدمت إلى محكمة لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية.
مطالبات بالاعتذار
عائلة جاكسون وضعته أيضاً في بؤرة الضوء مجدداً على خلفية ما أثير حول مذيع "بي بي سي" الشهير مارتن بشير، الذي ثبت رسمياً قيامه بما سمي "سلوكاً مخادعاً" للحصول على مقابلة مع الأميرة الإنجليزية الراحلة ديانا بثت عام 1995، إذ ظهرت تقارير قبل أسابيع تفيد بأن أسرة جاكسون تبحث مقاضاة مارتن بشير، وتؤكد أن الصحافي المعروف مدين باعتذار أيضاً لأسرة الراحل، واتهموه بأنه تلاعب باللقطات الحصرية التي منحه إياها جاكسون لتُعرض في مقابلة أجريت معه عام 2003، وهي مقابلة ذائعة الصيت تحدث خلالها نجم البوب عن علاقاته، ورد بالتفصيل عن بعض ادعاءات الاعتداء الجنسي التي أثيرت ضده في ذلك الوقت، حيث وصف أحد أفراد عائلة جاكسون "بأن ما حدث مع مايكل كان نتاج طموحات بشير المظلمة"، وفق ما جاء في صحيفة "صنداي ميرور".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
طفولة مظلمة ونجاح لم يتكرر
مايكل جاكسون المطرب الأميركي المولود في ولاية إنديانا عام 1958 في 29 أغسطس (آب)، عمل مغنياً وملحناً ومنتجاً وراقصاً وممثلاً ومؤلفاً، وقاربت مبيعات أعماله المليار نسخة، إذ أصدر عشرة ألبومات، عاش طفولة قاسية في منزل بسيط لأسرة أميركية منحدرة من أصول أفريقية، يضم عشرة أطفال ترتيبه الثامن بينهم بخلاف الأب والأم، وقد بدأ مشواره مع أشقائه في فرقة "جاكسون 5"، التي أشرف عليها الأب ثم انطلق منفرداً بأول عمل غنائي يحمل صوته وهو "Got To Be There" في أوائل السبعينيات ليتربع على عرش البوب من يومها ولم ينزل إلى الآن.
ولكن أمر مسيرته لم يكن سلساً، فبحسب ما كشف عنه طبيبه كونراد موراي، الذي "حكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهمة القتل غير العمد في قضية وفاة مايكل جاكسون، وخرج بعد قضاء نصف المدة" في كتاب نشر عقب وفاة جاكسون بسبع سنوات، "فإن الراحل كان يرتعد من مجرد سيرة والده"، لافتاً إلى "أن صاحب رقصة (مشية القمر) الشهيرة أخبره أن أباه أجبره على الخضوع للعلاج الهرموني في عمر المراهقة كي يحافظ على نبرة صوته"، ووصف الطبيب "الأب جوزيف جاكسون بأنه أحد أسوأ الآباء في التاريخ وأن تصرفاته المروعة كانت سبباً أساسياً في سلوك الابن غير الطبيعي في أوقات كثيرة".
النبش في حياة مايكل جاكسون، الذي تقع مقبرته شمال لوس أنجليس، برغم صخبها كانت تحمل قدراً كبيراً من الغموض، حيث صدر أيضاً العام الماضي كتاب بتوقيع ديلان هوارد بعنوان "تحقيق غير مسبوق حول حياة مايكل جاكسون"، وخلاله تم التطرق إلى أكثر من هوس ووسواس كان يسيطر على جاكسون، بينها أنه كان يشعر أن هناك شخصاً يطارده باستمرار ويحاول قتله، كما يكشف كواليس الجولة الأخيرة التي كان يحضر لها نجم البوب بعنوان "This Is It"، التي توفي قبيل انطلاقها، حيث صدر في دور العرض بعد أشهر من رحيله فيلم يتضمن لقطات حصرية للراحل أثناء التحضيرات لها، وتصدر شباك التذاكر حينها، ووصلت إيراداته إلى 260 مليون دولار أميركي، كما صدر فيلم وثائقي بعدها بعامين يتناول مسيرة مايكل جاكسون من طفولته وحتى الوفاة مدته 149 دقيقة بعنوان "Michael jackson: the life of an icon".