Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أبناء الإرهابيين"... صداع في رأس أوروبا لم يُحسم بعد

الجدل الفرنسي يتصاعد... ووزيرة الجيوش: نبذل قصارى جهدنا لإعادة الأيتام

نساء مشتبهات بهن هاربات من مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا  (أ.ف.ب.)

وسط جدال فرنسي مستمر، وآخر أوروبي، حول مستقبل أبناء الإرهابيين في سوريا والعراق، أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية، صباح اليوم الأربعاء، فلورنس بارلي، أن بلادها ستقوم على الأرجح بإعادة أطفال يتامى أبناءٍ لإرهابيين فرنسيين من مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد. جاء ذلك غداة إعلان الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا هولاند، أن عودة كل الأيتام "يجب أن تتم في أسرع وقت ممكن"، وذلك في صدام مع سياسة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.

وردا على سؤال لتلفزيون "بي.إف.إم" وإذاعة "مونتي كارلو" حول احتمال إعادة مزيد من الأطفال بعد إعادة خمسة منهم "يتامى أو مفصولين" عن أسرهم في 15 مارس (آذار)، قالت فلورنس بارلي "هذا مرجح جدا". وأضافت "نبذل قصارى جهدنا لإعادة الأيتام كما يتم تعريفهم على هذا النحو".

وترفض فرنسا إعادة مواطنيها، رجالا أو نساء، من تنظيم "داعش" باستثناء الأيتام، و"كل حالة على حدة". ولا يزال بعض الأطفال برفقة أمهاتهم. بالإضافة إلى إعادة خمسة أيتام من سوريا، أعيد كذلك أربعة أولاد لامرأتين تمت إدانتهما في العراق بالانتماء إلى التنظيم المتطرف.

وقالت الوزيرة "ينبغي علينا أولاً التأكد من أن هؤلاء الأطفال يتامى". وتُحتجز عائلات الإرهابيين في معسكرات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية. وتابعت "هناك بعثات أرسلتها وزارة الخارجية لتحديد الحالات بشكل واضح حتى نتمكن من القيام بمزيد من عمليات الإعادة إلى الوطن".

وترفض السلطات الفرنسية حاليا إعادة الإرهابيين من سوريا، وقدم محاميان، الاثنين الماضي، طعنا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بحجة أنه لا يمكن لفرنسا منع رعاياها من دخول أراضيها.

هولاند ينصح ماكرون

ومساء أمس الثلاثاء، دعا الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا هولاند، إلى إعادة كل الأيتام الفرنسيين من سوريا "في أسرع وقت ممكن"، وهو إجراء يعارضه حتى الآن الرئيس إيمانويل ماكرون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستقبل هولاند في باريس أسر إرهابيين ينتظرون دون نتيجة حتى الآن أن تعيد فرنسا القاصرين والأيتام والأطفال وأمهاتهم المحتجزين لدى أكراد سوريا في مخيمات يواجهون فيها الأمراض وسوء التغذية. وبعد الاستماع إليهم، قال هولاند إن عودة كل الأيتام "يجب أن تتم في أسرع وقت ممكن"، وتابع بأن "المبدأ العام يقول إن طفلا يتيما يجب ألا يبقى في بلد أجنبي. إنه مبدأ عام لا استثناء فيه". وحول مسألة عودة الأمهات الشائكة قال إنه يؤيد ذلك لكن من خلال درس "كل حالة على حدة".

ترمب يضغط على أوروبا بأبناء الإرهابيين

وتصاعد التوتر بشأن الموضوع بعد تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، منتصف فبراير (شباط) الماضي، التي طالب فيها الدول الأوروبية، بخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، باستقبال المقاتلين السابقين وعائلاتهم، بعدما قضت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على آخر جيوب التنظيم شرقي سوريا.

وكتب ترمب على حسابه في "تويتر" أن "الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش أسرناهم في سوريا من أجل محاكمتهم"، مضيفا أن "الخلافة على وشك أن تسقط. البديل لن يكون جيدا لأننا سنضطر للإفراج عنهم".

 

كما أكد الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة لا تريد أن ينتشر هؤلاء المقاتلون في داعش في أوروبا التي يتوقع أن يتوجهوا إليها"، وتابع "نفعل الكثير ونخصص وقتا كبيرا لينهض الآخرون ويقومون بعملهم. نحن ننسحب بعد الانتصار مئة بالمئة على الخلافة".

لكن الدول الأوروبية المعنية، لا ترى الحل بالطريقة التي يعرضها ترمب ويطالب بها. فقد عبّرت فرنسا عن استعدادها للنظر في قضية مواطنيها حالة بحالة، وقالت إنها لن تستجيب لطلب الرئيس الأميركي بترحيل المقاتلين السابقين وعائلاتهم فورا. أما بريطانيا فقد اتخذت موقفا أكثر تشددا، وقال وزير داخليتها، ساجد جاويد، إنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين الذين دعموا داعش في الخارج.

أزمة كبرى أمام أوروبا

ويمثل ملف عودة الإرهابيين إلى أوروبا أو أبنائهم قلقاً بالغاً للدول الأوروبية، وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإنه ومنذ أشهر، يعمل مسؤولو وحدة مكافحة الإرهاب الأوروبية في عملية لجمع المعلومات عن المقاتلين الأجانب، كجزء من حملة واسعة لمواجهة إمكانية عودة آلاف المقاتلين السابقين إلى بلادهم، مشيرة إلى أن هناك نحو 5600 مواطن أوروبي عادوا إلى 33 دولة أوروبية من سوريا والعراق، أي ثلث العدد ممن قاتلوا في داعش.

وبحسب مراقبين، فإن الوكالات الأمنية الأوروبية تحاول جهدها لتحسين مجالات الفحص، والاستفادة من التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة في مجال جمع المعلومات المتعلقة بالمتشددين وتحليلها.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات