Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق "أوروبي - أميركي" على حل النزاع  بين "بوينغ" و"إيرباص"

القرار يعتبر اختراقاً في عالم الطيران ويمهد لرفع التهديد بمليارات الدولارات من الرسوم الجمركية

اتفاق حل النزاع بين "بوينغ" و"إيرباص" يعزز العلاقات عبر الأطلسي  (أ. ب)

أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هدنة لمدة خمس سنوات في تسوية الخلاف القديم المتعلق بشركتي "إيرباص" و"بوينغ"، الذي كان يسمم علاقتهما، في مؤشر على تهدئة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر في عهد دونالد ترمب. وأكد مسؤولون أوروبيون وأميركيون التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لحل خلافهما القديم حول الإعانات غير القانونية الممنوحة لشركتي "إيرباص" و"بوينغ" لصناعة الطيران. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بروكسل لعقد قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة هي الأولى منذ 2017، "بدأ الاجتماع بإحراز تقدم بشأن الطائرات. كنا قد قررنا معاً حل هذا الخلاف. اليوم أوفينا بوعدنا".
وأضافت "هذا الاتفاق يفتح فصلاً جديداً في علاقاتنا، لأننا ننتقل من خلاف إلى تعاون في مجال الطيران بعد نزاع استمر 17 عاماً". وأوضح الرئيس الأميركي جو بايدن أن الطرفين وافقا على تعليق الرسوم الجمركية العقابية المفروضة في إطار هذا الخلاف، لمدة خمس سنوات، مشيداً بـ"اختراق مهم".
وأضاف "اتفقنا على العمل معاً بهدف التصدي للممارسات غير التجارية للصين في قطاع الطيران، التي تمنح الشركات الصينية أفضلية غير عادلة. إنه نموذج نستطيع أن نعول عليه لخوض تحديات أخرى يطرحها النموذج الاقتصادي للصين". ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالقرار، وكتب على "تويتر" "نبأ جيد مع الاتفاق حول الخلاف بين (إيرباص) و(بوينغ) تم رفع الرسوم الجمركية الأميركية، خصوصاً على النبيذ الفرنسي. إنها النتائج الأولى لعلاقتنا الجديدة مع الولايات المتحدة". وتحاول الولايات المتحدة كسب تأييد الاتحاد الأوروبي في صراع القوة الذي تخوضه مع الصين، وتريد الاستفادة من هذه القمة لتهدئة العلاقات بين جانبي الأطلسي، التي شهدت توتراً شديداً خلال عهد دونالد ترمب.
وقال بايدن في وقت سابق "أميركا عائدة. من المصلحة المطلقة للولايات المتحدة أن يكون لديها علاقة عظيمة مع حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي"، فيما كانت تستقبله فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
ويتيح الاتفاق لبايدن عشية قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يثبت أن "الولايات المتحدة وأوروبا متماسكتان".

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز"، قد ذكرت بإن حكومات الدول الثلاث المالكة شركة "إيرباص" في الاتحاد الأوروبي (ألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا) يجري التشاور معها بشأن اتفاق سيتم تأكيده اليوم في حال لم تظهر عقبات في اللحظة الأخيرة. وقال مطلعون على المحادثات إنه من المرجح أن يكون الاتفاق متعدد السنوات بشأن حدود الدعم. وسيؤدي الاختراق إلى إزالة سحابة من عدم اليقين المعلقة على قطاع الطيران مع إزالة التخوف من أن السلع الاستهلاكية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكن أن تتعرض مرة أخرى لرسوم جمركية عقابية بسبب النزاع.

نزاع ومليارات من التعريفات والرسوم

ويعتبر النزاع بين "إيرباص" و"بوينغ" أحد أطول المعارك الجارية في تاريخ منظمة التجارة العالمية، وهو خلاف أقر الجانبان أنهما لا يستطيعان تحمله بشكل متزايد، بينما يسعيان إلى إقامة تعاون أوثق في التعامل مع نموذج الصين.

وأجرى مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، مباحثات مع الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، ووزيرة التجارة جينا ريموندو، في الأيام التي سبقت القمة، حيث سعى الجانبان للتوصل إلى اتفاق حول الصفقة. في حين رفض مكتب تاي التعليق على مجرى المباحثات.

لطالما طالبت الشركات على جانبي الأطلسي بإيجاد حل. وأصبح الأمر أكثر إلحاحاً بعد أن استهدفت الولايات المتحدة الصادرات الأوروبية التي تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار، مع تعريفات إضافية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بينما فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً إضافية على صادرات الولايات المتحدة بقيمة أربعة مليارات دولار العام الماضي. ورغم إصرار الجانبين على أن إجراءاتهما متماشية مع أحكام منظمة التجارة العالمية، فقد تبين على مر السنين أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فشل في التنفيذ الصحيح لأحكام لجنة منظمة التجارة العالمية بشأن الإعانات غير القانونية لأبطال تصنيع الطائرات.

وأكد مسؤولو التجارة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مدى تعقيد النزاع، حيث أخذ كل جانب منحى مع مطالبة الطرف الآخر بالامتثال لقرارات منظمة التجارة العالمية. كما أن طبيعة الدعم على كل جانب من الأطلسي مختلفة تماماً، حيث يشير مسؤولو الاتحاد الأوروبي إلى عقود الدفاع الأميركية الضخمة مثالاً على ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي قد صرح في مايو (أيار) الماضي، أنه يأمل على نحو متزايد في التوصل إلى اتفاق مع إدارة بايدن لإنهاء نزاع "إيرباص" و"بوينغ"، قائلاً إنه سيكون اختراقاً في العلاقات التجارية عبر المحيط الأطلسي. وقتها صرح فالديس دومبروفسكيس أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ينخرطان "بشكل مكثف للغاية" في حل نزاعاتهما التجارية، حيث أشاد "بتحول مرحَّب به للغاية" منذ أن تولت إدارة جو بايدن السلطة في يناير( كانون الثاني).

الخلاف بين عملاقي صناعة الطيران في العالم بدأ عام 2004 عندما رفعت الولايات المتحدة دعوى لدى منظمة التجارة العالمية، تزعم فيها أن شركة الطيران الأوروبية "إيرباص" تلقت مليارات الدولارات من الإعانات غير القانونية. ورد الاتحاد الأوروبي، مدعياً أن منافسته "بوينغ" الأميركية قد مُنحت مليارات الدولارات في شكل دعم "مُشوه للتجارة". وبدأ الاتحاد الأوروبي قضية منفصلة عام 2014 تتحدى الإعفاءات الضريبية الأميركية وغيرها من الحوافز الممنوحة لشركة "بوينغ" لدعم إنتاج طائرتها "إكس777".

على مدى السنوات السبع عشرة الماضية، قضت هيئة التجارة العالمية بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعما بشكل غير عادل صانعي الطائرات. كما أطلق الطرفان العديد من الدعاوى المضادة التي تزعم عدم امتثال الطرف الآخر لقرارات منظمة التجارة العالمية. وحسب "إنترناشيونال بار أسوسييشن" القانونية، التي تعنى بالقضايا والنزاعات الدولية، فقد تجاوزت التكاليف القانونية للقضايا المرفوعة بين الجانبين 100 مليون دولار.

ومن شأن نهاية النزاع بين "إيرباص" و"بوينغ" أن يزيل مصدر إزعاج مهماً في العلاقات التجارية، فيما تبقى القضايا التجارية الأخرى معلقة.

وكانت بروكسل قد امتنعت الشهر الماضي عن زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية كبادرة حسن نية في خلاف حول الرسوم الجمركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على الصلب والألومنيوم الأوروبي. ولا يزال على الاقتصادين أيضاً أن يدفنا خلافاتهما بالكامل بشأن الضرائب الرقمية، حيث أصبحت القضية مرتبطة الآن بمحادثات دولية أوسع.

اقرأ المزيد