Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يواصل مكاسبه مع انحسار استئناف إمدادات إيران

مؤشرات إيجابية لتعافي الطلب وخام برنت يصعد للجلسة الرابعة فوق 73 دولاراً

أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تحسن توقعات الطلب على الوقود  (رويترز)

واصلت أسعار النفط، الثلاثاء، ارتفاعها مع تحسن توقعات الطلب على الوقود، وتزايد الدعم الذي يقدمه رفع قيود الإغلاق وسرعة نشر التطعيمات. وتلقت الأسعار دعماً أيضاً من تبدد احتمالات عودة إمدادات إضافية للسوق من إيران، مع بطء المحادثات بشأن انضمام الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران مجدداً. 

وواصلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس (آب) مكاسبها للجلسة الرابعة على التوالي، مرتفعة بما قيمته 45 سنتاً، ما يوازي 0.62 في المئة إلى 73.31 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2019، وكان خام برنت زاد 0.2 في المئة خلال جلسة الإثنين. 

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم يوليو (تموز) 43 سنتاً بما يعادل 0.61 في المئة إلى 71.31 دولار، وهو الأعلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، بعدما خسرت ثلاثة سنتات في الجلسة السابقة. 

الاتفاق النووي الإيراني 

وتترقب أسواق النفط عودة النفط الإيراني لتهدئة ارتفاع الأسعار، وذلك حال رفع العقوبات الأميركية إذا عادت طهران للاتفاق النووي، حيث تجري مفاوضات الجولة السادسة في هذا الشأن، وقد تظهر نتائجها مع وصول رئيس جديد لإيران في ظل انتخابات رئاسية نهاية الأسبوع الحالي. 

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن وأطراف أخرى بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، يوم السبت في فيينا، ووصف الاتحاد الأوروبي المفاوضات بأنها مكثفة. وتمهد عودة الولايات المتحدة للاتفاق السبيل لرفع العقوبات على إيران، مما يسمح للدولة العضو في "أوبك" باستئناف صادرات الخام. 

وقالت مؤسسة "آي إن جي" إيكونوميكس في مذكرة، "تتزايد احتمالات ألا نشهد عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي قبل انتخابات الرئاسة في إيران هذا الأسبوع"، بحسب ما نشرته وكالة "رويترز". ويكبح أعضاء آخرون في "أوبك" إلى جانب منتجين كبار مثل روسيا في مجموعة "أوبك+" الإنتاج لدعم الأسعار وسط الجائحة. وأضافت المذكرة، "ستكون ثمة حاجة لإمدادات إضافية من "أوبك+" في النصف الثاني من العام في ظل توقعات باستمرار تعافي الطلب".

4 مؤشرات إيجابية 

وذكر المتخصص في شؤون النفط محمد الشطي، "إن أسعار النفط كسرت حاجر خام الإشارة برنت في ظل تحسن متواصل في أساسات السوق النفطية وسط ثلاثة مؤشرات إيجابية، الأول تعاف في الطلب مع توسع انتشار وتوزيع التطعيم، ويتمثل الثاني في تقييد المعروض مع اتفاق "أوبك+"، وتراجع إنتاج عدد من المنتجين سواء داخل منظمة "أوبك" أو من خارجها مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل، أما الثالث فيتمثل في حدوث تحول في هيكلة الأسعار".

وأشار إلى أن بلوغ أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوياتها في سنوات عدة جاء مدعوماً بتوقعات أفضل للطلب، حيث تساعد زيادة لقاحات كورونا في رفع قيود السفر، علاوة على أن هناك مزيداً من الطائرات في الجو مع تخفيف الإغلاق والقيود إلى جانب انتعاش الطلب على الوقود في أوروبا والصين والولايات المتحدة، حيث أدى ارتفاع معدلات التطعيم إلى تخفيف القيود على انتشار الوباء.

علامات تحسن 

وأضاف أن البيانات الخاصة بعودة حركة مرور السيارات إلى مستويات ما قبل الجائحة في أمريكا الشمالية ومعظم أوروبا كانت مشجعة، إلى جانب أن سوق وقود الطائرات يظهر علامات تحسن، حيث ارتفعت الرحلات الجوية في أوروبا وحدها بنسبة 17 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين. 

وذكر الشطي أن الغموض ما زال يلف الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، وحجم الزيادة التي يمكن إضافتها من النفط الإيراني للأسواق خصوصاً في ظل استمرار عجز ميزان السوق مع تعافي الطلب وثبات المعروض، وهو ما يعني استمرار السحب وربما الحاجة إلى زيادة الإمدادات.

وأشار إلى أنه عودة النفط الإيراني تراقبه السوق لتتعرف على نتيجة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن اتفاق النووي، وفي حال الاتفاق سيعزز إمدادات الخام وعودة النفط الإيراني إلى السوق العالمية، ولكن من المستبعد الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 يونيو (حزيران) الحالي، ومن المتوقع أن تزيد طهران إنتاجها بمقدار 500 ألف إلى مليون برميل يومياً بمجرد رفع العقوبات.

وأضاف، "على صعيد الطلب تراقب الأسواق أوضاع الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط، في ظل الجائحة بعد أن سجلت أدنى مستوى للطلب على الوقود في مايو (أيار) الماضي منذ أغسطس (آب) 2020، إذ تم تقييد الأنشطة الاقتصادية في البلاد بسبب الأعداد المتزايدة باستمرار لحالات كورونا التي تجاوزت 29 مليون حالة اعتباراً من 10 يونيو (حزيران)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد محمد الشطي أنه في ظل هذه التطورات فإن أسواق النفط وأسعاره متماسكة ومدعومة، وربما تتجه إلى حاجر 75 دولاراً للبرميل، ولكن ستبقى التطورات في الملف الإيراني، وأوضاع الاقتصاد الهندي تضغط على الأسعار، وتراقب الأسواق اجتماع "أوبك+" المقبل، الذي سيكون في الأول من يوليو (تموز) 2021 وبناء على ذلك تتجه الأسعار. 

وفي هذا الصدد توقع بنك "غولدمان ساكس" أن تصل أسعار خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل هذا الصيف حيث عزز عمليات التطعيم النشاط الاقتصادي العالمي. 

كما أسهمت إشارات تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري في أن منتجي النفط في "أوبك" سيحتاجون إلى زيادة الإنتاج لتلبية الطلب إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية 2022، مما يعني توازناً في أسواق النفط أو استمرار المسار بهذا الاتجاه بشكل ثابت. وقالت الوكالة الطاقة الدولية إن "أوبك" تحتاج إلى زيادة المعروض من الخام بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً فوق هدفها في يوليو (تموز) 2021 ومارس (آذار) 2022. 

النفط الصخري الأميركي نحو أعلى مستوياته  

على صعيد متصل، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من سبع تشكيلات صخرية رئيسة بمقدار 38 ألف برميل يومياً خلال يوليو (تموز) إلى حوالى 7.8 مليون برميل يومياً، وهو المستوى الأعلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لما نقلته "رويترز".

ووفقاً للتقرير الشهري الصادر الإثنين، فإن الزيادة المتوقعة في إجمالي الإنتاج تُعزى إلى حوضي بيرميان وأبالاشيا، مع توقع انخفاض إنتاج الأحواض الخمسة الأخرى أو استقرار إنتاجها. وتتوقع أن تكون أكبر زيادة في الإنتاج من حوض بيرميان، وهو أكبر حوض منتج للنفط الصخري في البلاد، إذ قد يرتفع بمقدار 56 ألف برميل يومياً عند 4.66 مليون برميل يومياً، في حين من المتوقع أن يسجل حوض "إيجل فورد" جنوب تكساس وحوض باكن في نورث داكوتا، ومونتانا تراجعا بمقدار 4 آلاف برميل يومياً.

"أدنوك" الإماراتية تُرسي عقداً لزيادة الغاز الحامض 

إلى ذلك، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، الثلاثاء، ترسية عقد بقيمة 1.87 مليار درهم (509.5 مليارات دولار) على شركة "سايبم" الإيطالية، لتنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد لمشروع زيادة السعة الإنتاجية لمصنع حقل شاه للغاز الحامض.

ويسهم المشروع التابع لشركة "أدنوك للغاز الحامض"، الذي من المتوقع استكماله في عام 2023، في زيادة سعة المعالجة في مصنع شاه للغاز (210 كيلومترات جنوب غربي أبوظبي) بنسبة 13 في المئة "من 1.28 إلى 1.45 مليار قدم مكعب قياسية يومياً. 

ويمثل المشروع الجديد توسعة تراكمية بنسبة تصل إلى 145 في المئة بالمقارنة مع السعة الإنتاجية الأصلية للمصنع الذي تم تشغيله في عام 2015. 

وتأسست "أدنوك للغاز الحامض" من خلال شراكة بين "أدنوك"، و"أوكسيدنتال بتروليوم"، وتتبنى الشركة مفهوم الموقع الواحد المتكامل الذي يشمل الأنشطة والعمليات التشغيلية في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج ومعالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات.

وتعد "أدنوك للغاز الحامض" التي تدير حقل شاه، الشركة الوحيدة في العالم التي تقوم بمعالجة أكثر من مليار قدم مكعب قياسية من الغاز الفائق الحموضة يومياً من مصنع واحد ينتج أيضاً حوالى 5 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من حبيبات الكبريت.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز