Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دريد لحام: أنا والماغوط فشلنا مسرحيا حين انفصلنا

الفن السوري اليوم تتحكم به رؤوس الأموال وراتبي التقاعدي 16 دولاراً

يواظب الممثل السوري دريد لحام (1934) على عاداته اليومية في الذهاب صباحاً إلى مكتبه الكائن في حي أبي رمانة في دمشق، فهو لا يزال منتظماً في ممارسة عاداته اليومية من تناول القهوة التركية، وتدخين لفافات تبغه بنشاط ومرح، على الرغم من بلوغه عامه السادس والثمانين. في مكتبه تشاهده محاطاً بعشرات الجوائز والشهادات، التي كان قد تلقاها عن أعماله من هيئات ومؤسسات عربية ودولية بعد نصف قرن من مسيرته الفنية الحافلة.

يحدثنا النجم العربي عن صعوبة التصوير أيام الأبيض والأسود، عن المسرح والسينما، مستعيداً ذكرياته مع رفيق دربه الشاعر محمد الماغوط، ومستنكراً ما وصلت إليه بلاده من خراب ودمار ويقول، "قديماً كانت الكاميرا سجينة الأستوديو، وموثوقة إلى "كيبيل"، ولم يكن هناك تصوير خارجي إطلاقاً. أما اليوم فتطورت تقنيات التصوير، لكن على حساب جودة النصوص والإخراج، وقد اختلف تعاطي الممثل مع السيناريو الذي يقوم بأدائه، فجُل الممثلين اليوم لا يقرأون سوى أدوارهم المسندة إليهم، حتى دون أن يطلعوا على فحوى النص وأحداثه. بعكس ما كان يحدث على أيامنا، فحينها كنا نلتقي لإجراء بروفات طاولة مع كامل كادر العمل الفني، وكانت هناك قاعات في حي المزرعة وفي نقابة الفنانين مخصصة لهذا الأمر".

يجيب الفنان السوري على بعض الهواتف من أصدقاء له، ثم يبتسم مستذكراً كيف بدأت علاقته بالشاعر محمد الماغوط، "بدأت علاقتي مع محمد عام 1974 في نقابة الفنانين، وقتذاك جلسنا لأول مرة، وتحدثنا عن أسباب هزيمة 1967، واتفقنا أن ننجز عملاً مسرحياً عما حدث بين حربي يونيو (حزيران)، وأكتوبر (تشرين الأول) 1973. كنا وقتها نحمل طاولة وكرسيين بلاستيك، ونذهب إلى الغوطة، ونكتب هناك معاً نص "كاسك يا وطن"، وفي ما بعد كما بات معروفاً نجحت المسرحية، وهذا النجاح حفزنا أنا والماغوط على كتابة أعمال أخرى مثل "ضيعة تشرين" و"غربة" وسواهما. لكن للتاريخ، لم أقدم نفسي يوماً في هذه الأعمال ككاتب، بل كممثل ومخرج لهذه الأعمال، لكني كنت شريكاً في كتابة خمسين في المئة منها، لغاية ما وقع الخلاف بيني وبين الماغوط، عقب عرض مسرحية "شقائق النعمان"، وبدأ كل واحد منا يعمل وحده. فقدم الماغوط مسرحية "خارج السرب" ولا أعتقد أن أحداً سمع بهذه المسرحية، التي لم تلقَ النجاح الذي لاقته الأعمال التي كتبناها معاً. وأنا بدوري قدمت أعمالاً بمعزل عنه مثل "صانع المطر" و"العصفورة السعيدة". وكانت عروض مخصصة للأطفال والعائلة، لنكتشف أنه لا مسرحيته، ولا مسرحياتي التي قدمناها كل على حدة قد نجحت، وهذا ما أعيده لمسألة التعاون الذي كان يجمعنا في الكتابة المشتركة".

صراع مسرحي

بزغ مسرح لحام والماغوط في الفترة ذاتها التي صعد فيها نجوم المسرح القومي، وكان التنافس على أشده وقتذاك، وقبله كان هناك ما يشبه التراشقات النقدية بين المسرحين. ووصلت الأمور حد تقديم لوحة في "مسرح الشوك" مع الراحل عمر حجو تتهكم على المسرح الجاد بعنوان "الرياح أكلت أختي"، وعلى هذه الحادثة يعلق لحام، "لوحة "الرياح أكلت أختي" لم تكن تهكماً على عروض المسرح القومي، بل تهكماً من مسألة عدم الإيمان بالذات السائدة في عروض مخرجي المسرح القومي، أو ما يسمى بالمسرح الجاد، والإنسان إن لم يؤمن بذاته لن يستطع أن يقدم الجديد. كانت عروض المسرح القومي دائماً تتجه نحو المسرح العالمي، ونصوص الكتاب العالميين، فشكسبير لم يكتب لسوريا، بل كتب لبريطانيا، وموليير كذلك كتب لفرنسا، لكن مخرجينا في المسرح القومي كانت لديهم عقدة الكاتب العالمي، وبسبب ذلك لم يستطع المسرح القومي أن يصل الى كل الناس. بينما نحن في أعمال فرقتنا "أسرة تشرين" استطعنا أن نصل لشرائح متنوعة من الجمهور، وكانت عروضنا تستمر لستة أشهر متواصلة على خشبة "مسرح العمال" في دمشق، دون انقطاع. وهذا لأن عروضنا كانت برأيي تعبر عن البيئة السورية، وعن الحلم والألم والأمل بحياة كريمة وحرة. بمعنى أن هناك مسرحاً تتفرج عليه وتنتهي علاقتك به مع إسدال الستار، ومسرحاً تتفاعل معه، وتبدأ علاقتك به مع إسدال ستار النهاية، ولتبدأ تفكر في ما قيل فيه، وربما تردد بعض مفرداته. فالمتفرج إن لم يجد ذاته في واحدة من الشخصيات التي على الخشبة، تصبح المسرحية بالنسبة إليه للتسلية فقط، وليست كي يتعاطف ويتفاعل معها".

هل كان هناك أي نقاش مباشر بين دريد لحام ومخرجي المسرح القومي، أسأله فيرد، "لم يكن هناك نقاش مباشر بيني وبين فناني المسرح القومي، باستثناء فكرة تعاون بيني أنا وعمر حجو مع الراحل فواز الساجر لتقديم عمل مشترك معه. لكن القدر لم يمهلنا، وقد وافت المنية الساجر (رحمه الله) قبل تحقيق هذا المشروع. أعتقد أن المسرح القومي لم يستطع على الرغم من الإمكانات المسخرة له منذ تأسيسه في الستينيات، أن يربي جمهوراً، بينما كنا في "أسرة تشرين" نعيش من شباك التذاكر ولهذا أطلقتُ على فرقتي اسم "أسرة تشرين"، لرغبتي في أن يكون العمل في المسرح أقرب إلى العمل مع عائلة. فقد كنتُ والممثلون والممثلات نأتي إلى المسرح قبل ثلاث ساعات من بدء العرض، كي نقوم بتنظيف كراسي الصالة، والتأكد من نظافة دورات المياه، من أجل أن يشعر الجمهور بالراحة عندما يحضر العرض، ويشعر الممثلون أنهم معنيون بأن ينقلوا للجمهور القادم لمشاهدة عرضهم، ذلك الشعور بالألفة والمحبة، وحتى قبل أن يرفع الستار، ويبدأ العرض".

غوار الطوشي

شخصيات نمطية عديدة قدمها دريد لحام مع نهاد قلعي وناجي جبر وعبد اللطيف فتحي في أعماله، لعل أبرزها كانت شخصيات "غوار" و"فطوم" و"أبو عنتر" و"ياسينو" و"أبو كلبشة"... فهل كانت هناك فكرة لتدريس هذه "الكاراكترات" في مادة الأنماط في المعهد العالي للفنون المسرحية؟ يعقب دريد لحام على هذا السؤال، "المعهد العالي كانت لديه أيضاً سياسة تشبه سياسة المسرح القومي، وهي عدم الإيمان بالذات، ولهذا كان أساتذة المعهد يعتبروننا في الصف الثاني أو الثالث بالنسبة إليهم، إلى أن دعاني منذ خمس سنوات عميد المعهد آنذاك الدكتور تامر العربيد للقاء مفتوح مع طلاب المعهد المسرحي. وأذكر أنه كان لقاء طيباً للغاية. في العادة كان أساتذة المعهد يقبعون في برجهم العاجي، ويتعاملون معنا على أننا طارئون على المشهد الفني، وهذا برأيي سببه التعلق بوهم العالمية. بينما إذا عدت إلى ذخيرتنا من النصوص المسرحية، فسوف تجد نصوصاً مهمة لكل من سعد الله ونوس، وممدوح عدوان، ومصطفى الحلاج، وسواهم. وهؤلاء يجب أن يُعاد تقديم نصوصهم على المسرح، وتدريسها في المعهد المسرحي".

كلام "غوار" يشي بعزلة مع الأجيال الجديدة، وعن اختلاف في الرؤى لا يزال عالقاً أم لا؟  يجيب دريد بالقول، "أعتقد أن هذه العزلة بيننا وبين الأجيال الجديدة لم تعد موجودة، لا سيما أنكَ إذا أردت الوصول إلى جمهور اليوم، فيجب على الأجيال أن تتكامل لا أن تتصارع، وأن تتنافس لا أن تتصادم . فلا جيل يلغي جيلاً آخر، ومع ذلك كُسرت هذه العزلة في عملي مع كل من حاتم علي في فيلم "سيلينا" ومع الليث حجو في مسلسل "سنعود بعد قليل" ومع محمد عبد العزيز في مسلسل "شارع شيكاغو. لكن في المسرح الأمر مختلف، لكونك أنت هنا من يقود العمل، وأنت من يصنعه من ألِفه إلى يائه، ومن يقوم بتسييره، بينما في التلفزيون فهذا غير متاح، لكونكَ تكون واحداً من العناصر الفنية للعمل".

الفن السوري اليوم تتحكم به رؤوس الأموال، مثلما تتحكم بمسيرة عناصر العملية الفنية من كتّاب ومخرجين وممثلين وفنيين، يشرح دريد لحام ويضيف، "أعرف شخصياً عديداً من الفنانين الذين يقومون بالمشاركة في أعمال تلفزيونية، ليس لأنهم أحبوا العمل فيها، بل لأنهم بحاجة لهذا الأجر كي يعيشوا ويطعموا أطفالهم. وهناك شركات ومحطات تملي على الفنان السوري ماذا يجب أن يقول وكيف يقول. هذا العام لم أشاهد إلا مسلسل "الكندوش" الذي يشبه بقية أعمال البيئة الشامية، إذ بات هناك سحر خاص لهذا النوع من الأعمال، لا سيما في ما يتعلق بالحارة والبيت الدمشقي الذي هو بحد ذاته مريح للنظر والفرجة. والناس باعتقادي لا يملون من تكرار هذا البيت في الكوادر التلفزيونية، فهو بأشجاره ونباتاته وزجاجه المعشق وبحرته وهندسته المعمارية، أمسى ديكوراً يشارك في نجاح هذا النوع من الأعمال الدرامية".

الحارة السورية

الرغبة في تقديم أعمال ذات طابع سياسي نقدي واضحة منذ بدايات هذا الفنان، ففي مسلسل "صح النوم"  تهاجم غوريلا أهالي حارة "كل مين إيدو إلو" في إسقاط على الخوف الذي يتحكم بالشعوب، وينهي دورها في التغيير، فهل ما زالت هذه الغوريلا موجودة حتى اليوم؟ يجيب، "أجل ما زالت موجودة، وصارت اليوم مكرّمة أكثر من ذي قبل، هذه الغوريلا هي الفساد الذي نعاني منه جميعاً في سوريا، والمصيبة أن الفاسدين لدينا أصبحوا محترمين، وصارت لديهم حراسات مشددة على أبوابهم. لكن طالما الجمهور على اختلاف وتباين مستوياته الاجتماعية والثقافية، يشاهد العمل الفني كي يزجّي أوقات فراغه، لا كي يفهم حقيقة ما يحدث، فستبقى هذه الغوريلا طليقة في شوارعنا".

"الحكيم" هو عنوان الفيلم الجديد الذي سيقوم دريد لحام ببطولته، وهو من إخراج باسل الخطيب، وعن سيناريو للكاتبة ديانا جبور، لكن كيف يرى  واقع السينما اليوم في بلاده، "كنتَ قديماً إذا تمشيتَ في دمشق تجد في شارع واحد فقط أكثر من خمس عشرة صالة سينما، وكان منها صالات الأهرام، ودنيا، والسفراء، والزهراء والفردوس، وأوغاريت، ودمشق، والحمراء. الآن هذه الصالات التي ذكرتُها لك جميعها مغلقة منذ سنوات طويلة. وهي كانت في ما مضى تعج بالزوار في حفلاتها الثلاث اليومية، فالسينما جمهورها الحقيقي هو من الناس المتوسطة الدخل. الآن السينما في بلادنا مهجورة ووحيدة، ولا يستطيع المواطن السوري الدخول إليها، ولهذا أنا اليوم عاتب على وزارة الثقافة التي أسست معهداً عالياً للفنون السينمائية. حسناً ألم تسألوا أنفسكم في وزارة الثقافة أين سيعمل خريجو هذا المعهد، ولا توجد حتى صالات لعرض أفلامهم،؟ ثم من سينتج لهم أفلاماً بالأصل؟ دعني أقول إن هذا المعهد السينمائي المُحدث ما هو سوى فخ لأحلام الشباب السوري. أذكر أن فيلم "الكفرون" بقي يُعرض للجمهور اثنين وأربعين أسبوعاً متواصلاً في صالة سينما الشام، لدرجة أن متعهد الصالة طلب مني أن أصنع فيلماً كل سنة على الأقل كي يتمكن من تشغيل صالة السينما. الآن إذا صنعتُ فيلماً أين سأعرضه؟ حتى صالة "سينما الشام" أغلقت أبوابها. لهذا لا تجد من يقوم بإنتاج فيلم سينمائي اليوم في سوريا باستثناء المؤسسة العامة للسينما، التي لديها ميزانية للقيام بهذا الأمر، وميزانيتها لا تتيح لها سوى إنتاج فيلمين أو ثلاثة في العام".

احتكار رسمي

لكن كيف بدأت هذه الأزمة ومن هو المسؤول عنها؟ يجيب، "بدأت هذه الأزمة منذ أن قامت وزارة الثقافة باحتكار استيراد الأفلام الأجنبية، وأقصت القطاع الخاص عن الإنتاج. قبل ذلك كان أصحاب الصالات يستوردون الأفلام عبر مكالمة بالهاتف مع جهات الإنتاج الدولية، وكانوا يعرضون أحدث الأفلام العالمية في صالاتهم، وبشروط عرض درجة أولى. ومع قرار احتكار استيراد الأفلام بوزارة الثقافة، أمسى الأمر يتطلب لجنة من المؤسسة تسافر إلى أوروبا، وتقيم في فنادق الخمس نجوم، وتشتري قرابة عشرة أفلام. وعندما يعودون إلى سوريا كانوا يبيعون هذه الأشرطة في مزاد علني، وهذا لم يحدث قط في أي بلد من العالم. والمصيبة أن هذه الأفلام التي كانت تلك اللجان تشتريها ليست جماهيرية، مما حدا بأصحاب الصالات إلى الإغلاق صالة بعد أُخرى، حتى وصلنا إلى صالات مهجورة وخربة لا يزورها أحد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الوضع  في سوريا اليوم خطير للغاية، ومرد ذلك بحسب دريد لحام، إلى السكوت عن الفساد، والفساد هنا له نوعان كما يخبرنا، "فساد إنساني له علاقة بموظفين لا تكفيهم رواتبهم، وهم يرتشون كي يعيشوا ويطعموا أطفالهم، وهناك فساد سببه الجشع والطمع وهذا برأيي هو الأخطر. قديماً إذا حاولت رشوة موظف حكومي في سوريا، كان إما يبكي أو يشتكي عليك، لأنك بهذا التصرف تهين كرامته. اليوم إذا لم ترشه فهو ربما يضربك، ويمكن أن يعرقل لكَ معاملتكَ. أنا مثلاً متقاعد من التلفزيون السوري، وراتبي اليوم بعد نصف قرن من العمل خمسين ألف ليرة سورية (16 دولار أميركي)، أي ما يعادل أقل من ثمن صفيحة بنزين. تخيل لو أنني سأعيش بهذا الراتب، ماذا كان سيحل بي وبعائلتي؟ ومثلي آلاف من السوريين الذين يعيشون اليوم تحت خط الفقر".

خلل مدمر

"هذا الخلل دمر المجتمع السوري، يضيف دريد لحام ويقول، "دعني أذكر أنه مع بداية الأحداث في سوريا عام 2011، دُعيت أنا ومجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين لاجتماع أقيم في فندق صحارى بدمشق، وعندما جاء دوري بالكلام قلت للمؤتمرين، إنه في أي شارع أو مدينة سورية ستجد فاترينات لألبسة نسائية ثمن أقل فستان فيها ألف دولار أميركي، وستجد في الشارع ذاته شاباً يغطس في حاوية نفايات كي يستخرج شيئاً من القمامة ليأكله. هذا التناقض يعني أن المجتمع السوري آيل للزوال، وهذا ما لم أكن أشاهده في سنة 1959، عندما تخرجت في الجامعة من كلية الكيمياء، وكان راتبي يصل لـ 425 ليرة سورية، وكان هذا الراتب وقتذاك كافياً كي أعيش منه حياة كريمة، وأتزوج، وأنجب أطفالاً، وحتى لأدخر منه لشراء منزل. لكنني اليوم أتحسر على خريج الجامعات السورية الذي ليس لديه أمل بأدنى درجات الحياة الكريمة، وليس لديه أمل بأن يؤسس بيتاً وعائلة، أو يشتري حتى دراجة هوائية من مرتبه، وهذا الأمر قاتل، وكله بسبب مسألة الفساد. اليوم في دمشق هناك مطاعم ثمن أقل وجبة فيها هو ما يعادل راتبي التقاعدي الشهري. تخيل أنه براتبي لا أستطيع أن أشتري إلا وجبة واحدة. وهذه المطاعم تتكاثر لأن الفاسدين يتكاثرون كل يوم، وهؤلاء معظمهم من أثرياء الحرب، أو ممن استغلوا الأوضاع في سوريا، وأثروا على حساب الناس. بمعنى آخر مع بداية الأزمة السورية، تُفاجأ بأن معابر حدودية كانت تؤجّر خروجاً لتهريب المحروقات، ودخولاً لسيارات تحمل أسلحة ومتفجرات. ولهذا أؤكد أن أزمتنا في سوريا أولها فساد وآخرها فساد، وإذا لم يقض على الفساد فالأمور ستذهب نحو الأسوأ، المسألة تحتاج إلى قليل من الجرأة فقط. جرأة من النظام، ولهذا أتمنى عندما يعزلون مسؤولاً من موقع معين، بأن يخبرونا لماذا قاموا بعزله. عندما تقومون بعزل وزير هنا ومدير عام هناك أخبرونا لماذا قمتم بذلك؟ هل هو غير كفء، أم لأنه فاسد؟ فقط نريد أن نفهم! ليخبرنا أحد. لكن مع الأسف أن هذه الإجراءات غالباً ما تحدث في العتمة، وبعيداً عن الأنظار، ونحن كجمهور أو شعب لا نعرف ما الذي يحدث، ولماذا".

ينهي دريد مجّ سيكارته، نافثاً دخانه بحرقة في أرجاء المكان، ويقول وقد تهدج صوته، "عندما أتجول اليوم في دمشق أشعر أن الله غاضب علينا نحن السوريين، ولهذا أتمنى أن يحذفوا كل الأشعار والأغاني التي تتغنى بنهر بردى من قاموسنا الثقافي، إذا رأيت اليوم بردى ستحزن إلى ما آل إليه".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة