Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوادر تحسن طفيف في العلاقات السعودية – السورية

مستشارة الأسد اعتبرت وجود مسؤول من دمشق في الرياض هذه الأيام "خطوة إيجابية"

قالت بثينة شعبان إن جهوداً تُبذل لتحسين العلاقات مع السعودية وإنها قد تأتي بنتائج إيجابية قريباً (غيتي)

عادت الأنباء مجدداً تتحدث عن اتصالات متبادلة بين السعودية وسوريا، في سياق ما اعتُبر بوادر تحسن طفيف في العلاقات بين الرياض ودمشق التي شهدت توتراً على خلفية أحداث الثورة السورية في 2011، تراجعت حدته كثيراً في السنوات القليلة الماضية.

وذكرت بثينة شعبان، المستشارة السياسية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في تصريحات لإذاعة (شام أف أم) المحلية، الأربعاء 26 مايو (أيار) أن جهوداً تُبذل لتحسين العلاقات مع السعودية وأنها قد تأتي بنتائج إيجابية قريباً.

وقالت شعبان للإذاعة الموالية للحكومة، "إن زيارة وزير السياحة السوري إلى الرياض هذا الأسبوع لم تكن ممكنة في السنوات الماضية وإنها خطوة إيجابية".

اتصالات مبدئية

يأتي ذلك في وقت أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية قبل أسابيع عن مصدر سعودي، أن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى زار دمشق "والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد، علي مملوك".

ووفق الصحيفة، أضاف المصدر السعودي، الذي لم تذكر اسمه، أن الزيارة "تم التخطيط لها منذ فترة لكن لم يحدث تقدم"، لكن الأحداث الإقليمية "تغيرت وسهّلت التواصل"، وفقاً للصحيفة التي رجح مصدرها أن استئناف العلاقات بين الرياض ودمشق، قد يبدأ بعد فترة قصيرة من رمضان، أي هذه الأيام.

ومع أن الحكومة السعودية لم تعلق على تلك الأنباء التي جاءت تزامناً مع تقارير لقاءات مسؤولين من الرياض وطهران في بغداد، إلا أن قناة "الحرة" الأميركية، نقلت هي الأخرى عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، علم واشنطن بتلك التقارير، وأن القناعة قائمة في الولايات المتحدة الأميركية بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام، "يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين"، وهو ما تقول القوى الغربية إنه لا ينطبق على الانتخابات التي يمضي النظام في دمشق وحلفاؤه الروسيون في محاولة إنجاحها.

تمهيد سعودي

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آخر اتصال هاتفي بينهما قبل نحو شهرين، إلى جانب المستجدات الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كذلك "الوضع في سوريا والخليج".

وفي هذا السياق جاء لقاء ولي العهد بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، ليتباحث مع الأخير مستجدات الأوضاع على الساحة السورية.

وأكدت السعودية في حينه دعم الجهود الرامية للتسوية السياسية في سوريا، بما يكفل أمن الشعب، ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تعطل الوصول إلى حلول حقيقية.

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في الرياض "إن التسوية السورية تتطلب أن يكون الحل سياسياً، وهذا يرجع بالأساس إلى أطراف القضية، ويتطلب أن يقوم النظام السوري والمعارضة بالتوافق على هذا الحل السياسي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، "المملكة منذ بداية الأزمة تدعو إلى إيجاد حل لها، وحريصة على التنسيق مع جميع الأطراف بمن فيهم الأصدقاء الروس في ما يتعلق بإيجاد سبيل لإيقاف النزيف الحاصل في بلد شقيق علينا ومهم لنا وهو سوريا، ومتفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يفضي إلى تسوية واستقرار الوضع في سوريا لأنه لا يوجد حل للأزمة هنالك إلا من خلال المسار السياسي".

من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده مهتمة بوحدة سوريا وسلامة أراضيها وحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل على نحو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري، وقال، "أطلعنا المملكة العربية السعودية على الجهود التي تبذلها روسيا من أجل تسوية سياسية للنزاع والحفاظ على النظام وعودة اللاجئين والنازحين، فضلاً عن ترميم البنية التحتية المدمرة".

بحث عن مخرج

وتتجه دول عربية إلى إحياء علاقتها مع النظام السوري ومساعدة البلاد في الرجوع إلى حاضنتها العربية من خلال إنهاء شغور مقعدها في جامعة الدول العربية، بعد نحو عقد من الصراع وتدخل القوى الأجنبية في القرار السوري.

دون الطموح

ويربط كثيرون من المراقبين بين عودة النظام إلى محيطه الإقليمي، وانتهاء الانتخابات القائمة حالياً في دمشق، على الرغم من اعتقاد كثيرين من المهتمين أنها دون الطموح، لكن الآمال على الرغم من ذلك معلقة على أن تفضي إلى اتجاه البلاد للاستقرار مجدداً وعودة اللاجئين، بعد سنوات مليئة بالانتهاكات المتبادلة والمتاعب.

إلى ذلك، أقبل الناخبون السوريون في مناطق سيطرة القوات الحكومية منذ صباح الأربعاء على مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد، في استحقاق هو الثاني منذ اندلاع النزاع، من شأنه أن يمنح بشار الأسد ولاية جديدة، في وقت شككت دول غربية عدة بـ "نزاهة" الانتخابات.

وبعد اقتراعه وزوجته أسماء في مدينة دوما، إحدى أبرز معاقل المعارضة سابقاً قرب دمشق، ردّ الأسد على المواقف الغربية بالقول، "قيمة آرائكم هي صفر".

مناطق سيطرة الحكومة

وتجرى الانتخابات فقط في مناطق سيطرة الحكومة، بينما تغيب عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب)، حيث خرج المئات في تظاهرة في مدينة إدلب، مؤكدين "لا شرعية" الانتخابات.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحاً (04.00 ت غ)، وكان من المفترض إغلاقها عند الساعة السابعة مساء، لكن اللجنة القضائية للانتخابات قررت تمديد فترة الاقتراع خمس ساعات إضافية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وعلى وقع إجراءات أمنية على مداخل دمشق والساحات والنقاط الرئيسية، شهدت مراكز الاقتراع في الجامعات خصوصاً إقبالاً باكراً للطلاب.

وقال كنان الخطيب (26 سنة)، وهو طالب في جامعة دمشق، لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا أعرف المرشحين الآخرين على الإطلاق (...) لكن صوتي بكل تأكيد للرئيس بشار الأسد"، الذي "صمد" خلال الحرب.

"الأمل بالعمل"

واتّخذ الأسد (55 سنة) الذي انتشرت صوره في الشوارع والساحات، عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة وشهد نصفهما نزاعاً مدمّراً أودى بحياة أكثر من 388 ألف شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ويخوض مرشحان آخران غير معروفين السباق الرئاسي، هما الوزير والنائب السابق عبدالله سلوم عبدالله، والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والتي اتسمت بالفشل.

المزيد من الشرق الأوسط