Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس وليبيا تعززان التعاون لمواجهة أزماتهما الاقتصادية

توقيع عدة اتفاقات بين البلدين في مجالات متنوعة

تواصل تونس وليبيا تعزيز علاقتهما على المستويات كافة، وعلى الصعيد الاقتصادي بشكل خاص، منذ تسلم السلطات التنفيذية الليبية مهامها في شهر مارس (آذار) الماضي، وهو ما تجلى من جديد بتوقيع عدة اتفاقات اقتصادية بين البلدين في مجالات متنوعة، خلال الزيارة التي بدأها رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى طرابلس.

وأكد المسؤولون أن هذه الاتفاقات ستتعزز بغيرها خلال الفترة المقبلة، لحاجة البلدين الجارين لها في الفترة الصعبة التي يمران بها على المستوى السياسي والاقتصادي.

وفي دلالة واضحة على الصبغة الاقتصادية الصرفة للزيارة، فقد تزامنت مع وصول وفد كبير من رؤساء الشركات وأرباب الأعمال في تونس إلى طرابلس، للبحث عن فرص جديدة للاستثمار في ليبيا، التي بدأت تستعيد شيئاً من استقرارها السياسي والأمني بعد سنوات من الصراعات السياسية والعسكرية.

دفعة جديدة للعلاقات المشتركة

وصل رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى طرابلس، في زيارة هي الثانية لمسؤول تونسي رفيع إلى العاصمة الليبية خلال أسابيع، بعد زيارة الرئيس قيس سعيد، الذي كان أول رئيس دولة أجنبية يزور ليبيا بعد انتخاب سلطاتها التنفيذية الجديدة.

تأتي الزيارة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات المبدئية التي عقدها الرئيس التونسي مع المسؤولين الليبيين، في الطريق لبناء شراكة اقتصادية بين البلدين اللذين يعيشان أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، نتيجة الاضطرابات السياسية التي مرا بها في العقد الأخير.

زيارة المشيشي إلى طرابلس بدأت بلقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الذي صرح مكتبه الإعلامي بأن "الاجتماع تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتعميق التشاور السياسي والاقتصادي بين البلدين الشقيقين".

وتبع اللقاء جلسة جمعت رئيس الحكومة التونسية بنظيره الليبي، عبدالحميد دبيبة، كونه أفضى إلى اتفاقات بارزة في مجالات النقل وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد دبيبة، في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي هشام المشيشي، إن "العلاقات الليبية - التونسية ازدهرت مع بداية عمل الحكومة الليبية الجديدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستيراد والتصدير".

وأضاف، "تونس كانت دائماً داعمة للشعب الليبي من ناحية المواقف السياسية الداعمة للاستقرار، كما كانت ملاذاً آمناً لشعبنا في أقسى الظروف التي مرت بها البلاد من حروب ونزاعات، حيث استقبلت المستشفيات التونسية مئات الجرحى والمرضى وفتح البعض منازلهم مرحبين بإخوتهم الليبيين".

وأثنى دبيبة على "استئناف عمل شركة الخطوط الجوية التونسية إلى المطارات الليبية، خاصة إلى بنغازي والجنوب، كأول شركة طيران أجنبية تقوم بهذه الخطوة منذ عام 2014 والقائمين على فكرة المعرض الليبي - التونسي المشترك الذي يستضيف أكثر من 150 شركة تونسية، وأكثر من ألف رجل وسيدة أعمال توانسة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، أكد رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، خلال المؤتمر الصحافي، أن "استقرار ليبيا عامل مهم لتحقيق الاستقرار في تونس". وتابع، "ما يجمع تونس وليبيا يتجاوز الأطر السياسية والاقتصادية، فهناك روابط إنسانية متجذرة بين البلدين"، مشيراً إلى أن "بلاده ترى في ليبيا مناخاً استثمارياً مشجعاً لها، وستسخر كل إمكاناتها وخبراتها لمساعدة الليبيين في كل المجالات".

ورد رئيس الحكومة التونسية على طلب دبيبة تسهيل الإجراءات اللازمة لانسياب الحركة في البوابات الحدودية بين الجانبين، قائلاً إن "التبادل بين البلدين يسير بصورة طبيعية، وخاصة تنقل الأشخاص والأموال والبضائع، ونسعى لتسهيل دخول المواطنين الليبيين إلى تونس ورفع قيود التملك الخاصة بالليبيين فيها".

وخلص إلى أن "هناك توافقاً كبيراً في وجهات النظر مع ليبيا، ونحن على استعداد لمراجعة كافة الاتفاقات الموقعة بين البلدين".

وفد كبير من أصحاب الأعمال

في تأكيد على الصبغة الاقتصادية التي تميز زيارة رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشي إلى ليبيا، فقد رافقه فيها عدد من الوزراء ورئيس البنك المركزي ونحو 100 من أصحاب الشركات الذين سيشاركون في منتدى اقتصادي ومالي في طرابلس. كما استقبل مطار معيتيقة في طرابلس، نحو 1200 رجل وسيدة أعمال تونسيين آخرين، في أول رحلة تجارية عبر الخطوط الجوية بين تونس وطرابلس.

وجاء هذا الوفد الضخم من أصحاب الأعمال التونسيين، للمشاركة بالمعرض الاقتصادي الليبي في العاصمة طرابلس، الذي انطلق اليوم ويستمر حتى 26 مايو (أيار) الجاري.

المعرض الاقتصادي الليبي سيحمل شعار "منتدى التوأمة الاقتصادية نحو أفريقيا"، لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين والعودة للسوق التجارية الليبية، وشارك في التحضير للمعرض الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في طرابلس، ومجلس الأعمال التونسي - الأفريقي، إضافة لمركز الصادرات الليبية، بهدف تنشيط الاقتصاد الأفريقي وتنمية المشاريع الاقتصادية بين تونس وليبيا، لتكونا البوابة الاقتصادية لدول أوروبا وآسيا وأميركا نحو الدول الأفريقية، بحسب القائمين على المعرض.

إشادة بالزيارة في البلدين

لقيت الزيارة والاتفاقات المبرمة خلالها إشادة كبيرة من عدد من المسؤولين في البلدين، نظراً إلى الحاجة الشديدة لها لتعزيز التعاون الاقتصادي لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها ليبيا وتونس، خصوصاً في ظل التداعيات الكبيرة التي تركتها جائحة كورونا على اقتصادات المنطقة والعالم أجمع.

وأكد علي زريعة، المتحدث الإعلامي باسم الوفد الحكومي التونسي إلى ليبيا، أن "الوفد جاء ليوثق لعلاقات أكثر فاعلية مع طرابلس، وإنشاء رابط اقتصادي ومالي جديد يسمح بالوصول لمستوى الشراكة بين البلدين".

وقال زريعة، إن "الحكومة التونسية تمر بمرحلة حرجة على صعيد الاقتصاد، وهي تسعى لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وإنشاء برامج حديثة في عالم الرقمنة، وكذلك المجالات الحيوية التي تخدم البلدين".

وأضاف، "ليبيا الآن محط أنظار العالم كله للمساهمة في عملية إعمارها والدخول في شراكات فعالة معها".

في المقابل، أوضح عضو مجلس النواب، ورئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة الليبية، محمد الرعيض، أن "تونس تمثل أهمية استراتيجية كبيرة لليبيا، وهذه الزيارة مهمة لتحقيق انطلاقة جديدة للتكامل الاقتصادي بين البلدين".

وبين أن "النقاشات مع الجانب التونسي تناولت تفعيل معبر رأس جدير البري رسمياً وزيادة خطوط المرور وتحسين معاملة الليبيين بالمنافذ، إلى جانب استئناف الخطوط الجوية التونسية لرحلاتها إلى ليبيا".

أما نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، أحمد معيتيق، فاعتبر أن "زيارة الوفد التونسي الذي يضم رئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي وعدداً من رجال الاقتصاد والمال، يأتي بعد تعثر مفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي وتصاعد وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية".

اقرأ المزيد