Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تدرس هدنة من جانب واحد في غزة

جهود للتوصل إلى اتفاق تهدئة حتى الجمعة وأصوات إسرائيلية تعتبر أن "حماس انتصرت"

جنديان إسرائيليان يحتميان تحت إحدى المدرعات لدى دوي صفارات إنذار إثر إطلاق صواريخ من غزة (أ ب)

لم تتحقق التوقعات بالتوصل إلى اتفاق تهدئة بين حركة "حماس" وإسرائيل، الخميس 20 مايو (أيار) الجاري، على الرغم من تكثيف الجهود المصرية والأميركية والدولية، لكن جهات إسرائيلية ودولية تحدثت عن احتمال التوصل إلى اتفاق، خلال يوم الجمعة (21 مايو)، مشيرةً إلى أن القصف الذي تعرضت له بلدات الشمال بصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان، أسهم في تسريع التوصل إلى هذا الاتفاق. وسينعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل الليلة (الخميس) لبحث التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ويُستدل من تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين أن إسرائيل تمضي باتجاه وقف النار الجمعة، قبل دخول يوم السبت. وكما في كل عملية عسكرية سابقة كثفت عند منتصف ليلة الخميس قصفها على غزة بعدما تلقى الجيش أوامر من وزير الأمن، بيني غانتس، بشن هجمات ليلية مكثفة على قطاع غزة قبل وقف إطلاق النار، وتنفيذ مجمل بنك الأهداف، فيما بذل المصريون والفرنسيون جهوداً للتوصل إلى وقف المواجهات مع حلول يوم الجمعة.

وشكك سياسيون إسرائيليون في مدى صدقية إسرائيل في التوصل إلى وقف إطلاق النار، الجمعة، حيث لم يتلق الجيش تعليمات للاستعداد لذلك، كما لم يُحَدد بعد موعد وصول وفد الاستخبارات المصرية لبحث اقتراح التهدئة.


الجبهة الشمالية

وحذرت جهات إسرائيلية من أن أي تصعيد في الجبهة الشمالية من شأنه أن يجر المنطقة إلى حرب تتسع إلى جبهات عدة. وقد أثار سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان على حيفا نقاشاً إسرائيلياً حول المخاطر المحدقة بإسرائيل في حال قررت الاستمرار بقصف غزة، في وقت تعرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى انتقادات واتُهم بالفشل. وهاجمه رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، المكلّف بتشكيل حكومة قائلاً إن "هذه الحكومة  فشلت في كل المجالات الموجودة تحت مسؤوليتها، فقد فشلت في مشروع تحصين البيوت، وفشلت فشلاً ذريعاً في الإعلام. إنه إخفاق كبير". واعتبر لبيد أن "حماس" انتصرت على حكومة إسرائيل في المعركة الإعلامية في وسائل الإعلام الغربية الليبرالية، مضيفاً أن "الحكومة فشلت عندما فضّلت الحفاظ على حكم حماس من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية".

وحذّر لبيد من تداعيات استمرار القصف وعدم التجاوب مع المطالب الأميركية والدولية لوقف إطلاق النار، قائلاً "توجد أمامنا تحديات أكبر بكثير من غزة وهي إيران، الاتفاق النووي، التوتر في سوريا وتعاظم قوة حزب الله. وهذه كلها بانتظارنا لاحقاً".
 

قواعد اللعب بحسب لبيد

وفيما كُثفت الجهود لخلق أجواء تسهم في التقدم نحو وقف إطلاق النار وضع لبيد قواعد لعب يمكن، برأيه، من خلالها إضعاف "حماس". واقترح على متخذي القرار في إسرائيل العمل على المستويَين العسكري والمدني في آنٍ واحد، بحيث توجَه ضربات للحركة "من دون رحمة في أي مرة ترفع رأسها"، وفق تعبيره، وعدم التسامح كلياً في اغتيال قادتها وفي الوقت ذاته تمارَس الضغوط على الحركة من خلال التعاون مع السكان الغزيين.

وبرأي لبيد فإن أفضل الطرق للتغلب على "حماس" هو إنشاء وضع للسكان الغزيين يكون لديهم فيه ما يخسرونه. وراح لبيد يتحدث عن لبنان وما تعرض له اللبنانيون في حرب يوليو (تموز) 2006، وبرأيه فإن الحذر لدى "حزب الله" من مواجهة مباشرة مع إسرائيل يأتي بسبب الهجوم الإسرائيلي من دون رحمة على البنى التحتية لكل دولة لبنان. وبرأي لبيد فإن "(الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله يدرك أنه إذا دخل إلى مواجهة معنا، فإن ميناء بيروت والمطار والصناعة المحلية والمراكز التجارية ستتحول إلى سحب غبار ونار. وحزب الله، مثل حماس لا يريد أن ينقلب كل سكان لبنان ضده بسبب مواجهة مدمرة مع إسرائيل. ونموذج مشابه ينبغي أن يكون في غزة أيضاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


العملية الأكثر فشلاً


وفي ذروة النقاش حول دخول الجبهة الشمالية إلى الحرب الحالية ومدى قدرة الجيش الإسرائيلي على الاستمرار في عملية "حامي الأسوار"، نُشر تقرير إسرائيلي يتحدث عن إخفاقات الجيش في هذه الحرب، معتبراً العملية الحالية، الأكثر فشلاً بين العمليات الحربية التي خاضتها إسرائيل، من حيث استعداد الجيش وأدائه إلى جانب قيادة وصفها البعض بـ "المشوشة والعاجزة".
ومما أورده التقرير من فشل الجيش في هذه الحملة العسكرية:

 مفاجأة إسرائيل بقدرات "حماس" العسكرية، التي ظهرت بإطلاق آلاف الصواريخ وأخذ المبادرة إلى أيديها.

وحتى الإعلان عن إطلاق الحملة العسكرية كانت غزة تُعتبر ساحة حربية ثانية. وفيما تم التركيز في الشمال على "المعركة بين الحربين"، والصراع ضد إيران، عملت إسرائيل تجاه غزة كمنطقة أقل تهديداً بالخطر وركزت في أفضل الأحوال من الناحية الأمنية على إنجاز العائق التحت أرضي على الحدود مع غزة.
وأضاف التقرير الإسرائيلي أنه "في ظل فشل الاستخبارات الاستراتيجي من خلال الاستخفاف بنوايا حماس وقدرتها، تطور أيضاً الفشل الاستخباري التكتيكي. فالجيش الإسرائيلي لم يجمع ما يكفي من الأهداف النوعية في غزة التي سيدمر المس بها قدرة حماس على مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

واعتبر التقرير أن القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تدهورت إلى دور هامشي يتمثل بكونها قوة تضليل. وتطرق في هذا الجانب إلى ما قام به الجيش من تمويه لوسائل الإعلام الأجنبية حول تنفيذ عملية برية بهدف خدعة مقاتلي "حماس" ودخولهم إلى الأنفاق للاختباء ومن ثم تفجير الأنفاق وهم في داخلها.

وبحسب التقرير فإن الجيش الإسرائيلي فشل حتى في مهمة التشويش على العدو. وأضاف "حتى في هذا لم ينجح الجيش ولم يتم اصطياد مقاتلي حماس بصورة جماعية في الأنفاق التي تم قصفها. من الجيد أنه لم يفكر أي مسؤول في تنفيذ عملية برية لأن الجيش غير قادر حتى على الصعود إلى الحلبة وهو غير مستعد للقتال".

وضمن استعراض فشل الجيش الإسرائيلي في هذه العملية تحدث الإسرائيليون عن أربعة إنجازات لحركة "حماس":

الإنجاز الأول، والذي اعتبره الإسرائيليون الأهم، هو العنف الذي نشب داخل المجتمع الإسرائيلي بين العرب واليهود. ويقول التقرير "فجأة، من دون قصد، يمكن لحماس أن تعرض نفسها كعامل يربط جزء من فلسطينيي 48 بالمعركة ضد إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيام الدولة العبرية.

الإنجاز الثاني، هو استغلال للفرصة حيث "وُضعت حماس في مكان حامي القدس والأقصى في نظر كل عربي ومسلم في العالم".

الإنجاز الثالث، هو اعتبار "حماس"، على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، كعامل مسيطر على الساحة الفلسطينية. 

أما الإنجاز الرابع، فهو كشف ضعف منظومة الدفاع ضد الصواريخ في إسرائيل أمام رشقات صواريخ عدة تُطلق في زمن قصير على النقاط ذاتها.

المزيد من الشرق الأوسط